الشيخ حسن الصفار كاريزما خاصة

 

تحتاج المجتمعات لتنهض إلى كل فرد وكل طاقة، إلى كل فكرة وإلى كل برنامج، لتصب في النهاية في مجرى واحد، قادر على تحقيق أهدافها وتطلُّعاتها، إلَّا أن هذه الطاقات الفردية والبرامج المتنوِّعة، إذا ظلّت مشتَّتة ودون توجيه أو رعاية، فإنها ولا شك ستنتهي وتزول، وقد يكون لها أثر سلبي عبر تشتُّت الجهود وربما تضاربها وتصارعها أحيانًا.

من هنا كان من الضروري أن يتوفَّر للمجتمعات قيادة تسعى لتنظيم العمل والجهود، تمامًا كما يعمل قائد الأوركسترا، الذي يُوجِّه فرقته ذات اليمين وذات الشمال، بحركة من يديه، ليخرج برائعة موسيقية لا يُشقُّ لها غبار.

لذا فالمجتمعات الحية الراقية والمنظمة، هي التي تمتلك قيادات فذَّة تنهض بها، وتشحذ همم أفرادها، وتُوفِّق بين طاقاتها وكفاءاتها، وتساعد أفرادها وتوجِّههم وتُؤلِّف بين قلوبهم، وتسعى لحل مشاكلهم. فوجود كفاءات وكوادر وطاقات فردية، أمر مهم جدًّا، إلَّا أن الأهم هو من يأخذ بيد كل هذه الطاقات ويُحوِّلها إلى قوة فاعلة متعاونة، قادرة على عمل الكثير، وهذا لا يكون إلَّا بوجود قيادات حكيمة وقوية وقادرة.

لذا فإن سماحة الشيح حسن موسى الصفار، بما امتلكه من ثقافة واطِّلاع واسع، وسعة أفق، وعلاقات واسعة، وخبرة في مختلف المجالات أهَّلته ليكون رمزًا وطنيًّا بارزًا، وقائدًا من أبرز قيادات المجتمع التي يشار لها بالبنان، ويقصدها الجميع في مختلف الأمور.

فالقائد لا يفرض نفسه على الآخرين، بل إن الآخرين هم من يجدونه ممثِّلًا لهم، وقادرًا على حل مشاكلهم، وممتلكًا للرؤية الواضحة التي يأملون عبرها الوصول إلى نهوض مجتمعاتهم في مختلف الجوانب.

فالقائد بالنسبة للمجتمع هو مقصدهم في المُلمَّات والأحداث، لذا تجد الجميع يطرق بابه، فهو ملجؤهم في القضايا الشرعية المختلفة، وفي المشاكل الاجتماعية بين أفراده، بل وفي المشاكل الأسرية، ويتعدَّاها إلى الخلافات الاقتصادية بين الفرقاء، لثقتهم في موقفه وقراره وحكمته، وكذلك القضايا المحلية والوطنية المختلفة.

هذ الإمكانيات لدى سماحة الشيخ حسن الصفار لم تأتِ من فراغ، بل تبلورت عبر دراسة دينية معمَّقة استمرت عقودًا، وخبرة في التعامل مع المجتمع، واطِّلاع واسع كان نتاجها ما يزيد على 150 كتاباً في مختلف قضايا الحياة، ثم علاقات متنوّعة ومتعدّدة، ويمكننا أن نعتبره أستاذًا في التواصل والعلاقات العامة، انعكس ذلك في تعامله مع الجميع بيسر وحب وتفانٍ، وأكسبه المحبَّة والتقدير والاحترام، من قِبَل الصغير والكبير، يُرحِّب بالصغير في مجلسه وفي صلاة الجمعة ويُثني عليه، ويهتم بالكبير ويسأل عن أوضاعه وأوضاع عائلته، متابعًا مختلف التفاصيل لكل شخص، وقادرًا على تذكُّرها والتفاعل معها، نموذجًا مميزًا في عدم العتاب، لا يمكن أن تراه يعاتب شخصًا بأمر ما، أو لانقطاعه الطويل عن رؤيته، بل يتجاوز أمر الغياب ويلتمس العُذر لمن يتحدَّث معه، لا يُحرجه بسبب انقطاعه عن زيارته، وتلك لعمري ميزة قلَّ من يمتلكها من الناس، سواء  بين الأقرباء أو الأصدقاء .

جريدة (الديلي ميل) البريطانية ذكرت أن هناك سبع صفات أساسية ينبغي أن تتوفر، لدى القائد، وأجزم أنها كلها تتوفَّر لدى سماحة الشيخ حسن الصفار، وهذه الصفات حسب (الديلي ميل):

 التواصل الجيّد مع الغير:

الشيخ حسن الصفار يتواصل بشكل كبير مع مختلف الأفراد وعلى مختلف المستويات، سواء المحلية أو الخارجية، عبر اللقاء المباشر معهم إن أمكن، أو في داخل البلاد عبر الاتصال التلفوني، أو عبر إرسال مجموعة من كتبه لهم. أما عن تواصله مع شخصيات الداخل فإنه دائم الزيارات لمختلف الفئات، ويكاد يكون ضمن برنامجه اليومي، وغالبًا ما تكون الزيارة لأكثر من شخصية في يوم واحد، إذا كان هناك متسع من الوقت، وإذا لم يكن هناك مجال للزيارة، فإنه يقتنص أي مناسبة للتواصل مع الآخرين. أما صدور كتاب أو كتابة مقال أو محاضرة أو كلمة قيِّمة لتلك الشخصية أو لذلك الفرد، فتكون مدخلًا للتواصل، الممتزج بالعديد من عبارات الثناء والمدح لذلك الكتاب أو لتلك المحاضرة، علمًا أنه لا يتوانى عن الاتصال حتى بكاتب مبتدئ عندما يعلم أنه كتب مقالًا لأول مرة، حيث يبادر إلى تشجيعه والتأكيد على الاستمرار في الكتابة، لذا فالتواصل لديه مفتوح على مختلف الفئات وعلى مختلف المناسبات، بل حتى على مستوى المسؤولين المحليين.

القدرة على بناء فريق عمل:

هذه الميزة -أيضًا- من الميزات التي تجدها لدى الشيخ حسن الصفار، فأينما حل فإنه يبادر الى تكوين فريق عمل يساعده على إنجاز مهامه المتعدّدة والمتشعّبة وعلى مختلف السبل، وهذا ما يُسهِّل عليه تنفيذ الكثير من مشاريعه الكثيرة والطموحة، ولولا وجود مثل ذلك الفريق لما أمكنه القيام بالكثير من تلك البرامج والمشاريع.

الثقة بالنفس:

لا شك أن ثقة الشيخ بنفسه كبيرة، ولعل هذه الثقة ترسَّخت منذ الصغر، حيث كان واثق الخُطى من بدايات حياته، ولعله يكون أصغر خطيب بدأ الخطابة في المحافظة، حيث كان يُطلق عليه الملا الصغير. هذه الحالة من القدرة على الإلقاء أمام الجمهور رغم حداثة سِنِّه، تشير إلى حجم الثقة بالنفس التي تميَّز بها. وهي بالطبع لازمته حتى الآن، وتبلور ذلك في مشاريعه وبرامجه ولقاءاته المختلفة التي تشير بشكل واضح إلى هذه الصفة المهمَّة.

التحلِّي بروح الدعابة: 

تشير أكثر من دراسة إلى أن الروح القيادية تمتزج بتوفُّر روح الدعابة عند الأفراد، وجريدة (الديلي ميل) تشير إلى ذلك أيضًا. وهي بلا شك ميزة وصفة من الصعب امتلاكها، فروح الفكاهة في الخطابات المختلفة، وخاصة لرجل الدين، تحتاج إلى الكثير من الحذر، والكثير من التدقيق. ومن الجدير بالذكر أن الشخصيات العالمية، هناك مَنْ يُجهز لهم هذه الفقرات لخطاباتهم الجماهيرية، نظرة لأهميتها، والأهم من ذلك هو امتلاك الشيخ لسرعة البديهة في اختيار المواقف الطريفة في اللقاءات العرضية، وتلك أصعب من اللقاءات المحضَّرة سابقًا. روح الفكاهة هذه تربط الشخص بالمتحدّث نفسيًّا حتى دون أن يشعر، وينجذب إليه بصورة عفوية.

التواضع:

هذه الصفة متجذِّرة في نفسية الشيخ، فهو متواضع في تعامله مع الجميع من الشخصية البارزة حتى العامل العادي والسائق، عندما تزوره في مجلسه العام تجده يقوم احترامًا لكل ضيف صغيرًا أو كبيرًا، دون كلل أو ملل، وذلك يعكس الكثير من الاحترام والتواضع لضيوفه.

أما في النقاشات فإنه حتى مع علمه بصوابية رأيه فإنه وأمام الآخرين يتواضع في موقفه، ولا يُظهر الانتصار عندما يتّضح أنه كان على صواب، حيث أتذكر أنه وخلال نقاش حول مسألة من المسائل، ذكر أحد الأرقام، فما كان من أحد الحضور إلَّا أن اعترض على صحّة ذلك الرقم وبقوة، عندها ذهب سماحة الشيخ إلى مكتبه وأحضر ما يثبت كلامه، دون أن يحاول بعدها الإساءة الى ذلك الضيف ولو بصورة غير مباشرة أبدًا، وكأن شيئًا لم يحدث.

الإنسانية:

الشيخ حسن في تعامله مع من يذهب ويتنقل معه تعامل الأخ لأخيه، فيناقش معه مختلف القضايا والأمور، فهو مرافقه وليس سائقه، ولذا نجد من معه مُلمِّين بالكثير من القضايا ولديهم رأي فيها، تولَّد عبر الحديث والنقاش. وأتذكَّر في زيارة من الزيارات لبعض مدن المملكة، أنه سأل عن السائق المرافق لنا، وطلب أن يحضر معنا وجبة الغذاء، معتبرًا أن الجميع إخوة، وأن وجبة الغذاء للجميع، هذا هو ديدنه في التعامل مع الجميع وبدون استثناء.

النشاط الدائم:

هذه من أبرز الأمور الواضحة في شخصية الشيخ حسن الصفار، فهو في حركة دائبة لا تتوقَّف، من زياراته المستمرة طوال العام، إلى مشاركاته في مختلف مدن المحافظة وخارجها بل وخارج المملكة، إلى إنتاجه الثقافي الغزير، إلى برامجه وأنشطته المختلفة التي يقيمها في مجلسه، والتي يدعو لها مختلف القطاعات في المحافظة، إلى دعمه لأغلب الأنشطة والبرامج المحلية، لذا نجده قِبلة لكل صاحب مشروع من أجل الدعم والمشورة. إنك لتعجب من هذه الروح المتوقِّدة التي لا تتوقَّف عن العمل والنشاط، ونحن نعلم الجو الاجتماعي المتعب المحيط بالناشطين الاجتماعيين، وحشود المنتقدين والسلبيين، التي تفتُّ من عضد كل مبادر وناشط وعامل، والأمثلة أمامنا كثيرة، إلَّا أنه مستمر في أنشطته وأعماله وبرامجه، بل الأهم من ذلك أنه يدفع الآخرين للنشاط والعمل والمبادرة، فروحه المتحفِّزة قادرة على دفعه للعمل، ودفع الآخرين دون هوادة.

خلاصة القول: إن سماحة الشيخ حسن الصفار يمتلك كاريزما خاصة، أهَّلته ليكون شخصية قيادية متميّزة، تبلورت على مدى عقود، وسخّرها لخدمة مجتمعه، وهو يواصل هذا الدور القيادي بلا توقُّف، من أجل مجتمعه ووطنه. نرجو من اللَّه أن يوفقه لما يحب ويرضى، وينفعنا جميعًا بعمله وجهده.

 

ناشط اجتماعي من سيهات.