المعوقون.. بالمفهوم الإسلامي
الايمان والرضا بالقضاء والقدر عقيدة الانسان المؤمن الذي يؤمن بأن للكون إلها خالقا حكيما، وان كل ما يجري في الكون من خير الامور وشرها هي من تقديره عز وجل لحكمة ما.
انطلاقا من هذه العقيدة فان الانسان يقبل بقدره مهما كان، والذي من مظاهره الاعاقات. والاعاقات قد تكون جسيمة كفقد العين. او عقلية كصعوبة الفهم. او نفسية كالوسواس القهري. وكلها اما ان تكون وراثية، او بسبب حادث ما كالحروب. فحينما يبتلى الانسان بها فماذا يصنع؟
وينبغي على الانسان المبتلى ان ينطلق من عقيدته الايمانية التي تؤكد حكمة الله فيما وقع، فيرضى، ويسلم بذلك.
وفي الماضي كانت بعض المجتمعات تتخلص من المعاق، ولاحقا صاروا يعزلونه، وفي بعض المجتمعات يحتقرونه، حتى بعض الاسر تخفي معاقها خجلا! الان ومع تطور العلم والثقافة صار الاهتمام بالمعاقين اكثر، فبالاضافة الى النظرة الحانية عليهم، صاروا يدمجونهم في المجتمع كالمدارس العامة، ولهم قوانين ونظم خاصة، واهتمام بطاقاتهم. واصبحت اوضاعهم تدرس وتبحث وذلك لكثرة المعاقين في العالم، ففي العالم العربي هناك عشرون مليون معاق، وفي الصين وحدها ثمانون مليون معاق.
والمعاقون بشر مثلنا والدين يدعونا للاهتمام بهم، ورد عن رسول الله : «لا تديموا النظر لاهل البلاء والمجذومين لان ذلك يحزنهم». الشخص المعاق ايضا هو مبتلى بشيء ما، هذا الشيء قد يصيبك لا سمح الله او اي احد من عائلتك، وهو امر يدعو للاهتمام بهم. كما ان النقص الذي عنده لا يعني عجزه كليا. فكم شخص بارز وهو معاق. نيكولاس ماوندرسن، عالم في الرياضيات، مع انه ولد اعمى. كذلك ابو العلاء المعري، الشاعر الفيلسوف.
والأديب طه حسين عميد الادب العربي، والاميركية هيلين كيلر اعجوبة المعوقين في العصور، صماء بكماء عمياء، ولكنها كانت شخصية بارزة، وحققت جوائز عديدة.
والاعاقة ابتلاء من الله تعالى، لذا فعلى المعاق نفسه التسليم بقضاء الله وقدره. وان يكتشف طاقاته المخبوءة، وعلى عائلته ان تهتم به، وعلى المجتمع ان يعاملهم باحترام، وان يشيد المؤسسات للرعاية بهم، وعلى الدولة ان تضع القوانين المناسبة لهم.