الشيخ محمد الصفار: الخيانة المالية انهيار أخلاقي خطير

قال سماحة الشيخ محمد الصفار: إن من أكبر المغريات للإنسان هي الأموال التي يؤتمن عليها، وهي من ممحصات إيمان الإنسان والتزامه الديني الحقيقي.
وتابع: فلا تغفل أيها المؤمن عن هذه الطبيعة وهذه الغريزة اتجاه المال، بل تحسّب لكل منزلق ولا تغتر بعلمك أو تدينك، فلا يعرف الإنسان متى تعتريه لحظةُ الضعف.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 11 ذو القعدة 1446هـ الموافق 9 مايو 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الإمام الرضا وفتنة المال الحرام.
وحذّر سماحته كل متصد للمال العام، وكل مؤتمن على مال لأحد، من الانزلاق إلى الوحل في كل تصرف مالي، ففي كل تصرف مالي أنت أمام منعطف خطير، وهذا ما يقع فيه ضعاف النفوس من الناس للأسف الشديد.
وبمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي بن موسى الرضا سلط الضوء على واحدة من أعظم الفتن التي واجهت الإمام علي بن موسى الرضا
.
وأشار إلى أن فتنة الواقفة كانت فتنة مال وضمير سقط فيها كبار المحدثين والرواة.
ووصف حال أولئك الذين رفضوا الاعتراف بإمامة الإمام الرضا ، طمعًا في الأموال الشرعية التي تجمعت لديهم زمن الإمام الكاظم
، والتي فضلوا الاحتفاظ بها بدلًا من تسليمها لإمام زمانهم الشرعي، بأنهم "باعوا دينهم وآخرتهم بالدينار".
وأضاف أن المال هو من أقوى أدوات اختبار الإيمان، مشيرًا إلى أن بعض وكلاء الإمام الكاظم ادّعو أنه لم يمت وأنه المهدي المنتظر، تبريرًا لتجميد الإمامة عنده وعدم الاعتراف بالإمام الرضا
.
وفي رسالة لاذعة إلى الحاضر، شبّه الشيخ الصفار حال أولئك بحال من يُؤتمنون اليوم على الأموال العامة والخاصة، ثم يختارون الخيانة على حساب الدين والضمير.
وسرد قصصًا واقعية عن الظلم في قضايا الإرث، والاحتيال في الشراكات، والاستغلال حتى للعمالة الضعيفة.
واستغل الشيخ الصفار قضية الواقفية لتوجيه تحذير واقعي، قائلاً: "قد يُصلي الإنسان الليل بطوله، لكنه يُفتضح في أول امتحان مالي بسيط!"
واستشهد بما ورد عن الإمام جعفر الصادق : «لاَ تَنْظُرُوا إِلَى طُولِ رُكُوعِ اَلرَّجُلِ وَ سُجُودِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ شَيْءٌ اِعْتَادَهُ فَلَوْ تَرَكَهُ اِسْتَوْحَشَ لِذَلِكَ، وَلَكِنِ اُنْظُرُوا إِلَى صِدْقِ حَدِيثِهِ، وَأَدَاءِ أَمَانَتِهِ».
واختتم حديثه بتذكير قرآني: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾، مؤكدًا أن المال الحرام هو الفتنة الأخطر، وأن المعيار الحقيقي للتدين هو الأمانة لا المظاهر.