|
|
كسائر المجتمعات البشرية، تعيش الشعوب الإسلامية حالة من التنوع في الاتجاهات والانتماءات الدينية والقومية والسياسية.
ولأن حالة من الشك والارتياب تسود أجواءنا تجاه بعضنا البعض فإن ذلك يدعو كل طرف إلى الحذر من الآخر، أو الاستعداد لمواجهته، والعمل على إضعافه، مما يحول بيننا وبين التعاون الجاد والمخلص، بل ويوجه طاقاتنا نحو الهدم. الأمر الذي يضعفنا ويشرذم مجتمعاتنا ويجعلنا طعمة للناهبين.
بينما يجب أن تتجه معركتنا الحقيقية إلى ميدان التنمية، وتجاوز الفارق بيننا وبين من سبقونا في ذلك الميدان.
وأول خطوة تضعنا على طريق التنمية والتقدم هي امتلاك إرادة التعايش وأن يعترف بعضنا ببعض، ويحترمه، ويقر بشراكته ودوره.
يعالج الكتاب حالة التنوع كظاهرة كونية وأنها هي التي أفرزت حالة التنوع العرقي، واللساني، والديني، وأنها كحالة تظهر القدرة والحكمة الإلهية، ولا يمكن تجاوزها، وإنما ينبغي التعارف بين أطرافها جميعًا، والتنافس الإيجابي بتقوية الذات ودون الإضرار بالآخرين.
كما يعالج الكتاب ـ أيضًا ـ تنوع المذاهب الإسلامية، حيث تنوعت المدارس الفكرية والمذاهب الفقهية، ومدارس الحديث، وعلم الكلام.
وقد قدم للكتاب في هذه الطبعة الدكتور محمد عبده يماني.
- الطبعة الأولى: 1418ﻫ ـ 1997م، دار الصفوة، بيروت ـ لبنان، تحت عنوان: التنوع والتعايش .. مدخل لتأسيس الشراكة للبناء الحضاري، ضمن سلسلة آفاق البناء الحضاري (3) الصادرة عن منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث بقبرص.
- الطبعة الثانية: 1420ﻫ ـ 1999م، دار الساقي، لندن ـ بريطانيا.
- الطبعة الثالثة: 2004 م، دار التآخي، دمشق ـ سوريا، قدم لهذه الطبعة الدكتور الشيخ محمود عكام المحاضر في كليتي التربية والحقوق وخطيب جامع التوحيد الكبير في حلب.