ضمن محاضرة في حسينية دار الزهراء (ع) بالكويت

الشيخ الصفار: الطموح القيادي مشروع ويجب اتاحة الفرص للكفاءات الشابة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن المجتمعات الناهضة والحيوية، هي التي تتيح الفرصة أمام طاقات وكفاءات أبنائها، وتقديم ذوي الكفاءة.

ودعا للكشف عن الطاقات، والبحث عن الكفاءات في صفوف الشباب ودفعهم للتقدم، فلا يكون صغر السن عائقًا، إذ ليس الأكبر هو الأفضل، وإنما الأفضل هو الأكبر.

جاء ذلك ضمن المحاضرة التي ألقاها سماحته في حسينية دار الزهراء بالكويت، مساء الأربعاء 10 شعبان 1445هـ الموافق 21 فبراير 2024م بعنوان: صفات القائد المسؤول في ثقافة القرآن.

وأوضح سماحته أن المجتمع بحاجة لمن يهتم بقضاياه ويكون من أهل الخبرة والإدارة وتحمّل المسؤولية.حسينية دار الزهراء بالكويت 1445

وتابع: إذا لم تتوفر الخبرة فإن المتصدي لن يكون قادرًا على إدارة المسؤولية، ونكون قد وضعنا الرجل في المكان غير المناسب.

وبيّن أن على كل مؤمن أن يكون لديه طموح ليكون في موقع قيادي في محيطه الاجتماعي.

وتابع: الدور القيادي يدفع الإنسان لتفجير طاقاته وكفاءاته، ويمكنه من خدمه دينه ومجتمعه، والطموح يرتقي بالمستوى العام في المجتمع.

وأضاف: إذا امتلك الإنسان المؤمن تطلعًا وطموحًا، فإن ذلك يدفعه إلى المزيد من الفاعلية والنشاط.

وحذّر من تضاءل الطموح والتطلع في نفس الإنسان، فذلك يدفعه للعيش في حالة من الخمول والركود، ويضعف ثقته بنفسه. 

وأبان أن التوجيهات الدينية تحفّز للطموح القيادي وبعضها جاءت في صيغة الدعاء، والدعاء يعني استحضار الطموحات والتطلعات الكبيرة في نفس الإنسان، وبالتالي العمل لتحقيقها.

وتابع: الإنسان حينما يطلب من الله شيئًا، فإن ذلك ينبغي أن يدفعه لكي يعمل من أجل ذلك الشيء.

واستشهد بقوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا مؤكدًا أن الإنسان المؤمن يطلب من ربه أن يجعله إمامًا للمتقين، أي أن يكون في موقع القيادة والقدوة لبقية المؤمنين المتقين، وهذا يعني غرس وتعزيز الطموح والتطلع القيادي في نفس الإنسان.

ومضى يقول: لا تطمح أن تكون مؤمنًا عاديًا في مجتمع المؤمنين، بل أطمح أن تكون مؤمنًا قياديًا.

وتابع: هذا طموح مشروع، بعكس ما قد يفهمه البعض عن قيمة التواضع، فيتصور أن التواضع يعني ألا تتصدى، وألا ترشح نفسك لمقام اجتماعي، فذلك خلاف التواضع، فإذا رشّحت نفسك وبرزت، فإنّ ذلك يعني حب الظهور والبروز؛ وهذا فهم غير سليم للتواضع.

وأضاف: البروز والظهور، إذا كان مقصودًا، لإشباع رغبات الذات فقط، فهو منبوذ، أما إذا كان فرصة لخدمة القيم والمجتمع، فهذا لا ينافي التواضع، بل قد يكون مطلوبًا من الإنسان إذا كانت هناك مصلحة دينية واجتماعية معرضة للضياع.

فسح المجال للكفاءات القيادية

وفي موضوع متصل قال سماحته: بعض المجتمعات تتمتع بخصوبة في إنتاج القيادات، وتتيح الفرصة لبروز القيادات في صفوف أبنائها، فتشجع كل واحد عنده كفاءة وطموح.

وتابع: بعض المجتمعات، تعيش خلاف ذلك، وتفقد هذه الحالة، فتجدها مليئة بالأعراف والتقاليد المعيقة أمام بروز القيادات، والتي لا تكون إلا من عوائل معينة، أو من وسط معين، وضمن اعتبارات اجتماعية معينة

صفات الشخصية القيادية

وعن طهارة قلب الشخصية القيادية قال سماحته: حين يكون قلب الإنسان عامرًا بذكر الله، وبالقيم الإلهية والإنسانية السامية، فإنّ هذا الإنسان يكون قلبه طاهرًا، ليس فيه أحقاد ولا أغلال، ولا حسد للآخرين، وليس فيه عُقد في التعامل مع الناس، بل يكون قلبه نظيفًا.

وتابع: أما الإنسان الذي يكون قلبه ملوثاً بالأضغان بالأحقاد والعقد، فلا يكون قلبه عامرًا بذكر الله سبحانه وتعالى وهذا لا ينفع للتصدي لخدمة المجتمع.

وأضاف: نحتاج إلى المسؤول الذي يحتكم إلى عقله، وإلى الهدي الإلهي في اتخاذ قراراته، في موقع المسؤولية، أما من يتبع الهوى فإنه سينصرف عن عقله وتكون قراراته بعيدةً عن المنطق العقلي، وضمن مسار الهوى.

حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445حسينية دار الزهراء بالكويت 1445