النية الحسنة والاهتمامات الصالحة
النية الحسنة تحرك في الإنسان الهمة، وتدفعه للإنجاز. نيتك الصالحة هي التي تقوي فيك الهمة والعزيمة، وبالتالي تسعى جاهدًا لتحقيق ما نويته. هذه النية هي مفتاح الإنجاز، وهي أول خطوة لتحقيق العمل. لذلك لا بد لكل فرد منا أن ينوي فعل الخير، وأن يملأ نفسه بالاهتمامات الصالحة، ومن أهمها:
ليكن عندك طموح في رفع مستواك التعليمي والمعرفي. نحن نعيش في عصر لا ينبغي لأحد منا أن يقبل على نفسه أن يعيش أميًا لا يعرف القراءة والكتابة. الأمور قد تيسرت، وما عاد من الصعب كسب العلم. الفترات السابقة ولصعوبة الحياة فيها خلّفت لنا جيلًا غير متعلم، ولكن هذا لا يعني النهاية. هناك مدارس لمحو الأمية، خصصت لمن فاته التعلم في الصغر. فعلى الآباء والأمهات أن يتجهوا للتعلم والدراسة، وألا يضعوا كبر السن عقبة أمامهم. المتعلم يمكنه قراءة القرآن الكريم، والأدعية الشريفة، والمسائل الفقهية، ويمكنه أن يكتب رسالة ويقرأ الوارد له. وكذلك على الأبناء أن يهتموا بتعليم آبائهم كما اهتم آباؤهم بتعليمهم، وأن لا يبخلوا على آبائهم بتوفير السبل لذلك.
وعلى الطلاب الأعزاء أن يهتموا بدراستهم، وأن يطمحوا لنيل الشهادات العليا. وعلى المثقفين أن يجيروا أقلامهم لخدمة العلم والمعرفة. كنت أقرأ عن سائق تاكسي في باكستان، هذا السائق كان يفتح باب الحوار مع كل راكب معه، سيما السواح منهم، وعند عودته للمنزل يدوّن ما سمعه ثم جمع ذلك في كتاب واسماه: مذكرات سائق تاكسي. وأصبح من أكثر المبيعات في باكستان، ومنح جائزة تقديرية.
ما دمت في كامل قوتك فاستثمرها بالتقرب إلى الله عزّ وجل، بالنافلة وبالدعاء، وبالتضرع. هذا جانب مهم ينبغي أن نقوي همتنا فيه. تهيأ لصلاة الليل، واصح باكرًا لصلاة الصبح، وتقرب إلى الله بالدعاء. فهذه العبادة لها آثارها الدنيوية والأخروية، فلا تفوّت الفرصة على نفسك. إن مجرد النية مع العزيمة في نفسك للقيام لصلاة الليل تثاب عليها حتى لو غلبك النوم وفاتك القيام. ورد عن رسول الله : «من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتبَ له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه».
فكر في نفسك هل يمكنك أن تقدم شيئًا ينفع الناس؟ وضع نية خدمة الناس في ضميرك وسوف تحقق لهم ولو بعض الشيء. الإمام الباقر يقول: (إن العبد لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله تبارك وتعالى بهمّه الجنة). مجرد أنه يهتم بالأمر ويتفكر كيف يمكنه مساعدته فيها، ويحاول وضع الحلول له هذا الاهتمام يثيبه الله تعالى عليه ويكون سببا لدخوله الجنة.