مغرضون يحمّلون الشيعة وزر تصرفات فردية
المطلوب في المرحلة الراهنة رفع الغطاء السياسي عن مثيري الفتن الطائفية وإدانتهم وتجريمهم ورفض تحميل الطائفة الشيعية مسؤولية تصرفات أفراد «لا يمثلون موقعا ولا ينتمون إلى جهة مسؤولة»، إذ إن هناك جهات خارجية وداخلية تعمل على إشغال المسلمين بالصراعات والخلافات خدمة لمصالحها وأجندتها السياسية، وبعضها مازال يثير موضوع هذه التصريحات السيئة لإدامة تفعيل آثارها السلبية في الساحة وتطالب القيادات الشيعية بإدانتها»،أما كلام النائب بهاء الأعرجي «فانه مرفوض ومدان في مضمونه وتوقيته، ومن الطبيعي أن يثير حالة امتعاض واحتجاج خاصة في الساحة العراقية المثخنة بالجراح الطائفية.
وحيال مواقف البعض فإننا نشيد بإدانة مجلس الوزراء العراقي لتلك التصريحات وتراجع الأعرجي نفسه عن تصريحاته في اليوم التالي مباشرة حيث صرح للصحافة قائلا: «أنا لم اتجرأ ولم أتكلم بأي صيغة تسيء إلى سيدنا أبي بكر وإذا سمحوا هم بذلك فأنا لن أسمح لنفسي به»، كما ذكر بأنه قدم طلبا لهيئة المساءلة والعدالة للتدقيق في أقواله واتخاذ الاجراءات القانونية ضده إذا ثبتت صحة الاتهامات الموجهة إليه.
ومن جهتي فقد بادرت لإجراء اتصالات بمكاتب المراجع والجهات الدينية في العراق طالبتهم فيها باتخاذ الموقف اللازم والاجراءات المطلوبة لوأد الفتنة فأكدوا متابعتهم للموضوع وتحركهم لتطويقه.
ولا شك أن مسارعة الشخص نفسه للتراجع والتبرؤ من الاساءة ثم وصفه للخليفة أبي بكر بعبارات لائقة جميلة كانت موقفا إيجابيا مساعدا على تهدئة النفوس ونزع فتيل الفتنة، كما أن إدانة الجهات العراقية الرسمية أزالت أي شعور بالتواطؤ والانحياز، ووضعت القضية في حجمها كتصرف فردي يتحمل صاحبها تبعة كلامه، لكنني اعتبر ان قضية النائب الأعرجي يجب أن تكون درسا يجب الاستفادة منه لوأد أي فتنة طائفية، كما نوهت في مقالة بعنوان «درس من العراق في وأد الفتنة».
لكن الطلب الملح في هذا السياق يتمثل برفع الغطاء السياسي عن أي مثير للفتنة بإدانته وتجريمه، وأن يتحرك الواعون من كل طائفة لنصح من يصدر منه قول أو موقف مثير للفتنة حتى يتراجع عن ذلك، والحرص في الوقت عينه من الوقوع في فخ الاصطفاف الفئوي بالدفاع عن الخطأ حتى يظل في دائرته الضيقة.
كما أنبه إلى ضرورة تفعيل مبدأ المساواة وحاكمية القانون وتجريم أي إساءة أو إثارة للنعرات والعصبيات ونشر ثقافة الحوار والتسامح على الصعيد الوطني والاسلامي.
وهناك بعض الجهات والمواقع الالكترونية التي تتداول التصريحات «السيئة والبذيئة» للسيد مجتبى الشيرازي تحت عنوان أنه مرجع شيعي إيراني رغم أنها تصريحات لا تستحق الوقوف عندها ولا الرد عليها، لأنها تسعى إلى عنوان تضليلي تعطيه تلك الجهات للشيرازي كأحد مراجع الشيعة مع أنه «ليس مرجعا ولا يدعي المرجعية وهو هارب من إيران ولاجئ مقيم في بريطانيا ويكفّر حتى مراجع وعلماء الشيعة، كالخوئي والخميني والخامنئي والمنتظري وبهجت وغيرهم»، لذا فهو «لا يمثل إلا نفسه، ولا موقعية ولا تأثير له على الساحة الشيعية لكن بعض الجهات المغرضة تتعمد التضليل لإثارة الفتنة».