الشيخ الصفار والدور الرسالي

 

للعلم والعلماء دور جسيم مُناط على عاتقهم بسبب أهمية الدور الذي يقومون به من إرشاد المجتمع وإيصالهم إلى بر الأمان، وهم في ذلك على أقسام وأنواع فالبعض منهم يقوم بذلك الدور بكل إجادة واقتدار والبعض الآخر عوان بين ذلك والقسم الأخير للأسف الشديد ليس عنده قابلية تذكر للقيام بذلك الدور.

واليوم وفي هذه المشاركة وفي هذه المقالة نتشرف بأن نسجل بعض الكلمات وبعض الأسطر في شخصية سامقة عملاقة لها الحضور الكبير والمشرف على كثير من الساحات الرسالية والدعوية والوطنية والتي أثرت جميعها بالعطاء المتنوع وعلى جميع الأصعدة ، أنه سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار ، وقبل أن نلج في الحديث والكتابة عن دوره الكبير نشير لشخصيته ولو بنبذة بسيطة :-

ولد سماحة الشيخ حسن في محافظة القطيف شرق المملكة عام 1377هـ - 1956م ،( درس المرحلة الابتدائية في مدرسة زين العابدين ، والمرحلة المتوسطة بمدرسة الأمين ، هاجر إلى النجف الأشرف للدراسة في الحوزة العلمية عام 1391هـ - ثم إلى قم المقدسة عام 1393هـ - ثم مدرسة الرسول الأعظم العلمية بدولة الكويت 1394هـ - وواصل دراسته العلمية في طهران من 1400هـ ، إلى 1408هـ )[1] .   

اشتغل الشيخ حسن بالخطابة في وقت مبكر من عمره وبالتحديد (من عام 1388هـ ، وله من العمر إحدى عشر سنة ولازال يمارس الخطابة حتى صدر له أكثر من أربعة آلاف شريط كاسيت وفيديو تسجيل لمحاضراته)[2] ، في كثير من المناطق والدول.

وله العديد من الإصدارات المطبوعة والتي تربو على أكثر من مئة وخمسة وستين إصداراً وقد ترجم بعضها إلى لغات أخرى ، والتي يوجد منها في مكتبتي الخاصة أكثر من خمسة وستين عنواناً البعض منها يشكل موسوعة علمية ومعرفية.

مثل كتاب أحاديث في الدين والثقافة والمجتمع والذي يتكون من عشر مجلدات وكتاب مسارات في الثقافة والتنمية والإصلاح والذي طُبع منه عشر مجلدات وكذلك كتاب روافد وطُبع منه خمس مجلدات وقد تفضّل الأستاذ عبد الباري الدخيل مدير مكتبة الشيخ بإهدائي الكتاب مع مجموعة أخرى من العناوين التي صدرت للشيخ ، ومكتبة الشيخ مكتبة زاخرة عامرة تحمل على رفوفها أكثر من خمسة وعشرين ألف كتاباً.

وهنا نستعرض بشكل سريع ثلاثة من كتب الشيخ :-

كتاب أحاديث حيث طًبع الجزء الأول منه عام 1422هـ - 2002م ، والنسخة التي تضمها مكتبتي طباعة مؤسسة البلاغ من تقديم سماحة الشيخ الدكتور عبد الهادي الفضلي (قده) ، وهو عبارة عن مجموعة محاضرات عامة ألقاها الشيخ في أيام الجمع في مسجده بالقطيف ، والكتاب يحمل في طياته وبين دفتيه ما يقرب من خمس وعشرين من المحاضرات وبعض الندوات واللقاءات وبعض المقدمات والتقاريض لبعض الكتب.   

ومن كتب سماحة الشيخ كتاب كيف نقرأ الآخر وهو كتاب من القطع الصغير يتكون من ثمانين صفحة ، الدار العربية للعلوم ، ط1 ، 1425هـ - 2004م ، ومن العناوين التي تضمنها الكتاب - كيف نقرأ الآخر - التعارف قاعدة أساس - من سمات التقدم.

ومن الكتب التي شدتني كثيراً لسماحة الشيخ كتاب (النفس منطقة الخطر) وقد قرأته أكثر من مرة ، وهو كتاب خفيف في حجمه ووزنه ثقيل في مادته وفكره ويتضمن مطالب مهمة ( معنى الروح - ما هو العقل - تعريف النفس - بين النفس والعقل...) ، والكثير مما يحتويه هذا الكتاب الشيق.

ونبقى مع نشاط الشيخ بعد أن استعرضنا شيئاً بسيطاً من سيرته وكتاباته ومؤلفاته ، فالشيخ نشيطاً جداً على المستوى الفكري والديني والاجتماعي في حله وترحاله فتجده يحيي جميع المناسبات على جميع الأصعدة وفي كل مكان فقد استغرب منه في كثير من الأحيان فاليوم أجده في هذه الدولة وغداً أجده في أخرى ، وفي هذا الوقت أجده في هذه المنطقة وبعدها بفترة وجيزة أجده في منطقة ثانية فهذا أن دل على شيء فإنما يدل على نشاطه وحركته الدؤوبة في خدمة مجتمعه ودوره الريادي والرسالي.

ومن نشاطه استضافته من مجموعة من القنوات الفضائية (القناة السعودية الأولى - القناة الإخبارية السعودية - قناة الجزيرة - قناة العربية - الوطن الكويتية - الكوثر الإيرانية - Lbc  اللبنانية - وغيرها من القنوات)[3] .

وكذلك نشرت له عدد من المجلات العلمية والثقافية بحوثاً ومقالات منها:-

مجلة الكلمة - الواحة - البصائر - الحج والعمرة - المنهاج - الحوار- رسالة التقريب - الوعي المعاصر - مجلة الاجتهاد والتجديد ، وكما خصص ملفاً خاصاً عن سماحة الشيخ في مجلة المرشد العددان 15 -16 عام 2002م - 2003م ، وقد أفردت مجلة الموسم عدداً خاصاً للشيخ تحت عنوان (الشيخ حسن الصفار سيرة ثقافية اجتماعية )، والذي يحمل العدد 172.

كما نشرت له بعض الصحف اليومية مقالات أسبوعية منتظمة ، ومنها :-

جريدة اليوم السعودية - الوطن الكويتية - الدار الكويتية - الأيام البحرينية - الوطن القطرية.

والبعض من الباحثين أفرد دراسة أو مؤلَفاً عن الشيخ ، نذكر منها :-

- المسيرة الفكرية .. قراءة في مؤلفات الشيخ حسن الصفار - الأستاذ حسين منصور الشيخ.

- خطب الجمعة ومقالات الشيخ حسن الصفار في صحيفة اليوم ، في الفترة من 14 شوال وحتى 7 ذو القعدة ، 1423هـ. محمد المبارك ، (جمع وترتيب).

والشيخ حسن ما يدل على سعة نشاطه وتنوعه لقائه بالكثير من الشخصيات البارزة وثنائها عليه وعلى شخصيته ، منهم على سبيل المثال :-

- ((الشيخ جميل الحجيلان .. السفير السابق والأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي.

- الدكتور غازي القصيبي ،( الوزير ، والشاعر والسفير والروائي) الذي أثنى وتحدث عن الشيخ وكتابه (التنوع والتعايش).

- الدكتور محمد عبده يماني .. الكاتب والباحث والوزير السابق ، وقد قدّم لكتاب التنوع والتعايش.

- الشيخ عبد المقصود خوجة .. حيث كرّم الشيخ حسن الصفار))[4] ، بحضور لفيف من الأدباء والشخصيات الفكرية الوطنية.

والشيخ حسن عضو في كثير من المجاميع والجمعيات فهو (عضو في الجمعية العمومية للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب - عضو في الهيئة الاستشارية لمجلة الكلمة - والهيئة الاستشارية لمجلة الوعي المعاصر - شارك في مؤتمرات الحوار الوطني في المملكة - مؤتمرات مركز الشباب المسلم في أمريكا - بعض مؤتمرات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت - ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مملكة البحرين)[5] .

وتظل شخصية سماحة الشيخ شخصية وقّادة فعّالة لا تكل ولاتمل من خدمة الدين والوطن والمجتمع تقّدم ما هو مفيد لصالح الأمة والفرد والمجتمع ، ونحن نعّلم جيداّ أننا لم نقدّم من شخصية الشيخ وعطائه الرسالي إلا النزر اليسير ، ولكن كما يقال ما لا يدرك كله لايترك جله ولا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه ، حفظ الله الشيخ وسدد إلى الخير والعلم والعمل خطاه.

 

 

[1]  ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة على الانترنت.
[2]  المصدر السابق.
[3]  موقع الشيخ الصفار (السيرة الذاتية).
[4]  موقع الشيخ الصفار، مقال للأستاذ سلمان العيد بعنوان (على ضوء ما نشرته مجلة الموسم الثقافية ، علماء وأدباء ومفكرون يشيدون بجهود الشيخ الصفار التنويرية ) المقال مؤرخ بتاريخ 47 2024م.
[5]  ويكيبيديا - الموسوعة الحرة على الانترنت.
كاتب وقاص وتربوي - الأحساء