في حفل تكريم الحاج عبدالمحسن آل كيدار

الشيخ الصفار يشيد بدور الريادة والسبق في عمل الخير

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أثنى سماحة الشيخ حسن الصفار على الدور الكبير للحاج عبد المحسن آل كيدار "أبو ماهر"، مثمّناً جهوده المباركة في تعزيز وإرساء الحالة الدينية الواعية، في حقبةٍ زمنيّةٍ وصفها بأنها حرجةٍ وصعبة.

وفي بداية حديث الشيخ الصفار ضمن حفل التكريم الذي أقيم على شرف الحاج عبد المحسن آل كيدار في سنابس بجزيرة تاروت مساء الجمعة 12 رمضان 1445هـ الموافق 22 مارس 2024م، وحضره عدد من العلماء والمثقفين والمهتمين بالشأن الديني والاجتماعي، ذكر أن من معايير التفاضل والتمايز عند الله تعالى في درجات أعمال الخير وثوابها:

أولاً- الإخلاص وصدق النية، فكلما كان الإنسان أكثر إخلاصاً لله في عمله كان أقرب إلى الله، وكان عمله أكثر ثواباً وقبولاً عند الله سبحانه وتعالى.

ثانياً- الوعي والمعرفة، فربما يقوم شخصان بعملٍ واحد، إلا أن الأوعى والأعرف منهما بالقيم، وبطبيعة العمل الذي يقوم به، يكون فضله وأجره عند الله أكبر وأعظم.

ثالثاً- طبيعة الظروف التي يُؤدى فيها ذلك العمل، فكلما كانت الظروف أكثر صعوبةً وحرجاً، كان العمل فيها أكثر ثواباً وفضلاً عند الله، يقول تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.

وأضاف: إذا أردنا أن نتحدث عن تطور الوعي الديني في مجتمعنا، ضمن المعايير الذي تتحدّث عنها النصوص الدينية، ينبغي أن نقدّر ونُثمّن جهود الذي بذلوا وعملوا في الظروف الصعبة من بدء تطور الوعي الديني في مجتمعنا المعاصر.

وتابع قائلاً: من نجتمع الليلة لتكريمه لنقول له شكراً لعطائه ودوره الحاج عبد المحسن الكيدار "أبو ماهر"، هو من الأشخاص الروّاد الذين كان لهم دورٌ في تلك الظروف التأسيسية الصعبة، ولا يكون العمل ضمن تلك الظروف إلا من خلال الانطلاق من حالة الإخلاص والوعي، ومن لا يمتلك هاتين الخصلتين فإنه غالباً لا يوفّق للمبادرة والعمل في مثل تلك الظروف.

مؤكداً أنه في تلك المرحلة لم يكن الوعي في المجتمع بالمستوى الذي يُتيح التجاوب المطلوب مع النشاط الديني، ولم تكن الظروف العامة مساعدة، لكنّ الأشخاص المخلصين الواعين كأبي ماهر "حفظه الله" انطلقوا من حالة إخلاصٍ ووعيٍ وتحملوا الصعوبات وقاموا بدورٍ كبير في تعزيز وإرساء الحالة الدينية الواعية.

مضيفاً: أكثر الشباب آنذاك لم يكن لهم إقبالٌ على الأجواء الدينية، فكان حضورهم في المساجد والحسينيات ومجالس العلماء محدوداً، كما أنّ عدد العلماء والخطباء المتصدّين لنشر الوعي الديني في ذلك الوقت كان محدوداً جداً، ولم يكن الكتاب متوفّراً أيضاً، ولم تكن إقامة الأنشطة والمناسبات الدينية أمراً مألوفاً في المجتمع.ابوماهر كيدار

وأكد أن الحاج أبا ماهر وأمثاله من الروّاد في تلك المرحلة تجاوزوا كل تلك الأجواء والتحديات، ونذروا أنفسهم لخدمة الدين والمجتمع. فتحرّكوا من أجل استقطاب الشباب واستيعابهم والاهتمام بهم، وعملوا على حثِّ عددٍ من أبناء المجتمع ليذهبوا لطلب العلوم الدينية، واكتساب الوعي، لكي يُصبحوا منارات للهداية والمعرفة في المجتمع. ونرى الآن عددًا من أولئك خطباء بارزين، وعلماء متصدّين لخدمة الدين والمجتمع.

وتابع بقوله: كان للحاج أبي ماهر دورٌ مباشر في إقناع عددٍ ممن توجّهوا لدراسة العلوم الدينية قبل عقود من الزمن. وكان له دورٌ كبير في مجال انتشار الكتب، فقد كان يأتي بالكتب الدينية والثقافية النافعة وينشرها في المجتمع، متحمّلاً الكثير من الصعاب على هذا الصعيد. كما كان له دورٌ في تمويل الأنشطة الدينية المختلفة. مؤكداً أنه شخصياً مدينٌ لأبي ماهر بالدعم في كثيرٍ من مشاريع الخير، والعمل التوعوي والديني والثقافي.

وأضاف كان لأبي ماهر دورٌ في إحياء المناسبات الدينية على مستوى منطقته في سنابس وتاروت. رغم كلّ المعوقات التي كان يواججها من يتصدّى لمثل هذه الأنشطة آنذاك.

وأشار الشيخ الصفار إلى أن مَن كانوا يتصدون لتوعية المجتمع كانوا يواجهون نوعًا من الحصار، والتشويه لنشاطهم، والدعايات المضادّة لهم. وأبو ماهر كان من الأشخاص الذين عملوا في الدفاع عن هذا التوجه الديني الواعي، وإقناع الناس باهتمامات هذا التوجه وأهدافه، والإجابة على مايُثار من إشكالات وشبهات لكسر محاولات الحصار على خط الوعي والإصلاح الاجتماعي، فكان دوره مباركاً كبيراً.

مضيفاً: إن ما يُميّز أبا ماهر أنه استمر على هذا النهج من خلال حسينية الزهراء التي أنشأها ورعاها، ومن خلال التواصل مع مختلف العلماء والواعين، بعكس من عملوا وتحرّكوا ثم تراجعوا وانكفأوا لسببٍ أو لآخر.

نسأل الله تعالى له طول العمر، ومزيداً من الصحّة والعافية، وأن يوفقّه الله لمزيدٍ من البذل والعطاء.

وختم الشيخ الصفار كلمته بتقديم باقة شكرٍ لأبي ماهر، قائلاً: شكراً لك يا أبا ماهر على الجهود التي بذلتها، فأجرك كبيرٌ وعظيم عند الله سبحانه وتعالى، فالأشجار والبذور التي غرستها في أرض هذا المجتمع ستبقى يانعةً مثمرةً معطاءة إن شاء الله، بوجود الجيل الذي يحمل الأمانة ويستمر في مواصلة هذه المسيرة المباركة، وأنت شريكٌ في ثواب كلّ هذا النتاج وهذا العطاء من الواعين في أبناء المجتمع.

كما أشكر الأخوة الأعزاء الذي تفاعلوا مع فكرة تكريم الحاج أبي ماهر، فلهم كلّ الشكر والتقدير والامتنان.

وقد بدأ الحفل الذي قدمه الأستاذ عبدالباري الدخيل بآيات من الذكر الحكيم تلاها المقرئ الحاج صالح الحداد، ثم كلمة للأستاذ إبراهيم الزوري، والأستاذ إبراهيم المطرود، وكلمة المحتفى به، ثم قدّمت الهدايا التذكارية للحاج آل كيدار.

ابوماهر كيدارابوماهر كيدارابوماهر كيدارابوماهر كيدار