قطيفيات 2010
جهد متواصل ومبارك يقوم به الأخ العزيز السيد عباس الشبركة، يرصد فيه الإصدارات القطيفية من كتب وكراسات على مدى عام كامل، ويجعله متاحا بين أيدي الشغوفين والمحبين للاطلاع والمعرفة. يمتاز جهده المشكور بعدة أمور:
1/ شموله لكل ما يصدر من كتب في محافظة القطيف، وفي مختلف الحقول، اللغوية والفكرية والسياسية والتراثية والاجتماعية والدينية، وبكل التفريعات في أقسامها.
2/ يرصد ما ترجمه أهالي المحافظة من كتب إلى العربية، وما ترجموه أو ترجم من كتبهم إلى لغات أخرى.
3/ يستحضر كل ما أعيد إصدراه من الكتب في عام.
4/ يحوي جميع الكتب التي تبنت طباعتها جهات أو مراكز في محافظة القطيف وإن كان مؤلفوها من منطقة أخرى، أو بلد آخر.
ولو كنت موجها مقالي للجهد الذي يبذله أخونا الكريم لأطلت أكثر من هذا، لكني وددت الانطلاق من هذا الرصد وذاك النتاج العلمي والثري الذي يشكر عليه كتابه إلى الواقع، وإلى المشكلات والأزمات التي يعاني منها المجتمع ويود البعض لأسباب ضيقة (لست بصددها) أن يتستر عليها.
1/ لم تصدر في غضون العام الماضي كتبا (من القطيف) تحمل العناوين التي تتحدث عن المخدرات وحبوب الكبتاغون، هذا السرطان الذي يسري ويتمدد في كل مناطق الوطن بما في ذلك محافظة القطيف، إلا أن هذه القضية لم تأخذ حقها من التناول والبحث والعلاج، ويمكن القول إنها لا تزال في منطقة التجاهل، ولا أقصد التجاهل من الكتاب الذين أنتجوا في العام المنصرم، فلهم كل الشكر على ما أبدعوا وأنتجوا، لكني قصدت أن هذه القضية ليست على طاولة النقاش والعلاج والتحصين، وهي قضية كما نعلم تسربت حتى للطلاب والطالبات في المرحلة الدراسية المتوسطة أو ما دون ذلك.
نعم لاحظت في بعض ما صدر فصولا مهمة حول هذه المشكلة ولكنها لا تساوي عشر حجم المشكلة.
2/ السطو المسلح وعصابات الإجرام مشهد لا يغيب حتى يحضر بأخباره السيئة وآثاره المريرة، والصحيح أن منفذيه محدودون، لا يتعدون العشرات كما أظن، وهم مرضى لهم حضورهم في كل المجتمعات، لكن وجودهم قابل للتكاثر والتمدد وهنا لا بد من التركيز على حماية أولادنا من الانخراط في هذه العصابات.
3/ هناك عدد لا بأس به من النتاج الطيب عني بالأسرة من حيث التطورات التي طرأت عليها، والأوضاع الاقتصادية التي غيرت صورتها، والمشاكل الاعتيادية والمستحدثة بفعل تغير الحياة، لكن قسما من هذه الكتب لكتاب من خارج المنطقة، وما بقي هو لعدد محدود جدا ممن أبدع في العام السابق في هذا المضمار، لكنه إذا ما قيس عددهم بعدد المؤلفين فسترى المفاجأة.
4/ الفراغ البطالة الوضع الاقتصادي والغلاء، وكذلك ما يرتبط بموضوع الشعوذة وغير ذلك كلها مواضيع خرجت عن محل الكتابة والتأليف.
أتصور أن ما كتبته كان محدودا ومختصرا ولا يشمل كل ما أريد، وأعتقد أن تسليط الضوء على مشكلات المجتمع وأزماته القائمة، والنظر بتمعن لنتاج نفس المجتمع مهم جدا، لأن ذلك يكشف من بعض زواياه أن المجتمع بشبابه وتطوراته يسر في اتجاه، ونخبه تتحرك في اتجاهات أخرى، دون أن ينبري من يلامس توجهاته ويتحرك في اتجاهات لها علاقة بالملح من حاجاته، والشديد من ضغوطه.