مشيدًا بمبادرة المملكة لحماية الطفل في الفضاء السيبراني

الشيخ الصفار: من أهم مسؤوليات التربية حماية الأبناء روحيًا ونفسيًا

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن من أهم واجبات التربية التفكير في استقامة الأبناء روحيًا وسلوكيًا، والحفاظ على صحتهم النفسية.

وشدد على ضرورة حماية الأبناء من مخاطر الفضاء الرقمي الذي يحتوي على برامج تحرض المراهقين على الانتحار وإيذاء النفس والآخرين.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 2 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 24 أكتوبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: تحدّي التربية في عصر الانفتاح الرقمي.

وأوضح سماحته أن العالم يحتفي بدءًا من اليوم بالأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية، الذي تبنته الأمم المتحدة، سنويًا من 24 إلى 31 أكتوبر.

وتابع: يستهدف هذا الاحتفاء تعزيز كفاءات الناس في البحث عن المعلومات، وتلقيها بشكل آمن، يتجاوز مخاطر التضليل والتزييف والابتزاز والاغواء.

وعن اختياره الحديث حول حماية الأبناء في الفضاء الرقمي، قال سماحته: هذا الموضوع يشغل كل المجتمعات في هذا العصر، ذلك أن الفضاء الرقمي هو العالم الذي ينشدّ وينجذب إليه كل الأبناء والبنات.

وتابع: إنهم يقضون في رحابه جزءًا كبيرًا من وقتهم اليومي، يتفاعلون مع برامج الألعاب الالكترونية المختلفة، ويتواصلون مع مختلف الشبكات والمواقع الافتراضية.

وأضاف: هذه الحالة تتيح الفرصة للتأثير على أفكارهم وسلوكهم، وتشكيل شخصياتهم من خلال هذه البرامج والمواقع.

ومن الطبيعي أن تستغل بعض الجهات السيئة والشريرة هذه الفرصة لخدمة أغراضها، ولجني أكبر قدر من المكاسب والأرباح.

ونقل عن مختصين أمنيين وإلكترونيين قولهم: إن بعض الألعاب الإلكترونية اليوم لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل تحولت إلى أدوات برمجة نفسية وتطبيع للعنف، وتغذية خفية لسلوك عدواني وجريمة كاملة الأركان.

وبيّن أن هذه الألعاب أصبحت مدارس سلوك خطيرة، تُبرمج الأطفال على العنف، حيث تبدأ الجريمة بـلعبة، وتنتهي بـكارثة.

واستشهد بجريمة مقتل طفل مصري على يد زميله وتمزيق جثته بوحشية مستوحيًا طريقة القتل من إحدى الألعاب الإلكترونية المنتشرة على الإنترنت.

وذكر أن حوالي 80% من الأطفال في 25 دولة، أفادوا بأنهم يشعرون بخطر التعرض للاعتداء الجنسي، أو الاستغلال عبر الانترنت.

وأشاد سماحته بالمبادرة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لحماية الطفل في الفضاء السيبراني، واعتمدها بالإجماع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. بداية شهر يوليو 2025م.

ولفت إلى أن مواجهة هذا التحدّي تستلزم الاستنفار الجادّ لحماية أبنائنا من هذه المخاطر الهائلة.

وتابع: كما أن الدولة تتخذ الإجراءات اللازمة على هذا الصعيد، فعلى الأسرة أن تهتم أكثر بالتوجه لأبنائها، بتخصيص أكبر قدر من الوقت للعلاقة معهم، لتقليل وقت ارتباطهم بالعالم الافتراضي.

وأضاف: كما يجب متابعة الأبناء، ومعرفة نوعية المواقع والبرامج التي يتابعونها، واقناعهم بالابتعاد عن الضار منها.

وأبان أن من الأهمية بمكان، توجيه الأبناء إلى البرامج التفاعلية العملية، كالرياضة والرسم والقراءة والعلاقات مع الزملاء والأصدقاء المناسبين.