احترام مقدسات الديانات
سماحة الشيخ الصفار يُدين الاعتداء الغاشم على مقام الإمامين العسكريين ويدعو لاحترام مقدسات الديانات
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين
أدان سماحة الشيخ حسن الصفار الاعتداء الغاشم على مقام الإمامين العسكريين في سامراء، وردود الفعل الغاضبة بالتعرض لبعض المساجد، مؤكداً أن هذه الأعمال هدفها زرع الفتنة وإيقاف العملية السياسية في العراق. مشيراً أن نشاطات هذه الحركة تخدم إسرائيل واليمين المتطرف في أمريكا اللذَينِ استفادا منها في التسريع في احتلال الدول الإسلامية وبسط نفوذهما في المنطقة. ودعا سماحته في الكلمة التي ألقاها ظهر الجمعة 3 صفر 1427هـ إلى احترام مقدسات الأديان لارتباطها بحق الإنسان في توجهه الروحي والديني، وللدور الأخلاقي للحالة الدينية في حياة الإنسان.
وهذا نص الكلمة:
قال الله العظيم في كتابه الكريم: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا﴾ (الحج: 40).
الحالة الدينية في كل المجتمعات البشرية تقتضي وجود مراكز ورموز تتمحور حولها هذه الحالة الدينية.
صحيح أن الدين في الأصل اعتقاد قلبي وارتباط عبادي مع الله القوّة الخالقة والمهيمنة على الكون، ولكن هذا الاعتقاد لابدّ له من مظهر ورمز خارجي يتمحور حوله الناس. فمن الملاحظ في كل التاريخ البشري أن الحالة الدينية لها بعد اجتماعي، فالإنسان مع أنه يستطيع أن يتعبّد بمفرده في بيته، ولكن الحالة الدينية لا تكون ضمن الوضع الفردي غالبًا، ففي كل المجتمعات هناك مركز أو محور يجتمع حوله المتدينون بذلك الدين، فيكون مظهرًا لتدينهم ومحورًا لارتباطهم بهذا الدين، وأيضًا يشجعون بعضهم البعض ويتواصون فيه على الثبات على دينهم الذي يسيرون عليه.
ولهذا أثبتت الحفريات وعلم الآثار أنه في كل المجتمعات هناك معابد، أي أماكن يجتمع فيها الناس للعبادة على اختلاف الديانات التي يتدين بها هؤلاء الناس.
قال (بلوتارك) المؤرخ الإغريقي الشهير منذ نحو من ألفي سنة: (وقد نجد مدناً بلا أسوار، أو بدون ملوك، أو حضارة أو مسرح ولكن لم يرَ إنسان مدينة بدون أمكان للعبادة والعبّاد).
وجود المراكز الدينية أمر هام، وأمر يؤكد الالتزام الديني في كل مجتمع من المجتمعات، كما أن هذه الأماكن الدينية بسبب قداسة الدين في نفوس الناس تصبح لها قداسة، وتصبح لها مكانة واحترام، بحيث يكون الاعتداء عليها اعتداءً على أهم ما يقدسه الإنسان ويحترمه، ولذلك تهتم كل المجتمعات باحترام مقدساتها الدينية وأماكن عبادتها، وتجتهد وتتفانى في الدفاع عنها، لأن الإساءة إلى المقدسات الدينية في أي مجتمع من المجتمعات هو أسوأ وأخطر من الاعتداء على المصالح المادية لذلك المجتمع، باعتبار أن الأماكن الدينية ترتبط بأعماق ومشاعر الإنسان، والاعتداء عليها يعني الاعتداء على ما في عمق الإنسان من مشاعر وأحاسيس، ولهذا تحدثت الآية الكريمة ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا﴾ عن ضرورة وجود التوازن في الحياة الاجتماعية الذي يردع كل فئة أن تعتدي على الفئات الأخرى، هذا التوازن قوامه غريزة الإنسان في الدفاع عن ذاته والقوة التي منحها الله للإنسان.
ولو تركت المسألة من دون ردع ومن دون وجود حماية اجتماعية، فإن هناك من الأشرار والظلمة وحالات الاختلاف بين المجتمعات البشرية، ما يدفع كل طرف للاعتداء على الطرف الآخر والنيل من مقدساته.
شرح مفردات الآية:
الصوامع: جمع صومعة، وهي المكان الصغير الذي يُنْشَأ في الأصل للراهب المتفرغ للعبادة. وغالبًا ما يبنى بطريقة خاصة يكون أعلاه محددًا كالمئذنة. وهو مكان العبادة الفردية للمسيحيين وغيرهم.
البِيََع: جمع بِيعَة، وهي الكنيسة، التي يجتمع فيها المسيحيون لأداء طقوسهم وعباداتهم.
صلوات: أماكن العبادة لليهود.
المساجد: مساجد المسلمين.
يُذْكر فيها اسم الله كثيرًا: اختلف المفسرون في المراد من الضمير في كملة (فيها)، فبعضهم أرجعه للمساجد، باعتبار قرب الكلمة من الضمير، ولأن المسلمين أكثر من غيرهم ارتيادًا للمسجد، فالمسيحيون مثلاً يرتادون الكنيسة كل يوم أحد فقط، بينما المسلمون يرتادون المسجد كل يوم خمس مرات. والبعض الآخر من المفسرين رجّح أن يكون الضمير عائدًا على كل أماكن العبادة، باعتبار أن هذه الأماكن يذكر فيها اسم الله كثيرًا بالمقارنة مع الأماكن الأخرى.
نقل الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام، في طريقه لصفين، لما وصل إلى المدائن طلب ماءً ليغتسل به، فدخل إلى مكان مهجور فإذا صور في الحائط، قال: كأن هذه كانت كنيسة؟ قالوا: نعم! كان يشرك فيها الله كثيرا. فقال عليه السلام: وكان يذكر الله فيها كثيرا. وأبى أن يغتسل فحولوا له إلى موضع آخر فأغتسل. (البغدادي: أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ج9 ص 213، دار الكتب العلمية - بيروت)
الإسلام يحترم أماكن العبادة:
هذه الآية الكريمة تدل على أن الإسلام يحترم أماكن العبادة لجميع الأديان، والثابت عندنا في الفقه الإسلامي أن الإسلام يحترم معابد أهل الذمة أتباع الديانات الأخرى، فلا تُمَسّ ولا يُتَعَرَّض لها بإساءة، رغم ما نعتقد به من أن هذه الديانات شابها التحريف، وأن الدين الحقيقي إنما هو الإسلام، يقول تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ﴾ (آل عمران: 84)، ويقول في آية أخرى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسْلاَمُ﴾ (آل عمران: 18). ولكن هذا لا يعني أن نعتدي على حقوق الآخرين ونسيء إلى معابدهم وأماكن عبادتهم.
وذلك لأسباب، أذكر منها سببين:
الأول: أن المعابد ترتبط بحق الإنسان في توجهه الروحي والديني، وما دام الله قد أعطى الحرية للإنسان في اختيار معتقده ودينه الذي يطمئن إليه ويريد اعتناقه كما تبين ذلك الآية الكريمة التي تقول: ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ (البقرة: 256) فمن مستلزمات ذلك حريته في التعبّد وأن لا تتعرّض أماكن تعبّده للخطر والاعتداء، فمن غير المنطقي أن يُعطى الإنسان الحرية في المعتقد ويُمنع بعد ذلك من ممارسة طقوسه وعباداته.
فاحترام أماكن العبادة لهذه الديانات إنما هو ناتج عن احترام إرادة الإنسان وحريته في قراره الديني.
الثاني: الحالة الدينية لها دور أخلاقي في حياة الإنسان، بغض النظر عن أحقية ذلك الدين، وخاصة الأديان السماوية، فالأديان السابقة كاليهودية والنصرانية شابها التحريف، ولكن أن يكون الإنسان مرتبطًا بدين ولديه معبد يتعبّد فيه فهذا أمر يساعد على تشذيب غرائز الإنسان وسلوكه، إذ أن من المفترض أن المتديّن المسيحي ـ مثلاً ـ أفضل من غير المتدين من الناحية الأخلاقية والسلوكية، لأن حالة التدين يفترض أن تنبهه إلى أن هناك قوة تسيطر على الكون، وأن هناك جزاءً وعقابًا، فغالب الأديان السماوية ـ مع تحريفها ـ إلا أنها تحتوي على تعاليم أخلاقية وسلوكية، ولهذا نجد في المجتمعات المتقدمة من يدعم النشاط الديني لمختلف الأديان، وذلك لأن التقارير والدراسات أثبتت أن النشاط الديني له دور في تقليل نسبة الجرائم والانحرافات والمفاسد في المجتمع، فالإنسان المرتبط بالحالة الدينية لا تسيطر الشهوات والرغبات والمادة على كل نفسه وتفكيره، فهناك حالة أخرى في نفسه تدفعه إلى الوقاية من المفاسد.
ولهذا فإن الإسلام يأمر بالمحافظة والاحترام لمعابد الديانات الأخرى، كما بينت ذلك الآية الكريمة حيث ذكرت إلى جانب المساجد أماكن العبادة في ديانتي اليهودية والنصرانية، وأشارت إلى أنها ـ جميعًا ـ يُذكر فيها اسم الله (بناء على القول الثاني في تفسير الآية).
كما أن الآية سياقُها سياقُ الاحترام، بمعنى أنها تقول: لولا التوازن الاجتماعي فإن الخطر قد يصيب حتى هذه الأماكن، مما يستبطن أن هذه الأماكن لها مكانة، ولذلك اعتبر التعرض لها بالهدم أعلى مظهر من مظاهر العدوان والظلم.
مسلسل الاعتداءات على المقدسات:
في الآونة الأخيرة واجهنا حالتين على صعيد الاعتداء على مقدساتنا: رموزنا الدينية وأماكن تعبدنا، أولاها حالة خارجية والأخرى داخلية.
أما الخارجية منهما فتمثلت فيما رأيناه من اعتداء على مقام الرسول حصلت من قبل بعض الصحف الدنماركية ثم انتقلت لبلدان أخرى.
إن الإساءة لرسولنا الكريم اعتداء على رمزنا الديني الأول، وعلى قائدنا وملهمنا وأغلى شيء عندنا في هذه الحياة.
وعندما رأى المسلمون الإساءة إلى نبيهم كان لابدّ أن يدافعوا عنه. فالآية الكريمة تقول: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ﴾، أي لا نراهن ـ كمسلمين ـ على أن يحترم الطرف الآخر مشاعرنا أو مقدساتنا إلا عندما يجد من يدفعه في هذا الاتجاه، وهذا الدفع ليس بالضرورة أن ينحصر في السلاح والقوّة العسكرية، وإنما وجود ضغوط مبتادلة ورادعة تمثل عملية التدافع.
وقد كان ردّ المسلمين على هذه الحادثة ردًّا بالغًا وواضحًا، فإن المسلمين في مختلف البلدان أعلنوا عن غضبهم وسخطهم على كافة المستويات: الإعلامية والجماهيرية والاقتصادية، فحصلت المظاهرات والبيانات والمقاطعة الاقتصادية التي عبرت بشكل واضح عن هذا الغضب.
وما حصل من بعض التجاوزات من حرق السفارات وردّات الفعل الانفعالية غير المنضبطة أخطاء يجب أن تدان، لأن الانفعال في هذا الموقف يفقدنا التأييد العام ويشوّه سمعتنا كأصحاب دين وكأمة.
وبشكل عام فإن الأمة أبرزت دفاعها عن أهم مقدساتها وهو الرسول وأعادت هذه الحالة للمسلمين هويتهم وتمسكهم بمبادئهم الإسلامية، لقد كانت هذه القضية وسيلة لبعث الحمية الدينية في نفوس المسلمين.
أما الحادثة الثانية فقد أتت في غمرة هذه الحالة فحصل ما هو أفظع، حيث قامت فئة مجرمة بالاعتداء على مقام الإمامين العسكريين في سامراء، هذا المقام المبارك والمقدس بوجود هذين الإمامين العظيمين فيه وما حول قبريهما من قبور الأولياء والصالحين، والقبة الشامخة التي تعلوه والتي مضى على وجودها مئات السنين، إنه مقام ما فتئ يرتاده المتعبّدون والضارعون إلى الله عزّ وجلّ، فهو مكان من أماكن العبادة التي يذكر فيها اسم الله كثيرًا.
ولكن فئة مجرمة، تخدم مصالح الأعداء، قامت بعدوانها الظالم والجبان ففجرت هذه القبّة المقدسة، الأمر الذي فجّر ـ بالتالي ـ مشاعر المؤمنين في كل مكان، ويجب أن يفجّر مشاعر المسلمين جميعًا.
وقد حصلت بعض ردود الفعل الانفعالية كما في القضية الأولى، فقام بعض المنفعلين في العراق بالاعتداء على بعض المساجد وحصلت بعض الأضرار، وهذا أمر مدان نهى عنه المراجع، فالمرجع السيد السيستاني أصدر بيانه من اليوم الأول وحرّم فيه الاعتداء على المساجد أو المؤسسات الدينية لأبناء المذاهب الإسلامية.
وهذه هي قيم الشرع ومبادئه، لأن الشرع يأمر باحترام هذه الأماكن المقدسة، ولأن المسجد ليست له هوية مذهبية، وفي فقهنا الإسلامي أن المساجد تتساوى في الأحكام الشرعية، فلا يجوز دخول المسجد للمجنب بغض النظر عن الهوية المذهبية للمصلين في المسجد، وكذلك الأمر بالنسبة لفضل الصلاة فيه.
وعلى المسلم أن يستشعر في نفسه قداسة المسجد بغض النظر عن مذهب أصحابه.
فقد سمع الإمام جعفر الصادق عليه السلام أحد أصحابه، يقول: إني لأكره الصلاة في مساجدهم(مساجد المخالفين)، فردّ عليه الإمام الصادق عليه السلام بقوله: «(لا تكره فما من مسجد بني إلا على قبر نبي أو وصي نبي قتل فأصاب تلك البقعة رشة من دمه، فأحب الله أن يذكر فيها، فأدِّ فيها الفريضة والنوافل)» (الحر العاملي: محمد بن الحسن/ تفصيل وسائل الشيعة/ حديث رقم 6396.)
إن ما حدث في سامرّاء كان المراد منه خلق فتنة طائفية بين السنة والشيعة في العراق، حيث تخطط هذه الجماعة لأن تهجم على مساجد الشيعة وفي مقابل ذلك تهجم جماعة أخرى من الشيعة على مساجد السنة، وتستمر دوّامة العنف وحرب المقدسات والعدوان المتبادل وتنفجر حالة الفتنة الطائفية في العراق وتنعكس على العالم الإسلامي كله.
فهذا ما يريده الأعداء ويساعدهم في تنفيذه أولئك المجرمون الحمقى الذين وجهوا للإسلام أسوأ الأضرار بنشاطهم الإرهابي في أنحاء العالم، فهم لا يستثنون بلدًا ولا يستثنون أحدًا، فهؤلاء الجماعة الذين يفجّرون ويقومون بعملياتهم في كل مكان، فيصلون إلى أمريكا وإسبانيا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية والأردن ومصر إلا إسرائيل فإنها في مأمن منهم، ألا يستطيعون أن يصلوها فعلاً أم أن هناك أمرًا آخر؟!
إنه سؤال يجب أن يطرح ويناقش ويحلّل. إن نشاطات هذه الحركة تخدم إسرائيل واليمين المتطرف في أمريكا، اللذَينِ استفادا منها في التسريع في احتلال الدول الإسلامية وبسط نفوذهما في المنطقة.
إن هذه الأعمال الأخيرة في سامرّاء هدفها زرع الفتنة وإيقاف العملية السياسية في العراق، ومنع قيام حكم تعددي جماهيري فيه.
والفتنة إذا ظهرت في العراق فإنها ستنتشر في كل المنطقة، وللأسف فإن النفوس مهيأة لتقبل هذه الفتنة والاستجابة لها، فغالب المناطق الإسلامية لا تخلو من تمييز طائفي، ومن تعبئة وتعبئة مضادّة، ومن مشاكل قائمة بين الأطياف وأتباع المذاهب المختلفة، وهذا هو الذي يخلق أرضية للفتنة ومناخًا لها، وهنا نكون جميعًا أمام امتحان صعب، علينا أن نعود فيه إلى العقل والقيم الدينية والتعاليم الإسلامية لا إلى حالات الغضب والانفعال، فمهما تألمنا لما أصاب مقدساتنا ومقامات أئمتنا فلن نكون أكثر تألمًا من مراجعنا الكرام الذين أمروا بضبط النفس وحسن التصرف قي مثل هذه المواقف.
إذ أنه لا يصح لأحد أن يسترسل مع العواطف والانفعالات غير المحسوبة، في العراق وخارجه. وما يهمنا الآن بالذات هو ما يحدث خارج العراق من ردّات فعل. فبالنسة لنا كمواطنين في بلدنا يجب علينا أن نعرب عن سخطنا وألمنا لما حصل، ولكن لا يصح أبدًا أن يتحوّل هذا الغضب والتألّم لمشكلة بيننا وبين من نعيش معهم من إخواننا المواطنين.
لأن السنة لا يتحمّلون هذه الجريمة، فمن قام بها مجرمون متطرّفون يرفضهم جميع العقلاء والواعين، ولا يصحّ أن ننقل هذه الصراعات إلى مناطقنا.
وقد وجدنا في مختلف أنحاء العالم الإسلامي إدانة وشجبًا واستنكارًا لما حصل، ذلك لأن الأئمة من أهل البيت موضع احترام من جميع المسلمين، ثمّ إن الجميع يدرك فداحة وخطورة الاعتداء على هذه الأماكن ، وقد بادر الواعون والمسئولون في هذا البلد بإدانته والإعلان عن مشاركتهم لنا الألم والشعور بالأسى، ولهذا علينا أن نكون حكماء ومتعقلين في ما نقوم به إزاء هذا الحادث الأليم.
وقد أبدى أبناء مجتمعنا ـ والحمد لله ـ حسن تصرّف عقب الحادث المؤلم رغم فداحته وشدة وقعه على النفوس.
نسأل الله تعالى أن ينقذ الأمة من الفتن وأن يرد كيد الأعداء إلى نحورهم، وأن يوفق لنهج الوعي والوحدة والوئام.