ضمن احتفال جامع الكوثر بصفوى
الشيخ الصفار يدعو لتعزيز لياقة التفاهم للارتقاء بالعلاقات الاجتماعية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إنّ لياقة التفاهم تساعد على الارتقاء بمستوى العلاقات البينية، وتعزّز التماسك الاجتماعي، وتسهم إلى في خفض نسبة المشاكل والخلافات والتوترات بين الناس.
وتابع: إنّ نسبة كبيرة من المشاكل والخلافات في العلاقات الأسرية والاجتماعية، تحصل بسبب ضعف ثقافة التفاهم، وعدم التدرب على ممارسته.
جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاءها سماحته في الحفل الذي أقيم في جامع الكوثر بصفوى بمناسبة ذكر ميلاد أمير المؤمنين علي 13 رجب 1446هـ الموافق 13 يناير 2025م، بعنوان: ثقافة التفاهم عند الإمام علي .
وأوضح سماحته أنّ كثيرًا من المشاكل تحصل بسبب سوء فهم لكلمة أو فعل صدر من الآخر.
وأبان أن التفاهم يعني الفهم المتبادل بين طرفين، وقد يقصد به الاتفاق، فيقال تفاهمنا على الموضوع أي اتفقنا، لأن الاتفاق يحصل غالبًا بعد الفهم المتبادل.
ودعا إلى تنمية القدرة على فهم الطرف الآخر، الذي تتعامل معه، فحين يعرف الإنسان طبيعة الطرف الآخر يكون أقدر على النجاح في التعامل معه.
ولفت إلى ضرورة أن يهتم بالإنسان إيضاح مقصده في حديثه، ولا يتوقع من الآخرين فهم مراده دون توضيح، لتجنب حدوث مشكلات في العلاقة والتعامل.
ومضى يقول: حين يضطر الإنسان لتقصيرٍ ما، فيما يرتبط بعلاقته مع الآخر، فعليه أن يخبره بمبرره في التقصير، حتى يتفهم موقفه. لكنّ البعض يتساهل في ذلك، ولا يكلف نفسه إخبار الطرف الآخر، مما ينتج عنه مشكلات في العلاقة بين الطرفين.
وتابع: فإن حصل لك ظرف اقتضى التأخير في عودتك إلى المنزل، أو موعد لقاء، فعليك أن تبادر إلى الاخبار والابلاغ.
وشدد على ضرورة امتلاك ثقافة الاعتذار عن الخطأ وقبول اعتذار الطرف الآخر.
وتابع: إن صدور الخطأ أمر وارد من إي إنسان في علاقته مع الآخرين، لكن عليه أن يبادر للاعتذار، وألا تأخذه العزة بالإثم، وأن يقبل اعتذار الآخرين حين يصدر منهم خطأ تجاهه.
مستشهدًا بما ورد ورد عن الإمام علي : «اِقْبَلْ أَعْذَارَ اَلنَّاسِ تَسْتَمْتِعْ بِإِخَائِهِمْ».
وأشار إلى أهمية البحث عن الحلول وتقديم التنازلات المتبادلة، فإنّ وجود أي مشكلة في علاقات الإنسان الأسرية والاجتماعية، تسبب له أذىً نفسيًّا، وقد ينتج عنها ضرر لمصالحه الحياتية.
وتابع: على الإنسان أن يحرص على عدم الوقوع في أيّ مشكلة أو خلاف، وإذا وقع في مشكلة مع أحدٍ فعليه أن يسعى لمعالجتها والخروج منها.
وبمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي قال سماحته: خير ما نستفيده من إحياء هذه المناسبة أن نقتبس شيئًا من هدي الإمام علي ونستضيئ بنور سيرته العطرة.
وتابع: أكبر همٍ حمله أمير المؤمنين في حياته هو هم الوحدة، والألفة، فحينما تقرأ خطبه وكلماته تراه يتحدث عن هذا الموضوع من مختلف الزوايا والابعاد.
وأضاف: ليست هناك جزئية ولا مفردة ترتبط بموضوع الألفة والوحدة إلا وتجد لأمير المؤمنين كلامًا مبسوطًا حولها، وتوجيهًا واسعًا في تطبيقها وتجسيدها.
ولفت إلى أن الأكثر من قول أمير المؤمنين وخطبه أن سيرته ومواقفه كانت تجسد هذا المفهوم، وهي ترجمة دقيقة وصادقة للوحدة والالفة بين الناس.
وقد بدأ الحفل الذي قدمه الأستاذ هادي علي صالح، بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ مصطفى نصفان، ثم مشاركة الشاعر فريد النمر، والرادود عبدالله فاران.