الفقير ومعاناته الاجتماعية

 

يقول تعالى: ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. [سورة النور، الآية: 32].

في هذا العام اختارت الأمم المتحدة موضوعًا لتسليط الضوء عليه في المجتمعات الإنسانية، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، يوم السابع عشر من أكتوبر، وهو موضوع إنهاء سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية التي يعاني منها الفقراء في معظم بلدان العالم.

وبذلك فإنّ حديثنا سيركّز على موضوع النظرة إلى الفقير والتعامل معه، من قبل سائر أبناء المجتمع.

سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية

فحسب موقع الأمم المتحدة[1]  إنّ معظم الأشخاص الذين يعيشون في فقر يواجهون مواقف سلبية، فهم يتعرضون للوصم والتمييز، والحكم عليهم من مظهرهم، ولومهم على وضعهم المادي، ومعاملتهم بقلّة احترام.

إنّ سوء المعاملة الاجتماعية ينشئ بيئة لسوء المعاملة المؤسسية، فالدوائر الحكومية الرسمية والشركات والمنظمات، قد يتأثر العاملون فيها بالبيئة الاجتماعية، ويمارسون مع الفقير ذات النمط من التعامل.

وذلك ما يعرّض الفقير للظلم واللاإنسانية بشكل يومي يقوّض احترام الذات، ويدمّر القدرات الشخصية، كما يحرم الناس من كرامتهم وفرص الخروج من حالة الفقر.

من الطبيعي أن يترك الفقر آثارًا في حياة الفقير، بسبب تدنّي ظروفه المعيشية، فقد يكون أقلّ تعليمًا، أو أقلّ أناقة في مظهره، أو أكثر إصابة بالأمراض. لكن ذلك لا يبرر أبدًا سوء التعامل معه، والنظر إليه بدونية.

النظرة الدونية للفقير

ومن المؤسف أن هذه النظرة الدونية للفقير، عريقة ومتأصلة في المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ، حيث يُقوّم الإنسان من خلال إمكاناته المادية، ويتم تجاهل قيمته الإنسانية، وما يختزن من نقاط قوة روحية أو أخلاقية أو فكرية في شخصيته.

ويحدّثنا القرآن الكريم عن مجتمعات كانت تعترض على اختيار الله تعالى للنبوة والقيادة أشخاصًا ليس من أوساط الأثرياء، والعوائل المرموقة.

يقول تعالى عن لسان قريش: ﴿وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ‎﴿٣١﴾‏ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ. [سورة الزخرف، الآيتان: 31-32].

إنّهم يعترضون على إنزال القرآن على محمد اليتيم الفقير، ويتساءلون: لماذا لم ينزل الله القرآن على أحد أثرياء مكة أو الطائف؟

لقد جعلوا أنفسهم في مقام اتخاذ القرار لله تعالى، في تقسيم عطاياه ورحمته لعباده.

ويقول تعالى عن بني إسرائيل: ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. [سورة البقرة، الآية: 247].

لقد طلب اليهود من نبيّهم آنذاك، أن يختار لهم أميرًا يقود نضالهم ضدّ طغيان أعدائهم عليهم، فاختار الله تعالى لهم قائدًا ذا كفاءة وخبرة علمية، إضافة إلى تمتعه بالقدرة الجسمية القتالية، هو طالوت، لكنه لم يكن ثريًا ولا ينتمي إلى أسرة مرموقة، فاعترضوا على من اختاره الله لهم، فقط لأنه ﴿لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ، ويرون أنفسهم أحقّ بالقيادة منه، لأنّهم أثرياء.

كما يحدّثنا القرآن الكريم أنّ بعض المجتمعات كانوا يسخرون من الأنبياء؛ لأنّ أتباعهم من الفقراء، ويطلبون منهم إبعاد الفقراء باعتبارهم نقطة ضعف، ومؤشر دونية.

يقول تعالى عن قوم نبي الله نوح : ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ. [سورة الشعراء، الآيات: 111].

وورد عن عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: (مَرَّ اَلْمَلَأُ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اَللَّهِ ، وَعِنْدَهُ صُهَيْبٌ وَخَبَّابٌ وَبِلاَلٌ وَعَمَّارٌ وَغَيْرُهُمْ مِنْ ضُعَفَاءِ اَلْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ؛ أَرَضِيتَ بِهَؤُلاَءِ مِنْ قَوْمِكَ؟ أَفَنَحْنُ نَكُونُ تَبَعًا لَهُمْ؟ أَهَؤُلاَءِ اَلَّذِينَ مَنَّ اَللَّهُ عَلَيْهِمْ؟ اُطْرُدْهُمْ عَنْكَ فَلَعَلَّكَ إِنْ طَرَدْتَهُمْ اِتَّبَعْنَاكَ، فَأَنْزَلَ اَللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ‎﴿٥٢﴾‏ وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ. [سورة الأنعام، الآيتان: 52-53])[2].

فالتعامل مع الفقراء مادة اختبار وفتنة من قبل الله تعالى، لسائر أبناء المجتمع، كيف ينظرون للفقير وكيف تعاملوا معه؟

الشعراء يتحدثون عن معاناة الفقير

وقد تحدّث عدد من الشعراء عن انتشار مثل هذه النظرة الدونية للفقير في المجتمعات العربية السابقة.

ويصوّر العبَّاس بن الأحنف (ت: 192) تعامل النَّاس السيئ مع الفقير في عصره، فيقول:

يَمشي الفَـقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ              والنَّاسُ تُغلِقُ دونَهُ أبوابَها

وتَراهُ مبغوضًا وليسَ بمُذْنبٍ               ويَرى العداوةَ لا يَرى أسبابَها!

حتَّى الكِلابَ إِذا رأتْ ذا ثروةٍ             خَضَعَتْ لديهِ وحرَّكتْ أذنابَها

وإِذا رأتْ يومًا فقيرًا عابرًا                 نَبَحتْ عليه وكشَّرَتْ أنيابَها[3] 

كما يقول صفي الدين الحلي (ت: 752هـ) عن معاناة الفقير بين النَّاس:

إِنَّ الفقيرَ وإنْ نَـمَتـ               ـه مكارمٌ وفَضائلُ

لا يُستعانُ بهِ، ولا               يُعبا بما هو قَائلُ

لَو كانَ سحبانَ البلا               غةِ أنكرَتْهُ وَائلُ

أو كانَ قُسًّا في الفَصا            حةِ قيْلَ هَذا بَاقلُ[4] 

ولا تزال كثير من المجتمعات الإنسانية في وقتنا الحاضر، تعاني من هذه الظاهرة السيئة، النظرة الدونية للفقير، وخاصة في البلدان النامية، وهذا ما دعا الأمم المتحدة إلى اختيار هذا الموضوع عنوانًا لليوم العالمي لمكافحة الفقر هذا العام.

احترام إنسانية الإنسان

وقد أولى الإسلام هذا الموضوع أهمية بالغة، وأكّد على احترام إنسانية الإنسان بغضّ النظر عن مستوى إمكاناته المادية، أو انتمائه الاجتماعي.

ويؤكد الإسلام على المعايير الصحيحة في تقويم بني البشر وتفاضلهم، كالسمو الروحي، والالتزام الأخلاقي، والكفاءة العلمية، وحسن السيرة والسلوك.

يقول تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. [سورة الحجرات، الآية: 13].

ويقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. [سورة الزمر، الآية: 9].

ويقول تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ. [سورة ص، الآية: 28].

الغنى والفقر صفتان عارضتان

إنّ الغنى والفقر المادي ليس حالة ولا صفة ذاتية في تكوين شخصية الإنسان، بل هي حالة تعرض له من خلال بيئته الاجتماعية، وظروف نشأته وحياته، ومدى سعيه ونشاطه، وقد تتغيّر وتتبدّل.

فهناك من يولد وينشأ في ظروف ثراء ورخاء، لكنه يفقد ذلك فيما بعد، ويصبح فقيرًا معدمًا، بسبب سوء تصرفه، أو لظروف قاهرة تطرأ على حياته.

وفي المقابل هناك أناس يستقبلون الحياة في حالة فقر وعوز، ثم تبتسم لهم الأقدار، فتنهال عليهم الثروات والخيرات، بسعيهم واجتهادهم، أو حصول فرص مواتية لهم.

ولو قرأنا سِيَرَ وحياة كثير من الأثرياء المعاصرين، لرأينا أنهم ممن ذاقوا مرارة الفقر في بداية حياتهم، لذلك توجهنا الآية الكريمة إلى هذه الحقيقة:

يقول تعالى: ﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. [سورة النور، الآية: 32].

فالفقر ليس قدرًا ولا صفة ذاتية، إنّما هو حالة عارضة، لا يصح أبدًا أن تؤثر على نظرتنا لأخينا الإنسان، أو طبيعة تعاملنا معه.

التّحذير من احتقار الفقير

وتندّد كثير من النصوص الدينية بمن يحملون هذه النظرة الدونية للفقير، أو يتعاملون معه باحترام أقلّ.

ورد عن الإمام جعفر الصادق قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ مُوسِرٌ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ نَقِيُّ اَلثَّوْبِ فَجَلَسَ إِلَى رَسُولِ اَللَّهِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ مُعْسِرٌ دَرِنُ اَلثَّوْبِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ اَلْمُوسِرِ، فَقَبَضَ اَلْمُوسِرُ ثِيَابَهُ مِنْ تَحْتِ فَخِذَيْهِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اَللَّهِ : أَخِفْتَ أَنْ يَمَسَّكَ مِنْ فَقْرِهِ شَيْءٌ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ : فَخِفْتَ أَنْ يُصِيبَهُ مِنْ غِنَاكَ شَيْءٌ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ : فَخِفْتَ أَنْ يُوَسِّخَ ثِيَابَكَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ : فَمَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ؟ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اَللَّهِ إِنَّ لِي قَرِينًا يُزَيِّنُ لِي كُلَّ قَبِيحٍ، وَيُقَبِّحُ لِي كُلَّ حَسَنٍ، وَقَدْ جَعَلْتُ لَهُ نِصْفَ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اَللَّهِ لِلْمُعْسِرِ: أَتَقْبَلُ؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ لَهُ اَلرَّجُلُ: وَلِمَ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ يَدْخُلَنِي مَا دَخَلَكَ)[5] .

وورد عن الإمام علي بن أبي طالب : «مَا أَحْسَنَ تَوَاضُعَ اَلْأَغْنِيَاءِ لِلْفُقَرَاءِ»[6] .

وعن الإمام جعفر الصادق : «مَنْ حَقَّرَ مُؤْمِنًا مِسْكِينًا أَوْ غَيْرَ مِسْكِينٍ لَمْ يَزَلِ اَللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ حَاقِرًا لَهُ مَاقِتًا حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ مَحْقَرَتِهِ إِيَّاهُ»[7] .

وعَنْ الإمام عَلِيِّ بْنِ مُوسَى اَلرِّضَا قَالَ: «مَنْ لَقِيَ فَقِيرًا مُسْلِمًا فَسَلَّمَ عَلَيْهِ خِلاَفَ سَلاَمِهِ عَلَى اَلْأَغْنِيَاءِ لَقِيَ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ»[8] .

كيف ننظر إلى الفقير ونتعامل معه؟

إنّ علينا أنْ نفحص مشاعرنا، وأنْ نتأمل في أعماق نفوسنا، لنتأكد من رؤيتنا ونظرتنا إلى الأشخاص من حولنا، وأنْ نراجع سلوكنا في التعامل مع أبناء مجتمعنا، هل ننظر إليهم ونتعامل معهم من خلال جوهر إنسانيتهم، ونقاط القوة الحقيقية في شخصياتهم، أو من خلال مظاهر قوتهم المادية؟

عند اختيار الزوج أو الزوجة إلى أيِّ المعايير نحتكم؟

إنّ بعض الفتيات قد يهمّهنّ مستوى الوظيفة، أو مقدار الراتب، أو مدى ثراء أسرته، ولا يأخذن بعين الاعتبار أهمية الالتزام السلوكي والأخلاقي.

ورد أنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى الإمام اَلْحَسَنِ بن علي يَسْتَشِيرُهُ فِي تَزْوِيجِ اِبْنَتِهِ، فَقَالَ : «زَوِّجْهَا مِنْ رَجُلٍ تَقِيٍّ، فَإِنَّهُ إِنْ أَحَبَّهَا أَكْرَمَهَا، وَإِنْ أَبْغَضَهَا لَمْ يَظْلِمْهَا»[9] .

وعند اختيار الأصحاب والأصدقاء لك أو لأبنائك، هل الأولوية لمعيار الثروة والمال، أو الاستقامة والأخلاق؟

وإذا كنت موظفًا أو مسؤولًا، فهل يتفاوت اهتمامك بالمراجع على حسب مكانته الاقتصادية والاجتماعية؟

وفي التعامل العام مع الناس، هل يختلف تعاملك مع الفقراء عنه مع الأغنياء؟

يفترض أن يمارس الإنسان المساواة بين الناس، بل مطلوب منه الانحياز الإيجابي للفقير مراعاة لحاله، ولأنه الأكثر حاجة للمساعدة والدعم.

وإذا كان الدين يطلب منّا دعم الفقير ومساعدته، فإنه يدعونا قبل ذلك إلى احترام الفقير والاهتمام بمشاعره، فذلك أهم وأولى من تقديم المساعدة له.

يقول تعالى: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ. [سورة البقرة، الآية: 263].

التّحفيز لتجاوز حالة الفقر

إنّ الدين يحفّز الإنسان ألّا يرضى لنفسه حالة الفقر، ويطالب الفقير بالسعي لتجاوز هذه الحالة ما استطاع لذلك سبيلًا.

بعض حالات الفقر قد تفرض نفسها على الإنسان، لكنّ بعض الناس يعيش الفقر بسبب قلّة سعيه، وعدم بذل جهده، وخضوعه لحالة الخمول والكسل، وضعف الثقة بالنفس.

إنّ الإنسان مسؤول أمام ربه عن سوء معيشته إذا كان ذلك بتقصير منه.

ورد عن النبي محمد : «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَلْقَى كَلَّهُ عَلَى النَّاسِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ يَعُولُ»[10] .

وورد عن الإمام محمد الباقر : «إِنِّي أَجِدُنِي أَمْقُتُ الرَّجُلَ يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ الْمَكَاسِبُ فَيَسْتَلْقِي عَلَى قَفَاهُ وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي وَيَدَعُ أَنْ يَنْتَشِرَ فِي الْأَرْضِ وَيَلْتَمِسَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَالذَّرَّةُ تَخْرُجُ مِنْ جُحْرِهَا تَلْتَمِسُ رِزْقَهَا»[11] .

وأفضل ما يقدّمه المجتمع للفقير تأهيله لتجاوز حالة الفقر، بمساعدته ومساعدة أبنائه على التعلم والتدريب، وتوفير فرص العمل. وهذا ما ينبغي أن تهتمّ به الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية.

وجاء في المثل: لا تعطني سمكة ولكن علّمني كيف أصطادها، فإنك إذا أعطيت الفقير سمكة فإنه سيأكل في ذلك اليوم، إما إذا علّمته اصطيادها فإنه سيأكل كلّ يوم.

 

خطبة الجمعة 15 ربيع الآخر ١٤٤٦هـ الموافق 18 أكتوبر ٢٠٢٤م

[1]  https://www.un.org/ar/observances/day-for-eradicating-poverty.
[2]  تفسير ابن كثير، ج3، ص232، ومثله في بحار الأنوار، ج22، ص32.
[3]  المستطرف في كلّ فنٍّ مستظرف، ص294
[4]  مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي، ج8، ص318.
[5]  الكافي، ج2، ص262، ح11.
[6]  نهج البلاغة، حكمة: 406.
[7]  الكافي، ج2، ص351، ح4.
[8]  عيون أخبار الرضا ، ج2، ص52، ح202.
[9]  مكارم الأخلاق، ص204.
[10]  الكافي، ج4، ص12، ح9.
[11]  من لا يحضره الفقيه، ج3، ص158، ح3579.