توصيل المطاعم وخطر التحرش
لا بأس يا بني, اتصل بالمطعم واطلب ما شئت، فخدمة التوصيل ستستهل وصول الأكل بين يديك خلال دقائق, وبعد دقائق يأتي سائق المطعم بالطلب إلى المنزل، وربما توحي له بعض الإيحاءات أن المنزل خال من الرجال، وأن من فيه غالبا هم إما نساء أو أولاد صغار.
هكذا نجيب أبناءنا وبناتنا حين تشغلنا الدنيا عنهم, فهل هذا الوضع سليم؟ وهل هو وضع آمن؟. قبل الإجابة أود التوضيح بأني لا أعمم، فهناك شباب يقومون بدور التوصيل وهم قمة في الأخلاق والتدين والأمانة, ولكن لا تخلو المجتمعات من المرضى وضعاف النفوس, كما أن الواقع يمتد ليشمل الأجانب الذين يقومون بدور التوصيل, وهم بلا شك غير معروفين، وعلاقاتهم غير معروفة، وما يفكرون فيه غير معلوم بسبب حاجز اللغة. قصص كثيرة عن علاقات ينشئها سائقو التوصيل الأجانب مع خادمات المنازل الأجنبيات, فالأمر لا يتعدى _في بدايته_ إعطاء رقم الجوال وانتظار الاتصال بعد ذلك.
محطات تحتاج إلى توقف:
ان تتصل الفتاة بالمطعم وتطلب الطلب ربما يكون أمراً اعتيادياً, لكن أن تفتح باب المنزل وتطلب من العامل أو السائق إدخال الطلب إلى الداخل ثم تتعامل معه مباشرة في محاسبته وإعطائه المال, فهذا يحتاج للاحتراز، لأنه يكشف أن المنزل خال من الرجال، وربما خال من كل احد سوى هذه الفتاة.
مثل هذا الظرف يحتاج إلى حذر شديد، فالثقة المفرطة من قبل الفتاة او اهلها في قبول دخول السائق للمنزل أو التعاطي المباشر معه مع عدم وجود احد لا تحمد عقباه دائماً. لنا أن نقول كذلك إن الأمر لا يختلف حال وجود ولد واحد صغير في المنزل.
ما أكتب عنه لا يرتبط بالطرف الآخر (السائق) وإنما يرتبط بنا نحن (الآباء) فمنح الثقة بطريقة الشيك المفتوح لكل مطعم يطلب منه
أولادنا وبناتنا، ولكل سائق يتعامل معه ذلك المطعم فيه خطر كبير نعرض له أسرنا، ممن لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم. ظاهرة قديمة مع أن التوصيل إلى المنازل خدمة قديمة اعتادها الناس في العديد من شؤونهم لكن تغيرات الزمن وتبدل سلوكيات الأجيال الناشئة تدفعنا إلى الحذر والحيطة وتوفير قدر كبير من الأمان لأسرنا وأولادنا. يمكننا الإشارة إلى ضرورة تثقيف الأولاد، والحديث المباشر معهم في الأخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها حال وجودهم منفردين في المنزل مع وصول سائقي الأطعمة محملين بطلب الأسرة.
كذلك يمكننا تأخير الطلبات لبعض الوقت خصوصا إذا كان التأخير محتملا وغير طويل, فلا احد سيموت جوعاً لو تأخر بعض الوقت كي يطمئن على أمان وضعه وأسرته. كذلك يمكن للأب أن يباشر الطلب بنفسه عبر هاتفه النقال أينما كان وأن يطلب نقال السائق الذي سيوصل الطعام ليتم التواصل مع رب البيت أو احد الأولاد البالغين أينما كان.
وددت في مقالي هذا فقط أن أشير إلى قضية هي ليست بالظاهرة ولكنها بحاجة إلى الالتفات والرعاية.