العلامة العسكري وهمّ الوحدة الإسلامية
هناك من يقرأ العلامة العسكري قراءة مذهبية ضيقة، دون افق الاهتمامات الإسلامية الكبرى، والتطلع لوحدة الأمة.
وتستند هذه القراءة السطحية إلى عناوين كتبه، ونوعية المواضيع التي تناولتها بحوثه، وربما اعتبره بعض الشيعة المشككين في جدوى السعي للوحدة والتقريب، انموذجاً للعالم الشيعي المدافع عن المذهب والطائفة، والذي لا يضيع جهده لاهثاً خلف سراب الوحدة والتقريب.
كما أن بعض السنة المتشددين ينظرون إليه كشخصية خطيرة، خدمت ما يطلقون عليه التبشير المذهبي الشيعي، وأثّرت بعمق في مجال اختراق الاوساط السنّية. لذلك يحذّرون اتباعهم من قرائة كتاباته وبحوثه، ويحاربون انتشارها.
لكن من يقرأ العلامة العسكري، في سيرته وافكاره، قراءة موضوعية شاملة، ومن يقترب إلى شخصيته، ويدرس توجهاته، يرى بوضوح عمق التزامه بقضية وحدة الأمة الإسلامية، وشديد اهتمامه بالتقارب بين أبنائها سنة وشيعة.
ويمكننا ان نشير إلى بعض المنطلقات والعوامل التي أسهمت في صنع توجه الوحدوي، واهتمامه بقضية التقارب بين المذاهب الإسلامية.
أولاً: ظروف البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها، فهو ولد رحمه الله سنة 1332هـ - 1911م في مدينة سامراء حيث مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام، وسكانها من أهل السنة، أقامت فيها بعض العوائل الشيعية، واتخذها المرجع الميرزا محمد حسن الشيرازي رحمه الله صاحب ثورة التنباك المشهورة، مقراًُ لإقامته وحوزته العلمية بضع سنوات.
وكان وضع المدينة يفرض جواً من التعايش المذهبي، الذي قد تتخلله بعض المشاحنات والاحتكاكات القليلة المحدودة، فمقام الإمامين العسكريين عليهما السلام مصدر خير وبركة لأهالي المدينة من أبناء السنة، حيث يقصده الزوار الشيعة من مختلف انحاء العالم ومناطق العراق طوال العام، مما يشكل لهم مورد دخل اقتصادي، وانفتاح اجتماعي ثقافي. وكان سدنة المقام وقرّاء الزيارة للزائرين الشيعة هم من أبناء المدينة من أهل السنة.
ومن يتواجد في سامراء من علماء الشيعة كان حريصاً على التواصل مع أهاليها، والاحسان إليهم، واحترام شخصياتهم وزعمائهم، والبر بفقرائهم وضعفائهم.
وكان المقيمون الشيعة في سامراء يمارسون شعائرهم المذهبية بحرية تامة، وفي جو من الانسجام والوئام.
وقد عاش العلامة العسكري في هذه الاجواء قرابة أربعة عقود من حياته.
ثم انتقل إلى بغداد عاصمة الدولة العراقية، وعاش ضمن مجتمعها المتنوع دينياً ومذهبياً، مما اتاح له فرصة التواصل مع علماء السنة وزعاماتهم، وخاصة حينما أصبح ممثلاً للمرجعية الدينية الإمام الحكيم رحمه الله في بغداد، وكان جسر اتصال بين المرجعية وبين القيادات الدينية والسياسية.
هذا التواصل والانفتاح الاجتماعي الذي عاشه السيد العسكري لأكثر من نصف قرن في حياته، كان له الاثر البالغ في صنع مشاعره الوحدوية، وتعميق روح الإخوة الإسلامية في نفسه، وتعزيز منحى التقارب في فكره وثقافته.
وقد أشار رحمه الله في مقابلة له مع نشرية علوم الحديث إلى أنه من خلال وجوده في سامراء، وبفعل معايشة الشيعة للسنة فيها، جعلته يرغب في كتابة سيرة للنبي ، مستخلصة من الأحاديث الصحيحة من مصادر المدرستين، ليجعلها سبباً وعاملاً لتقوية اواصر الوحدة الإسلامية هناك.
ثانياً: طبيعة الوعي الحركي الرسالي الذي توفر عليه، فهو لم يكن عالم دين تقليدياً، تنحصر اهتماماته في الادوار المألوفة للعلماء آنذاك، بل كان يحمل وعياً سياسياً حضارياً، ادرك به بؤس واقع الأمة بشكل عام، وواقع الشعب العراقي بشكل خاص، وامتلك ارادة العمل والتحرك من اجل الاصلاح والتغيير، متطلعاً إلى إقامة حكم الإسلام المنقذ، فكان من أوائل العلماء الداعين والعاملين من أجل إقامة الحكومة الإسلامية في العراق، وأسس بمعيّة علماء آخرين حزب الدعوة الإسلامية لتحقيق هذا الغرض.
إن طبيعة هذا الوعي الحركي الرسالي يرتقي بصاحبه من هم الطائفة إلى هموم الأمة، ومن قضية المذهب إلى قضايا الإسلام الكبرى، وخاصة لمن انتهل من مدرسة أهل البيت عليهم السلام، فذلك هو جوهر مذهبهم، واولوية حياتهم، ومحور سيرتهم.
وهذا ما نراه جلياً واضحاً في فكر السيد العسكري وسيرته، فمن أوائل المشاريع العلمية التي فكر فيها، مشروع كان عنوانه «لواء الوحدة الإسلامية» يقول عنه: «عندما كنت أدرس الفقه الاستدلالي بمسقط رأسي سامراء بلد العسكري لاحظت أن الادلة في بحوثنا الفقهية هي روايات الأحاديث ولا يستدل بسير الرسول في استنباط المسائل الفقهية، ودفعني ذلك للقيام بتأليف كتاب في سيرة الرسول الأكرم يستدل بها في استنباط الأحكام إلى جنب روايات الحديث. وفي هذا الصدد عزمت على جمع روايات السيرة من كتب عامة المسلمين، لأن الخلاف وقع بعد عصر الرسول الأكرم ونويت أن أسمي بحوثي (لواء الوحدة الإسلامية) ثم بدأ لي أن أتوسع في البحث وأكتب عصور الإسلام، كالآتي:
أ- الإسلام في مكة (من البعثة إلى الهجرة)
ب- الإسلام في المدينة (من هجرة الرسول إليها إلى هجرة الإمام علي عنها)
ج- الإسلام في العراق (مدّة حكم الإمام علي في الكوفة وهكذا إلى عصر العباسيين).
وبدأت بالتفتيش، وكان اسلوبي في الرجوع إلى المصادر أخذ الرواية من الأقدم زماناً فالأقدم. وكنت أرى أن الرواية – مثلاً – في مسند الطيالسي (المتوفى: 204هـ) أقرب إلى الصحة من الرواية في مسند أحمد (المتوفى: 241هـ) والرواية فيهما – أن اختلفت الألفاظ – وما في مسند أحمد أصح مما في سنن الدارمي (المتوفى: 255هـ) وكذلك الأمر في غيرها».
ثالثاً: الانفتاح العلمي والثقافي، خلافاً للسائد في الحوزات العلمية، من اقتصار طالب العلم على دراسة علوم اللغة والمنطق والفقه والأصول، وعدم الاهتمام بدراسة التفسير والتاريخ والثقافة العامة. فان السيد العسكري اهتم باكراً بدراسة معارف الإسلام في مختلف الأبعاد، وهو يذكر في جزء من مذكراته، أنه حينما قصد الحوزة العلمية في قم بين عام 1350هـ إلى 1353هـ، ورأى أن الدراسة فيها مقتصرة على الفقه والأصول، تحرك لتشكيل درس في التفسير على يد الميرزا خليل كمره أي، في المدرسة الفيضية، ضمن أيام الدراسة الحوزوية، لا في أيام التعطيل، وكان من المشاركين معه في حضور الدرس آية الله السيد محمود الطالقاني وآية الله الشهيد الصدوقي، والسيد عبد الرضا الصدر، حيث وصل مجموع المشاركين إلى تسعة أو عشرة طلاب، وسط استغراب من بقية الطلبة، واعتراض من إدارة المدرسة أدّى فيما بعد إلى توقف الدرس.
ومن يقرأ مؤلفات السيد العسكري يرى سعة اطلاعه على كتب الحديث ومصادره الإسلامية عند السنة والشيعة، بل يرى قدرته العلمية النافذة في معرفة رجال الحديث، وسير المحدثين، وكذلك سعة أفقه العلمي في مجال التاريخ، فهو مجتهد صاحب رأي، ومحقق بارع في اقتناص الحقائق، وتسليط الأضواء على الثغرات.
كما انه اهتم بدراسة العهدين (التوراة والانجيل) واستشهد ببعض الفقرات منهما في بحوثه، إضافة إلى مواكبته الثقافية الفكرية، للابحاث والكتابات المعاصرة، فقد استوعب ادبيات الحركات الإسلامية كحزب التحرير والاخوان المسلمين، وقرأ مؤلفات المودودي والندوي، وناقش الدكتور علي الوردي والدكتور علي شريعتي في بعض آرائهما وافكارهما.
هذا الانفتاح العلمي الثقافي زوده برؤية موضوعية، وقدرة على تقويم الآراء والافكار، وادراك لمواقع الخلاف واسباب الاختلاف بين مذاهب الأمة وأبناءها، مما دفعه لتبني قضية الوحدة والتقارب، عبر منهجية علمية سليمة تتجاوز الشعارات والمجاملات.
حين يدعو القرآن الكريم أبناء المجتمعات البشرية على اختلاف انتماءاتهم إلى التعارف بقوله تعالى: ﴿وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا﴾ انما يهدف إلى توفير أرضية التقارب والتعايش فيما بينهم، لأن جهل كل طرف بالآخر، يتيح المجال لسوء الظنون، وللانطباعات والتصورات المغلوطة. «فالناس اعداء ما جهلوا» كما يقول الإمام علي .
ويمكن القول بجزم ويقين أن نسبة كبيرة من مشاكل الاختلاف والنزاع بين اتباع المذاهب الإسلامية، ناشئة من التباعد والقطيعة، وعدم معرفة كل طرف للآخر على حقيقته، وعدم الاطلاع على دلائله ومستنداته في آرائه ومواقفه.
وقد اصاب الإمام شرف الدين رحمه الله كبد الحقيقة حينما قال: المسلمون إذا تعارفوا تآلفوا.
فهناك تراث مليء بالالغام والمتفجرات عند السنة والشيعة، وخلفهم تاريخ حافل بالصراع والجدل، وأمامهم عدو خطر يريد إشغالهم بأنفسهم لمنعهم من التوحد لمواجهته، وفي أوساطهم مغفلون وحمقى يضرون بدينهم وأمتهم، بدعوى الانتصار لمذاهبهم وطوائفهم، كمن يسعى لاغراق السفينة التي يركبها مع آخرين، انتقاماً منهم.
في هذه الاجواء الخطيرة الصاخبة تظهر أهمية التعارف بين المذاهب الإسلامية، بأن يعرّف كل طرف مذهبه ومسلكه بمنهجية علمية، وطرح موضوعي، ولغة هادئة مؤدبة.
وهذا ما تصدى له العلامة العسكري وبرع فيه، رأى بأن الغاماً خطيرة زرعت في تراث هذه الأمة، لا تزال تحدث انفجارات متوالية من الخلاف والتمزق، فاتجه لتفكيك تلك الالغام وتعطيل مفعولها، لوضع حدٍ لأجواء التضليل والتزوير، حتى يرى المسلمون بعضهم بعضا رؤية صحيحة دون غبار أو تشويش.
وكان من أوائل وأخطر تلك الألغام التي اكتشفها العلامة العسكري بثاقب نظره ونور بصيرته، هي ذلك الاتهام الظالم البشع الذي ألصق بمذهب الشيعة، بنسبة إنشاءه وتأسيسه لشخصية قالوا إنها من اصل يهودي واطلقوا عليها اسم عبد الله بن سبأ.
ولا شك أن هذا الاتهام الخطير يتوجه لنسف اصل المذهب، والتشكيك في شرعيته وأصالته. ولأن بذور هذا الاتهام قد غرست في عمق التاريخ الإسلامي، ومنذ أوائل القرن الثاني للهجرة، على يد وضاع مفتر هو سيف بن عمر التميمي في كتابيه «الفتوح والردة» و«الجمل ومسير عائشة وعلي» ثم اخذ عنه كبار المؤرخين كالطبري ومنه اخذ ابن الاثير، ثم ابن عساكر ثم ابن كثير وغيرهم.
فقد نمت تلك البذرة المسمومة، واصبح لذلك الاتهام الظالم مستند في مهمات مصادر التاريخ الإسلامي.
ورغم ان علماء الشيعة واجهوا تلك التهمة وفنّدوها، بالتبروء من ابن سبأ، وانكار صلة المذهب به، إلا أنهم لم يتوجهوا لاقتلاع تلك البذرة، ونزع ذلك اللغم الخطير من تراث المسلمين.
بل إن في مصادر الشيعة وكتبهم ما استفاد منه المناوئون في الابقاء على بذرة ذلك الاتهام الخطير، حيث توجد فيها روايات تؤكد وجود عبد الله بن سبأ، ودوره في تأسيس الغلو والتأليه للإمام علي .
وكأن تلك المهمة كانت مدخرة لفارس البحث والتحقيق العلامة العسكري، والذي قادته فطنته لتتبع اصل تلك الفرية ومنبعها، فاكتشف ان سيف بن عمر التميمي هو الذي إنفرد بالحديث عن عبد الله بن سبأ، ودوره المزعوم، مما دفعه لتسليط الأضواء على حقيقة هذا الراوي وطبيعة توجهاته، ليتضح أنه وضاع مفترى بشهادة أعلام الحديث من أهل السنة، حيث قال فيه يحي بن معين (ت 233هـ): «ضعيف الحديث فلس خير منه» وقال النسائي (ت 303هـ): «ضعيف متروك الحديث ليس بثقة ولا مأمون».
وقال أبو داود (ت 316هـ): «ليس بشيء كذاب» وقال الحاكم (ت 405هـ): «متروك إتهم بالزندقة».
وبمزيد من البحث والتتبع توفرت للسيد العسكري قناعة راسخة بأن عبد الله بن سبأ شخصية موهومة مختلقة، لا وجود لها في واقع الحياة والتاريخ، وأصدر نتائج بحثه الذي اعتبر إبداعاً في منهجية البحث التاريخي، ودراسة الرواة، بعنوان «عبد الله بن سبأ واساطير أخرى» سنة 1375هـ - 1955م. واثار موجة من الاهتمام وترك اصداءً كبيرة في ساحة البحث الإسلامي.
ثم اتبعه بدراسة قيمة أخرى تثبت ان ابن سبأ لم يكن المولود الوحيد لخيال سيف بن عمر وإنما هناك أكثر من اسم مائة وخمسين صحابياً لا وجود لهم في واقع الحياة والتاريخ، وطبعت تلك الدراسة تحت عنوان «مائة وخمسون صحابيٍ مختلقٍ».
وتوالت بحوث العلامة العسكري، وفي طليعتها «معالم المدرستين» و«القرآن وروايات المدرستين» و«عقائد الإسلام في القرآن الكريم» لتشكل مشروعاً علمياً هو من أعمق وأكمل مشاريع البحوث حول القضية المذهبية في الأمة.
لم تعد الفتنة الطائفية مجرد مخاوف محتملة الوقوع، وليست خطراً محدوداً يمكن تحمّل خسائره واضراره، ومحاصرته ضمن رقعة معينة.
بل اصبحت الطائفية بلاءً محدقاً بكل بلاد المسلمين، وجحيماً مفتوحاً على مختلف المجتمعات الإسلامية.
إن قوى الاستكبار العالمي والصهاينة المعتدين يجدون في هذه الفتنة خير كابح لنهضة الأمة، وتسارع حركة شعوبها نحو الحرية والاستقلال والتقدم. لذلك يوقدون نارها ويؤججون اوارها.
كما أن الإرادات السياسية المشبوهة داخل الأمة تستفيد من الفتنة الطائفية لاطالة عمر انظمة الاستبداد والجور.
ومع الاسف الشديد فان قسماً من علماء الأمة وفئاتها الدينية تصب الزيت على نار هذه الفتنة بدافع الغفلة أو التعصب المذهبي، أو الارتباط المصلحي بمخططات الاعداء.
وإذ نحتفي اليوم بذكرى العلامة العسكري كأحد رواد الحركة الإسلامية ونهضة الأمة، يهمني التأكيد على النقاط التالية:
أولاً: ضرورة نشر الوعي باخطار الفتنة الطائفية، حتى لا تنخدع جماهير الأمة بأوهام الانتصارات المذهبية، فقد قال الإمام علي : «ما ظفر من ظفر الاثم به» وقال : «إنه لم يصب أحد بفرقة خيراً» وقبل ذلك قول الله تعالى: ﴿ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم﴾.
اننا بحاجة إلى الكثير من الحكمة وضبط الاعصاب، حتى لا نقع في ردّات الفعل الغاضبة غير المدروسة على هذا التصريح أو ذاك، وعلى هذه الممارسة أو تلك، فذلك هو ما يريده الاعداء، ويسعى إليه الحمقى والمغفلون والمشبوهون في داخل الأمة.
انهم يريدون ايقاع الهزيمة واليأس في نفوس دعاة الوحدة والتقريب، ليتخلوا عن هذا الهدف المقدس، وليتراجعوا عن القيام بهذه الوظيفة الشرعية العظيمة.
ثانياً: تكثيف التواصل والتعارف بين أبناء المذاهب، وخاصة العلماء والمثقفين، ومتابعة جهود العلامة العسكري في التعريف بمدرسة أهل البيت ، وعرض مذهبهم ومنهجهم بطريقة علمية، بعيدة عن الاثارة والتجريح والسب والشتم.
ثالثاً: تعميق وتطوير الدراسات العقدية والتاريخية، لتجديد ابحاثها، والخروج بها من اطار الجدليات القديمة، والبحث بدقة وشجاعة في التراث الإسلامي، لاكتشاف نقاط الضعف، ومواقع التزوير والدّس، ومنابع إثارة الفتنة والخلاف في كتب ومصادر جميع المذاهب، بعيداً عن التزكية المطلقة للذات، والدفاع التبريري عن كل ما في التراث.
رحم الله العلامة العسكري ورفع مقامه، وحمى الله الأمة من شر الفتن، وكيد الاعداء، واثاب الجهة المنظمة لهذا المؤتمر خير الجزاء.
والحمد لله رب العالمين.