الشيخ الصفار يدعو لصنع ثقافة تحفّز التحوّل الإيجابي في السلوك

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى صياغة ثقافة عند الفرد والمجتمع، تقوم على الوعي الذاتي، والإصلاح السلوكي، والتحفّز على التحوّل الإيجابي.

وتابع: نحن بحاجة إلى بناء ثقافة واعية تعزز قيم الإصلاح والتطوير في مختلف جوانب الحياة.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 1 شعبان ١٤٤٦هـ الموافق 31 يناير ٢٠٢5م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: تحفيز التحوّل الإيجابي في السلوك.

وأوضح سماحته أن الإسلام، من خلال آيات القرآن الكريم وخطب وأحاديث النبي محمد ، أسس لرؤية متكاملة عن الحياة والإنسان، تدعو إلى مراجعة الذات، واكتشاف نقاط الضعف، والعمل على التحوّل نحو السلوك الإيجابي.

وطالب سماحته بالعمل على التغيير السلوكي في كل جوانب الحياة، كالمجال الصحي، والثقافي، وفي العلاقات مع الآخرين، والعلاقة مع الله تعالى.

وذكر أن السلوك عُرّف بأنه النشاط الذي يصدر عن الإنسان، سواء كان أفعالًا يمكن ملاحظتها وقياسها، كالنشاطات الفسيولوجية والحركية، أو نشاطات غير ملحوظة كالتفكير والتّذكّر والوساوس وغيرها.

وتابع: سلوك الإنسان هو البرمجة لنمط حياته وتفاعله مع محيطه، فهو يشمل أسلوب إدارة الإنسان لحياته الذاتية، وطريقة تعامله مع الآخرين، ومع الأشياء من حوله.

وأضاف: يتشكل سلوك الإنسان بتأثير عوامل متعددة، منها التأثير الوراثي، والتربية، والبيئة الاجتماعية، والثقافة، والتجارب والخبرات الشخصية.

ورفض سماحته ما يعتقده البعض أنّ السلوك الذي هو عليه جزء من طبيعته وذاته، مبينًا خطأ هذا الاعتقاد، وذلك أن الله تعالى منح الإنسان عقلًا وإرادة، وبإمكانه إذا قرر أن يتخطى تأثير مختلف المؤثرات.

وبمناسبة مرور ذكرى المبعث النبوي قال سماحته: نحن بحاجة إلى إعادة قراءة السيرة النبوية، ليس فقط كتاريخ، بل كمنهج يُرشدنا إلى تطوير سلوكنا وبناء بيئة محفزة للإصلاح والتغيير.

وأشار إلى أن شخصية النبي مصدر إلهام لنا كما كانت لأصحابه، الذين لمسوا صدقه وأخلاقه العظيمة، ما جعلهم يثقون به ويستجيبون لدعوته بقناعة راسخة.

وبيّن أن النبي ، استطاع في زمن قياسي تربية جيل مختلف في أفكاره ومعتقداته، وفي سلوكه وطريقة حياته.

وتابع: لقد انطلق هذا التغيير من تغيير النفوس والأفكار، ذلك أنّ سلوك الإنسان لا يحدث من فراغ، وإنما بإرادة نفسية، وخلفية ثقافية، كان حجر الزاوية لذلك التغيير هو تغيير الرؤية للذات والحياة.

وأضاف: كانت رؤية الإنسان الجاهلي مشوشة للكون، ولوجوده في هذه الحياة، ما كان مهتمًا بالتفكير في هذا الموضوع، قد يكون مدركًا بفطرته أنّ لهذا الكون إلهًا خالقًا، لكنه لا يمتلك تصوّرًا صحيحًا عن صفات هذا الإله، ولا عن العلاقة به.

ولفت إلى أن الأساس الأول الذي عمل عليه رسول الله هو هدايتهم للإيمان بالله تعالى، برؤية صحيحة واضحة.

وتابع: جعلهم رسول الله يشعرون من خلال هذه الرؤية بالمسؤولية أمام الله تعالى في حياتهم وتصرفاتهم، لأن الله رقيب ومطلع على كل تصرفات خلقه، وهم سيرجعون إليه ليحاسبهم على كل ما عملوه.