الشيخ حسن الصفار لـ «الشرق» : «شركاء في الوطن» همزة وصل بين القيادة والشعب
أجرت مجلة الشرق السعودية الأسبوعية في عددها (1207) بتاريخ 6-12 مارس 2004م الموافق 15-21 محرم 1425هـ حوراً مع سماحة الشيخ حسن الصفار هذا نصه:
أفرز الحوار الذي شهدته المملكة مؤخراً وتفاعل معه كامل الوطن من أقصاه إلى أقصاه جملة من الأفكار في جو متسامح وصريح وأبرز العديد من القضايا الهامة التي تمثل جوهر التعايش السلمي والاستئناس بأفكار الرأي الآخر. وكانت أهمية ذلك الحدث في مشاركة جميع أشكال الطيف التي يتكون منها هذا الوطن الأغر.
لقد أراد سمو ولي العهد عبر إطلاقه الحوار الوطني غرسة نبتة الخير والصلاح والألفة والتقارب في نفوس أبناء الوطن الغالي لتزول كل الشوائب العالقة في ذهن كل طرف حتى تصبح المواطنة شجرة يستظل بها كل أبناء الوطن.
الشيخ حسن الصفار كان من الشخصيات المشاركة في الحوار الوطني ونلتقيه هنا لإلقاء الضوء على بعض القضايا المثارة..
بتاريخ 1/5/2003م تم توقيع عريضة رفعت لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله وأصحاب السمو الأمراء المعنيين بالأمر، تحت عنوان «شركاء في الوطن» هل لك أن تحدثنا عن هذه العريضة؟
الرسالة التي قدمت لسمو ولي العهد حفظه الله تحت عنوان «شركاء في الوطن» جاءت انطلاقاً من أهمية تفعيل التواصل بين المواطنين وقيادة البلاد، فإذا وجد المواطن أن هناك مشكلة تستدعي المعالجة والحل، فواجب المسؤولية يفرض عليه أن لا يأخذ موقف المتفرج على المشكلة، والتي قد يضر بقاؤها بمصلحة الوطن، بل عليه أن يرفع الموضوع إلى المسؤولين ويقدم وجهة نظره إلى سمو ولي العهد.
ما هي العقبات التي واجهتكم أثناء صياغة العريضة؟
لا يبدوا لي أن المبادرين لتقديم العريضة قد واجهوا صعوبات، لأنها كانت تعبر عن هموم شريحة من المواطنين، كما تؤكد الولاء للوطن، وتقدم النصيحة لولاة الأمر، بلغة مؤدبة واضحة لا لبس فيها، وبالتالي الاستجابة والتفاعل معها متوفرة دون مشقة.
هل المشاركون في مؤتمر الحوار الوطني يمثلون طموحات الهدف من إنشاء فكرة الحوار الوطني؟
المشاركون في مؤتمر الحور هم نخبة واعية من أبناء الشعب يمثلون مختلف الاتجاهات والمذاهب، ومن مختلف مناطق المملكة وكفاءتهم متنوعة فيهم علماء دين ورجال أعمال وأساتذة جامعات، وأكاديميون ومثقفون وإعلاميون، محامون..
هناك وسائل إعلام خارجية أخذت على عاتقها التشويش على الإصلاحات السعودية ومن ضمنها الحوار الوطني ما موقفكم من هذا؟ وما هي الرسالة التي توجهها لهم؟
دور التشويه الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام الخارجية على ما يتحقق من إيجابيات في المملكة أمر طبيعي تواجهه كل الدول والأنظمة، خاصة ونحن نعيش لحظة صراع قاسية، بعد الحادي عشر من سبتمبر، واستهداف بعض الدوائر الامريكية المتحالفة مع الصهيونية لكل ما يرتبط بالإسلام والأمة الإسلامية.
إن هناك تشويها لديننا وحضارتنا، وتجرأ البعض على قدسية نبينا محمد ، كما ألصقوا بالإسلام أسوأ الصفات مما هو براء منه.
وعلينا ان لا نتأثر بهذه الضغوط بل نمضي قدماً في إصلاح أمورنا وتوحيد صفوفنا.
المدينة المنورة ستستضيف الحوار القادم، ما هي أبرز المحاور التي يتضمنها الحوار؟ وهل سيتضمن عرض ما تم تنفيذه من القرارات التي صيغت في الحوار الثاني؟
لم يتحدد بعد موضوع الحوار للقاء الثالث والذي يعقد في المدينة المنورة إن شاء الله ولكن هناك أربعة مواضيع مقترحة قد تختار إدارة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني واحداً منها وهي:
• المشاركة الشعبية السياسية.
• التعليم.
• دور المرأة وحقوقها.
• الصلة بين الحاكم والمحكوم.
هل الأفكار التي تم طرحها في الحوار ستبقى محصورة داخل أسوار الحوار الوطني أم ستنفذ على أرض الواقع؟
لا توجد آلية لمتابعة التوصيات التي تصدر عن اللقاء وهذه نقطة ضعف نرجو أن تعالج حتى تكون للقاء مصداقيته وتحصل الثقة بالفائدة منه، أما إذا صار شبيهاً بالكثير من المؤتمرات واللقاءات في العالم العربي والإسلامي والتي تبقى توصياتها حبراً على ورق فإنه يفقد الثقة والمصداقية وتخيب الآمال والتطلعات المعقودة عليه لا سمح الله.
ما دور المرآة في الحوار الوطني ؟ وهل تباركون هذه الخطوة؟
كان من ميزات اللقاء الثاني وإيجابياته الكبيرة مشاركة المرأة فيه، حيث شاركتنا عشر شخصيات نسائية من مناطق مختلفة من المملكة. وكانت مشاركتهن رسالة واضحة بضرورة إسهام المرأة في نهضة المجتمع وعدم صحة تهميشها أو تجاهلها وهي تمثل نصف المجتمع، وتساوي الرجل في مواهبها وطاقتها كما ورد عن رسول الله : «النساء شقائق الرجال».
كما تشارك الرجل في المسئولية الاجتماعية العامة يقول تعالى: ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ﴾.
وكانت للأخوات المشاركات مداخلات تضمنت آراء ناضجة، ونأمل ان تتخذ المزيد من الخطوات لتنمية دور المرأة الأجتماعي.
سماحة الشيخ تلقيت دعوة للمشاركة في المؤتمر الإسلامي العالمي الذي عقد في طهران العاصمة الإيرانية تحت عنوان «العالم الإسلامي» التحديات والفرص» هل لك ان تحدثنا عن هذه المشاركة؟
المؤتمر الذي انعقد في طهران الجمورية الإسلامية الإيرانية بتاريخ 22-23 ديسمبر من عام 2003م تحت عنوان «التحديات والفرص» كان فرصة طيبة للالتقاء بنخبة واعية من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي والاستماع على آرائهم وهمومهم، وقد تناول قضايا هامة تتعلق بما تواجهه الأمة الإسلامية من أخطار وتحديات.
وكانت مشاركتي بورقة تتناول تحدي الاستقرار السياسي والاجتماعي استعرضت فيها حالة الاضطراب التي تعيشها الأمة في العلاقة بين الدول الإسلامية. وفيما بين الحكومات والشعوب، وبين القوى الاجتماعية من مذاهب وقوميات وأحزاب وتيارات.
أشرت إلى أن هذا الاضطراب يعوق حركة التنمية والبناء.. ويشغل الأمة بمشاكلها الداخلية. ويستهلك جهدها وإمكانيتها في الصراعات والنزاعات. كا تعطي الفرصة لنفوذ الأعداء وهمينتهم.
وقدمت رؤية لمواجهة هذه التحديات عبر النقاط التالية:
• ضرورة مبادرة الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي بالإصلاح السياسي بما يتضمن توسع المشاركة الشعبية. واعتماد نهج الديمقراطية. وإقرار الحريات المشروعة.
• الحاجة إلى تنمية حوارات ثقافية ترتكز على احترام حقوق الإنسان وقبول التعددية والرأي الآخر واجتناب أساليب العنف.
• قيام مؤسسات أهلية تتبنى الدعوة إلى السلم الاجتماعي والتقريب بين مختلف فئات الأمة وأطرافها.
• خلق رأي عام جماهيري في الأمة لتفعيل الأطر الجامعة للدول الإسلامية كمنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وأمثالها. حتى تتجاوز واقع الشكليات والمظاهر وتعمل من أجل توحيد قوى الأمة في مواجهة التحديات.
في المؤتمر العالم الإسلامي تمت مناقشة محور يتضمن تحدي الاستقرار السياسي والاجتماعي مستعرضاً حالة الاضطراب التي تعيشها الأمة بسبب التعددية. هل لك أن تحدثنا عن تأثير التعددية في الاستقرار السياسي؟
التعددية ليس لها تأثير سلبي على الاستقرار الاجتماعي أو السياسي، إلا إذا صاحبها خلل في أحد جوانبها أو حدث هناك تمايز أو من خلالها.