ديوانية الأطباء فكرة حضارية رائدة
في المجتمع كثير من الكفاءات والطاقات التي تمتلك الخبرة والتجربة في مجال تخصصاتها واهتماماتها.
وفي أعماق النفوس نزوع نحو الخير واستعداد للعطاء في خدمة المجتمع ومن أجل الارتقاء بالوطن.
وهناك مجالات مختلفة في الشأن الاجتماعي والوطني العام تتطلب بذل الجهود وتضافر الهمم.
وما نحتاج إليه هو استكشاف الطاقات الكفؤة والانفتاح عليها، وتحفيز روح العطاء وتحمّل المسؤولية لديها، وتهيئة الأجواء لمشاركتها في خدمة المجتمع والوطن.
وهنا يأتي دور المؤسسات الأهلية الخيرية ومنظمات المجتمع المدني، ودور الشخصيات الوجيهة في المجتمع، التي تجتذب الكفاءات، وتشجعها على التواصل والتعاون ضمن أطر وبرامج تخدم مسيرة التنمية الاجتماعية.
وبحمد الله تعالى فإن وطننا يزخر بصروح المؤسسات الخيرية، ويفخر ببروز شخصيات رائدة في العمل الأهلي الاجتماعي.
وفي الطليعة من تلك الشخصيات الوطنية الرائدة شخصية رجل الأعمال الفاضل الشيخ عبدالعزيز التركي، والذي هو من منارات العمل الخيري في المنطقة الشرقية، فقد حباه الله تعالى خيراً وفيراً، ووعياً وطنياً ناضجاً، وشخصية جذابة تستقطب النفوس والقلوب، وهمة عالية تتخطى الصعاب وتتجاوز العقبات.
إن اهتمام الشيخ عبدالعزيز التركي بالعمل التطوعي الأهلي في مجال خدمة المرضى والارتقاء بالمستوى الصحي العام في المنطقة والوطن، يكشف عن عمق مشاعره الإنسانية وحبه لأبناء البشر، ويدل على نضج وعيه الوطني والاجتماعي.
فقد أسّس مجموعة من اللجان والجمعيات المهتمة بالشأن الصحي كالجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء، وجمعية السرطان السعودية بالمنطقة الشرقية، والجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء «ايثار».
كما بادر لإطلاق مشروع حضاري رائع وهو تأسيس ديوانية يلتقي في رحابها الأطباء بمختلف تخصصاتهم، وبمشاركة جمع من ذوي الرأي والاهتمام الاجتماعي، لمناقشة القضايا المرتبطة بالشؤون الطبية والصحية.
وقد سعدت بحضور إحدى جلسات هذه الديوانية المباركة، واستفدت كثيراً مما دار فيها من بحث ونقاش، ولمست مدى أهمية هذا الملتقى الجميل، لبلورة الآراء، وإنضاج الأفكار والمشاريع، وتقديم الخطط والمقترحات التي يمكن أن تستفيد منها مؤسسات الدولة والجمعيات الأهلية، كما تسهم في نشر الوعي الصحي في أوساط المواطنين، وتحفّز الهمم للمشاركة في خدمة الشأن العام.
إنني آمل أن يتعزز دور هذا الملتقى المفيد (ديوانية الأطباء) بتفاعل الكفاءات الطبية معه، وتكثيف حضورهم فيه، وأن تنعكس لقاءات ديوانية الأطباء وأنشطتها في وسائل الإعلام وأن تستنسخ كأنموذج وتجربة في سائر مناطق المملكة.
واسأل الله تعالى لأخينا الكريم الشيخ عبدالعزيز التركي المزيد من التوفيق في خدمة البلاد والعباد، وأن يمتعه الله بالصحة والعافية، ويمنحه الخير والبركة، ويضاعف له الأجر والثواب، وأن يكثّر الله في رجال المجتمع أمثاله.
والحمد لله رب العالمين.
حسن الصفار
6 ذوالحجة 1436ﻫ الموافق 19 سبتمبر 2015م