الشيخ الصفار: شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والتغيير للأفضل

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لاستقبال شهر رمضان المبارك بروح واعية مستعدة للاستفادة من خيراته وبركاته، مشددًا على أهمية التوبة الصادقة، وتصفية القلوب من الأحقاد، والانفتاح على أجوائه الروحانية.
وتابع: إن شهر رمضان فرصة عظيمة، ودعوة مفتوحة للسمو الروحي والارتقاء الأخلاقي، ويجب أن نستقبله بقلوب مخلصة ونفوس متلهفة لنيل رحمات الله وبركاته.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 29 شعبان 1446هـ الموافق 28 فبراير 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: في استقبال شهر رمضان.
وأوضح سماحته أن التهيؤ لاستقبال الشهر الكريم، يؤهل الإنسان للاستفادة من خيراته وبركاته، ويكون بالتهيؤ النفسي والروحي، واعتماد برنامج لاستثمار أوقات الشهر الكريم، والتي هي أفضل وقت يمرّ على الإنسان في حياته، فلا ينبغي للإنسان أن يفرّط بهذا الوقت الثمين.
وتابع: حين نريد معرفة قيمة أي زمن، بلحاظ مدى البركة التي أودعها الله تعالى فيه، فإن علينا أن نعود إلى الخبراء العارفين، الذين أطلعهم الله تعالى على ما يشاء من الأسرار المودعة في الطبيعة والحياة، وهم الأنبياء وحملة علومهم من الأئمة والأولياء.
وأشار إلى وجود خبراء ومستشارين في مختلف ميادين الحركة الاقتصادية، يرجع إليهم في معرفة قيمة الأشياء، وتقويم فرص عرضها واقتنائها.
وأضاف: لذلك حين تعرض مثلًا تحف وآثار تاريخية نادرة، على خبير عارف بقيمتها وأهميتها، فإنه مستعد لبذل أغلى الأثمان لاقتنائها، لكن من لا يعرف قيمتها، ولا خبرة له بعالمها، قد يرى صرف تلك المبالغ عليها نوعًا من الجنون أو الإسراف.
وأبان أن القرآن الكريم تحدّث عن شهر رمضان في سياق تشريع فريضة الصيام، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾.
وتابع: إن الآية تشير إلى الخاصية الأساس لشهر رمضان، وهي إنزال القرآن فيه، وذلك سرُّ عظمته.
وأضاف: ولقد ورد عن رسول الله أحاديث وخطب عديدة يبين فيها للأمة قيمة هذا الزمن المميز شهر رمضان.
وذكر أن رسول الله قد أكّد فيما روي عنه على صدق النية، وطهارة القلب: «فَاسْأَلُوا اللهَ ربَّكُمْ بِنِيَّات صَادِقَة، وَقُلُوب طَاهِرَة أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلاَوَةِ كِتَابِهِ».
وتابع: إن العنوان الأول للتهيؤ لاستقبال هذا الشهر هو التوبة إلى الله من الذنوب، كما ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا : «وَتُبْ إِلَى اَللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكَ لِيُقْبِلَ شَهْرُ اَللَّهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ مُخْلِصٌ لِلَّهِ».
وأضاف: وأما العنوان الثاني فهو: تصفية الحقوق التي في ذمتك تجاه الله وتجاه الناس، مستشهدًا بما ورد عن رسول الله : «كُلُوا الحَلالَ يَتِمَّ لَكُم صَومُكُم».
وبيّن أن العنوان الثالث هو إزالة أدران العداوات والبغضاء من النفس: كما ورد عن الإمام الرضا : «وَلاَ فِي قَلْبِكَ حِقْداً عَلَى مُؤْمِنٍ إِلاَّ نَزَعْتَهُ».
وأشار إلى أهمية وجود برامج للاستفادة من هذا الشهر الفضيل، مبينًا أن النصوص الدينية تؤكد على أهمية تلاوة القرآن الكريم.
واستشهد بما ورد عن النبي محمد : «أَكْثِرُوا فِيهِ مِنْ تِلاَوَةِ اَلْقُرْآنِ».
وتابع: ومن البرامج المفيدة في هذا الشهر كثرة الدعاء والذكر والاستغفار، فقد ورد عن أمير المؤمنين علي : «عَلَيْكُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِكَثْرَةِ الِاسْتِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ، فَأَمَّا الدُّعَاءُ فَيُدْفَعُ بِهِ عَنْكُمُ الْبَلَاءُ، وَأَمَّا الِاسْتِغْفَارُ فَيَمْحَى ذُنُوبَكُمْ».
ولفت إلى أن من البرامج المهمة كثرة الصلاة، فقد ورد عن رسول الله : «مَنْ صَلَّى مِنْكُمْ فِي هَذَا اَلشَّهْرِ رَكْعَتَيْنِ يَتَطَوَّعُ بِهِمَا غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ»،
وتابع: وكذلك كثرة الإنفاق، فقد سُئل رسول الله أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ فقال
: «صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ».