مؤبنًا الشيخ أحمد آل خميس

الشيخ الصفار يدعو الخطباء لتقديم خطاب رصين مسؤول

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن على الدعاة والخطباء تقديم خطاب رصين، مسؤول، لا يُعطي فرصةً للأعداء، ولا يفتح ثغرات للمتربّصين.

وتابع: ينبغي مراعاة ظروف الزمان والمكان، والبيئة الاجتماعية والمحيط الذي يعيش ضمنه المجتمع، خاصة في هذا العصر حيث كل شيء مرصود، وكل خطاب قابل للنقد والتحليل، أو حتى الاجتزاء والتشويه.

جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته في ختام مجلس فاتحة الشيخ الملا أحمد آل خميس، مساء السبت 18 محرم 1447هـ الموافق 13 يوليو 2025م في مسجد الحمزة بن عبدالمطلب بمدينة سيهات، بعنوان: الملا أحمد خميس.. التقوى والخطاب الرصين.

وأوضح سماحته أن المجتمعات المتنوعة في التوجهات والآراء والأفكار، ينبغي أن يكون المنبر الديني فيها واجهةً ومنبعًا لتقريب القلوب، وتأليف النفوس، وصيانة أجواء الانسجام في المجتمع.

ورفض أن يُستغلّ هذا المنبر لطرح قضايا تُثير الفرقة أو الخلاف، أو تزرع الشك في النفوس، أو تُقسّم المجتمع إلى أطياف متضادة.

واستدرك: قد يكون لدى الخطيب أو الباحث رأيٌ في موضوع عقدي، أو فقهي، أو اجتماعي، يريد طرحه، لكن يجب أن يطرحه بطريقة لا تُثير البلبلة، ولا تُشعل الخلاف، ولا تُفهم على أنها هجوم أو إقصاء أو إساءة.

وأبان أن ما يطرحه الخطيب ويحتمل عدّة تفسيرات، أو يحتاج إلى تأمل لفهمه، هذا غير مناسب للمنبر الجماهيري، لأن الخطاب العام يحتاج إلى وضوح وسلاسة وبلاغة محكمة.

وتعليقًا على ما ورد عن أمير المؤمنين علي : «أَحْسَنُ اَلْكَلاَمِ مَا زَانَهُ حُسْنُ اَلنِّظَامِ وَ فَهِمَهُ اَلْخَاصُّ وَاَلْعَامُّ»، قال سماحته: ينبغي أن يكون الكلام منسجمًا ممنهجًا من بدايته إلى نهايته، بلا تشتّت وتنقّل بين الموضوعات، وأن يكون واضحًا مفهومًا لمن يسمعه، سواء كان من الخاصة أو من العامة.

وتابع: لذلك، حين لا يُحضّر الخطيب لخطبته، فقد يُنتج خطابًا مُشوّشًا غير واضح، وهذا خلاف القول السديد الذي أمر الله به في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا.

الشيخ أحمد آل خميس

وفي تأبين الشيخ الملا أحمد آل خميس قال سماحته: إن أهم ميزة في شخصية الفقيد الراحل - رحمه الله - ميزتا التقوى، على صعيد سلوكه الشخصي وتعامله الاجتماعي، والخطاب الرصين والقول السديد.الملا احمد خميس

وتابع: إن الذي يتقي الله سبحانه وتعالى، يتحمل المسؤولية في خطابه وحديثه مع الناس، خاصة حين يتصدى للخطاب الديني والتوجيه للجمهور.

وأضاف: من يشعر بالتقوى، ويعيش الالتزام بتقوى الله سبحانه وتعالى، لا يعطي الفرصة لأي خلل أو خطأ أن يطبع سلوكه.

وبيّن أن الفقيد الراحل لم يُذكر عنه خلال أكثر من تسعين عامًا من حياته، أي خطأ أو خلل في سلوكه يمكن أن يُدان به أو يُؤخذ عليه.

وتابع: هذا أمر مهم جدًا، خاصةً لمن له وزنٌ اجتماعي أو دورٌ فاعلٌ في محيطه. فقد مارس التقوى في حياته الخاصة، وكذلك في علاقاته العامة، وهو توفيق كبير من الله سبحانه وتعالى.

وعن ميزة الخطاب الرزين قال سماحته: هذا المنبر الحسيني الذي نُحبّه، ونستلهم منه، وتتميّز به مجتمعاتنا الموالية؛ هو أمانة عظيمة كبيرة.

وتابع: إن الخطيب الذي يصعد المنبر، وهو يتقي الله، يقدّر المسؤولية، ويرتفع إلى مستوى تحملها، فيُقدّم خطابه برصانة.

وأضاف: إن الخطاب السديد، يكون خالٍ من الثغرات، لا يوجد فيه ثقوب على مستوى الشكل أو على مستوى المضمون.

وأشار إلى أن الخطيب الراحل، كانت ميزة منبره أنه رصينٌ على مستوى الشكل والمضمون، ملتزمٌ باللغة الفصحى الواضحة، في وقتٍ كان فيه كثيرٌ من الخطباء معظم خطابهم باللهجة العامية.

وتابع: رغم أن استخدام العامية ليس أمرًا مُستنكرًا، إلا أن الأفضل هو مراعاة الفصاحة، والنحو العربي، في القواعد ومخارج الحروف.

وأضاف: الخطيب الراحل كان يُتقن اختيار الكلمات، ويستحضر العبارات الفصيحة. وقلّما كان يستشهد بكلمات شعبية أو عامية، وإن استخدمها ففي أضيق الحدود، ولأداءٍ جمالي معين فقط، وكان يتمتع بصوت جهوري جميل.

مؤكدًا أن الفقيد كان يسعى لأن تكون خطاباته نموذجًا لهذا التوازن، من حيث التنظيم، والطرح، والوضوح، والرسالة.

هذا وقد ولد الشيخ الملا أحمد منصور علي كاظم آل خميس، في مدينة سيهات عام 1352هـ /1941م، وهو خطيب حسيني وإمام جماعة وشاعر، ارتقى المنبر الحسيني وعمره لم يتجاوز 16 عامًا، التحق بالحوزة العلمية في النجف الأشرف بالعراق أوائل سبعينات القرن الماضي، درس الفقه والمنطق واللغة العربية، له ديوان شعر بعنوان: الأسى في رثاء أهل الكساء، ومؤلف بعنوان: الحسين سفينة النجاة، وقد توقف عن القراءة لعارض صحي ألم به عام 1438هـ /2016م، وتوفي صباح يوم الثلاثاء 13 محرم 1447هـ الموفق 8 يوليو 2025م.

لقراءة الكلمة:

https://www.saffar.me/?act=artc&id=5412

لمشاهدة الكلمة:

https://www.youtube.com/watch?v=iwcMCy0v-y0

فاتحة الملا احمد خميسفاتحة الملا احمد خميسفاتحة الملا احمد خميسفاتحة الملا احمد خميسفاتحة الملا احمد خميس