لطلاب جامعة المصطفى في مدغشقر
الشيخ الصفار: استفيدوا من الفرص المتاحة باكتساب العلم والمعرفة
وجّه سماحة الشيخ حسن الصفار طلبة العلوم الدينية للتفاني في طلب العلم واكتساب المعرفة، وأن يكون لديهم طموحٌ لكسب المزيد من العلم، وأن لا يقفوا عند حدٍّ معين، ممتمثلين بذلك سيرة النبي الكريم ، وأهل بيته الطيبين الطاهرين .
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته أمام طلبة العلوم الدينية من جامعة المصطفى في عاصمة جمهورية مدغشقر مساء الثلاثاء 9 صفر 1446هـ الموافق 13 أغسطس 2024م، بمرافقة المترجم الشيخ سالم علي.
وأوضح سماحته أن الإنسان إنما يتعرّف على نفسه عن طريق العلم والمعرفة، وقال: نحن نعلم الآن العلوم المرتبطة بجسم ونفس الإنسان كلّها تُكتسب بسبب القابلية الذهنية عند الإنسان.
وأضاف: بالعلم يتعرف الإنسان على ربه وخالقه وعلى صفات الله سبحانه وتعالى، ولذلك يقول تعالي: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾. وبالعلم يتعرف الإنسان على الكون الذي يعيش فيه وعلى البشر الذين يعيشون حوله.
وأكّد أن أكثر الناس يغفلون عن نعمة العقل وقابلية اكتساب المعرفة، مشيراً إلى أن البعض لا تتوفر لهم فرصة كسب العلم والمعرفة، والبعض رغم توفر الفرصة يُصيبهم الكسل والتراخي فلا يستفيدون من فرصة كسب العلم والمعرفة.
وتابع مخاطباً طلبة العلوم الدينية: أنتم الآن وهب الله لكم نعمةً أخرى غير النعمة الأساس، وهي القدرة على كسب العلم والمعرفة، فقد أتاح لكم فرصة اكتساب العلم والمعرفة، فأنتم تعيشون في هذه المؤسسة العلمية، وبين ظهرانيكم علماء أجلاء يمكنكم الاستفادة منهم، فعليكم أن تستثمروا هذه الفرصة بأقصى قدرٍ ممكن.
وأكد أن اكتساب العلم والمعرفة ينبغي أن يكون رغبة في نفس الإنسان وليس واجباً يُثقل كاهله. مضيفاً: المسألة ليست مسألة أن المؤسسة تفرض عليك أن تحضر الدرس، وأن تقوم بالواجبات الدراسية، أنت يجب أن ترغب من داخلك لكسب العلم والمعرفة.
وتابع مؤكّداً: كلما اكتسب الإنسان علماً أكثر، ومعرفة أكثر، كان مقامه عند الله أكبر، ويحترمه الناس أكثر، ويكون أقدر على إدارة حياته.
وتساءل: لماذا نجد الشعوب الأخرى متقدمة؟ مجيباً على ذلك بأنهم استفادوا من العلم. فتابع متسائلاً: وماذا ينقصنا نحن؟ هل أن عقولنا أقل من عقولهم؟ هل أن بلادنا فقيرةٌ من الثروات؟ هل أن أجسامنا أضعف من أجسامهم؟
وقال مذكّراً: إن نفس العقل الذي عندهم عندنا، وبلادنا مليئةٌ بالثروات والخيرات، وزوّدنا الله تعالى بجسمٍ يمتلك القدرات العضلية والحواس المكتملة، لكن مشكلتنا في استثمار هذه النعم التي منحها الله لنا.
وفي ختام كلمته دعا الشيخ الصفار الطلاب للاستفادة من الفرصة المتاحة أمامهم، مؤكّداً عليهم: لا تفوّتوا أي لحظةٍ تمر عليكم دون أن تستفيدوا منها في اكتساب العلم والمعرفة، وليكن لديكم طموحٌ لكسب المزيد من العلم، وأن لا تقفوا عند حدٍّ معين.
وأشار إلى أن رسول الله مع اتّصاله بالوحي، ومع عظيم مقامه، لكن الله يأمره: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾. والأئمة يقولون: ((لَوْ لَا أَنَّا نَزْدَادُ لَأَنْفَدْنَا)).