الشيخ الصفار يدعو لتفعيل دور العبادات في الحياة والسلوك
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار للاهتمام والتوجه لتفعيل دور الصلاة والعبادة في حياة الإنسان وسلوكه.
وتابع: إذا لم تؤدِ العبادات هذه الوظيفة الروحية الأخلاقية فإنها تفقد قيمتها وتكشف عن خلل في وعي الإنسان بالعبادة وأهدافها.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 19 جمادى الآخرة ١٤٤٦هـ الموافق 20 ديسمبر ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الوظيفة الروحية والأخلاقية للعبادات.
وأوضح سماحته أن استغراق الإنسان في هموم الحياة، وانشغاله بمتطلبات العيش، وتلبية الرغبات المختلفة لغرائزه ونزعاته المادية، قد يسبب له الغفلة عن مقتضيات إيمانه بالله تعالى.
وتابع: هنا يصبح الإيمان مجرد معلومة في الذهن، لا دور لها في واقع حياة الإنسان، ولا تأثير لها في اتجاهات شخصيته وسلوكه.
وأضاف: قد تضغط الشهوات والأهواء على الإنسان فيستجيب لها، ويقع في ممارسة الانحراف والظلم للآخرين. وقد يعيش في أجواء تزيّن له المعاصي والاعتداء على حقوق الآخرين.
وأبان أن في مقابل هذه الضغوط والأجواء فإن الدين شرّع البرامج العبادية، كالصلاة والصوم والحج والدعاء وتلاوة القرآن وسائر العبادات، لتأكيد العلاقة والصلة الدائمة بين الإنسان وربه، حتى لا يغفل عن إيمانه، ولا ينسى خالقه.
وتابع: إن صلة الإنسان الروحية بربه، وانفتاحه النفسي عليه، يمنحه السكينة والاطمئنان، أمام تحديات الحياة.
وشدد على أن من أهداف العبادات استحضار المبادئ والقيم في نفس الإنسان.
وتابع: هناك شرط في العبادات وهو نية التقرب إلى الله تعالى، والتزام الإنسان به يؤكد في نفسه واجب الطاعة لله تعالى والاستجابة لأمره، والرغبة في رضاه، كما تثير في نفسه المفاهيم الدينية، وتنمي البعد الروحي في شخصيته.
ولفت إلى أن من أهداف العبادة تعزيز الشعور الداخلي بالمسؤولية.
وتابع: إن أداء العبادات لا يكون نتيجة فرض خارجي، أو رقابة نظامية، وإنما ينتج عن اندفاع داخلي ذاتي، وبذلك تتحقق فيه نية التقرب إلى الله تعالى.
وأضاف: أما العبادة التي تأتي استجابة لضغط من أحد، أو لكسب رضا أحد، فلا ينطبق عليها عنوان العبادة.
وبيّن أنّ المسلم الكادح الذي يصوم في بلاد يطول فيها النهار، أو تشتد فيها الحرارة، فإنه يتحمّل الجوع والعطش وعناء الصوم استجابة لأمر الله تعالى.
وتابع: كذلك من يغالب حاجته للنوم، ويغادر فراشه عند الفجر لأداء الصلاة. أو من يذهب بنفسه لأداء زكاة وخمس ماله.
ومضى يقول: إن تنمية هذا الشعور الداخلي بالمسؤولية، والاندفاع الذاتي لأداء الواجبات واجتناب المحرمات، هو ما يربي الإنسان على الانضباط السلوكي والأخلاقي في حياته الشخصية، وفي الفضاء الاجتماعي العام.
وأشار إلى أن النصوص الدينية تحدّثت في آيات عدة وأحاديث كثيرة عن أهداف العبادات كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.