الشيخ الصفار: دور الامومة أولوية في حياة المرأة لا تصادم أدوارها الاخرى

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار علينا أن نؤكد على قيمة دور الأمومة كأولوية في حياة المرأة، لا تصادم أدوارها الأخرى، ولا تكون أقل أهمية منها.

وتابع: في إحياء ذكرى الزهراء ، علينا أن نسلط الأضواء على دورها في الأمومة، وكيف اهتمت بتربية أبنائها، مع صعوبة الظروف والأوضاع التي عاشتها، وكيف صنعت منهم بتربيتها نماذج خالدة في سماء العظمة والمجد.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة ٢١ جمادى الآخرة 1447هـ الموافق ١٢ ديسمبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: قيمة الأمومة في سيرة الزهراء ه.

وأوضح سماحته أن من أهم تجليات فضل وعظمة سيدة نساء العاملين فاطمة الزهراء ، دور الأمومة الذي قامت به، وأدّته بامتياز عظيم.

وتابع: لقد اختارها الله تعالى لتكون أم العترة النبوية الطاهرة، وانحصرت ذرية رسول الله في نسلها المبارك.

وأبان أن الأمومة هي أعلى مهمة، وأرقى وظيفة في المجتمع البشري، لأنها ترتبط بإنتاج الإنسان، وصنع شخصيته، وذلك انجاز لا يدانيه أي انجاز.

وقال: إن الأولاد هم معقد الأمل في حياة المرأة، والامتداد لوجودها، وعبرهم تكون مشاركتها الرئيسة في استمرار النسل البشري، وإعمار الكون والحياة.

وأضاف: وحين تربيهم تربية صالحة، ويأخذون مواقع قيادية في مجتمعهم، يكونون فخرًا وعزًا لها، تتفيأ ظلال برهم، وتنال عظيم الأجر والمثوبة من الله سبحانه.

وتابع: في ظل هيمنة الحضارة الغربية المادية، تم الترويج لثقافة العزوف عن الانجاب، واضعاف دور الأمومة في الوسط النسائي، بمختلف الأساليب والوسائل، فقد أشاعوا فكرة تنظيم النسل على المستوى العالمي.

وأضاف: وتبنت كثير من الدول خلال الستينات من القرن العشرين برامج حكومية لتنظيم النسل. وسعوا إلى فرضه على الدول النامية، والخاضعة لنفوذهم.

وأشار إلى أن شعوب العالم اتضح لها خطأ ثقافة تحديد النسل، والسياسات المنبثقة منها.

وتابع: لقد بدأ العالم يجني ثمارًا مرة لهذه الثقافة، حيث انخفض معدل الخصوبة العالمي، وتباطأت معدلات المواليد في العديد من دول العالم.

وأضاف: أصبح تقلّص عدد السكان مصدر قلق لكثير من الدول الغربية، التي تعاني من شيخوخة أبنائها، وتضاعف عدد المعمّرين، مع قلة المواليد، وانخفاض نسبة الشباب في مجتمعاتهم. كاليابان وكوريا الجنوبية وبورتوريكو والبرتغال وايطاليا.

وتأسف لتسلل هذه الثقافة إلى مجتمعاتنا الإسلامية لإقناع المرأة من خلال تضخيم النزعة الأنانية الذاتية في نفسها، بأن قلة الانجاب يحفظ للمرأة جمالها ورونقها، ويجعلها أكثر تفرغًا للعمل وكسب المال، والتمتع بالملذات والرغبات.

وحدر من أن نسبة الخصوبة في منطقة الخليج متراجعة بشكل يثير القلق، إذ يبلغ معدل الخصوبة الإجمالي لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي 1.8 في عام 2022، وهو أقلّ من 2.0، وهو المعدّل العالمي لمستوى الإحلال اللازم للحفاظ على ثبات عدد السكان.

ولفت إلى أن بعض دول العالم اليوم اضطرت لتشجيع الانجاب، وتقديم الحوافز للأسر لزيادة المواليد. مستشهدًا بالصين واليابان ودول أوروبية أخرى.

ودعا للعودة إلى ثقافتنا الإسلامية الأصيلة المنسجمة مع الفطرة، والمتوافقة مع القيم الإنسانية، للحث على التزاوج والتناسل، حيث ورد عن رسول الله : «تَنَاكَحُوا تَنَاسَلُوا فَإِنِّي أُباهي بِكُمُ الْأُمَمَ».

وحث على سنّ القوانين والتشريعات، واتخاذ الإجراءات، التي تمكّن المرأة من القيام بدور الأمومة إلى جانب أدوارها الوظيفية الأخرى، كالإجازات الكافية في حال الولادة، ووجود فرص العمل بدوام نصفي، وغير بعيد عن سكن المرأة العائلي، وتوفر دور حضانة، وتقديم الدعم المالي للأسرة عند زيادة عدد الأولاد.