في مناسبة ذكرى استشهاد الإمام الحسن المجتبى (ع)

الشيخ الصفار يستنهض الشباب لكسب العلم والمعرفة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

استنهض سماحة الشيخ حسن الصفار همّة الشباب لكسب العلم والمعرفة، مؤكدًا أن الأجواء مهيّئة والفرص متاحة في ظلّ ظروفٍ آمنةٍ ووجود معلّمين جادّين في خدمة الشباب، مضيفًا أن كلّ ذلك يتطلّب شكر المنعم الخالق سبحانه وتعالى.

وأستلهم خطابه مما روي عن الإمام الحسن بن علي : ((إِنَّكُمْ صِغَارُ قَوْمٍ وَيُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا كِبَارَ قَوْمٍ آخَرِينَ، فَتَعَلَّمُوا اَلْعِلْمَ)).

جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها سماحته بمناسبة ذكرى وفاة الإمام الحسن في مركز السيدة شريفة بمدينة (أنتاناناريفو) عاصمة جمهورية مدغشقر الاثنين 8 صفر 1446هـ الموافق 12 أغسطس 2024م بمرافقة المترجم الشيخ صابر نور محمد.

وفي مستهلّ حديثه بيّن أن الله تعالى أنعم على الإنسان بنعمٍ كثيرة، يقول تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا، مضيفاً إن أعظم النعم وأكبرها هذه القدرة الذهنية العقلية التي منحها الله تعالى الإنسان وبها يستطيع أن يكتسب العلم.

مبيّناً أن ميزة الإنسان على سائر المخلوقات حتى على الملائكة هي قدرته على اكتساب العلم، ولذا فإن الله سبحانه حينما تسائل الملائكة عن خلق آدم كان الجواب الإلهي: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.

وأكّد أن فضل العلم واضحٌ للإنسان وجدانياً وفطرياً، يقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، وقال في بيان هذه الآية أن هذا السؤال سؤالٌ تقريري، إذ أنه واضحٌ للجميع أن الجاهل ليس في مكانة العالم، وقد ورد عن رسول الله : ((أَكْثَرُ اَلنَّاسِ قِيمَةً: أَكْثَرُهُمْ عِلْماً، وَأَقَلُّ اَلنَّاسِ قِيمَةً: أَقَلُّهُمْ عِلْماً)).

مضيفاً من هنا ينبغي للإنسان العاقل أن يجتهد في طلب العلم، ليس من أجل الحصول على الشهادة الدراسية، ولا الخضوع لأوامر الإدارة في المدرسة، وإنما ينبغي أن يُنمّي في نفسه حالة العشق للعلم والمعرفة. فهذا نبينا مع عظيم مكانته ومقامه، إلا أن الله تعالى يأمره أن يطلب من الله الزيادة في العلم، يقول تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا، فحريٌّ بنا أن نقتدي به .

وذَكَر أن كثيراً من الناس يغفلون عن قيمة العلم، وأهمية كسب المعرفة، وهناك قسمٌ من الناس قد يلتفتون إلى قيمة العلم ويتطلعون إلى طلب العلم، إلا أنهم لا يجدون الفرص المناسبة، فهنيئاً لمن تتوفّر لهم فرصة طلب العلم، وتتوفر لهم الظروف لكسب العلم والمعرفة.

وقال الشيخ الصفّار محفّزاً الشباب والفتيات: أنتم بحمد الله تعالى في نعمةٍ كبيرةٍ حيث توفّرت لكم الفرصة والأجواء لكي تكسبوا العلم والمعرفة، وتكونوا معلّمين لأجيالٍ من أبناء وبنات مجتمعكم ووطنكم.

وضمن هذه المرحلة التي تعيشونها وهي مرحلة الشباب عليكم أن تُدركوا أنها مرحلة قوّة الذهن وصفائه، وعدم وجود انشغالاتٍ متعددةٍ عندكم، ولقد تهيأ لكم المكان، مع وجود مدرّسين يقومون بخدمتكم، وتجاه هذه الفرصة العظيمة عليكم أولاً أن تشكروا الله تعالى عليها، وثانياً عليكم استثمار هذه الفرصة أفضل استثمارٍ باجتهادكم في طلب العلم.

وكان مقدم الندوة والمترجم الشيخ صابر نور محمد قد رحب بزيارة سماحته لمدغشقر وللمؤسسة، وذكر أنه من الجيل الذي استفاد من أفكار ورؤى الشيخ الصفار، وقد خلقت لهم هذه الأفكار خلفية علمية وثقافية، وصنعت وعيًا عند فئة من الشباب آنذاك وهم الآن من العلماء والناشطين في البلدان الأفريقية.

مركز السيدة شريفة مدغشقرمركز السيدة شريفة مدغشقر