"القيادات الدينية .. الخطاب والأداء الاجتماعي" عرض وتعريف
الكتاب: القيادات الدينية .. الخطاب والأداء الاجتماعي
المؤلف: الشيخ: حسن الصفار
الناشر: أطياف – القطيف
سنة الطبع: الأولى – 1433هـ
عدد الصفحات: 168
- عرض وتعريف:
يعد هذا الكتاب من روائع الشيخ الصفار، وذلك عبر تسليطه الضوء على حالة من الحالات الراهنة، والتي حريٌ أن تكون متمثلة في كل القيادات الدينية، وذلك لبروز حالةٍ اجتماعية وثقافية غير التي كان عليها الآباء والأجداد. والحالة هي: أن القيادات الدينية لها موقعها السابق بما يتوافق مع ظروف المعيشة والثقافة السائدة آنذاك، أما والمجتمع تغيّر فلا شك على القيادات الدينية أن تتفهم حاجات المجتمع وما طرأ من قضايا فكرية وفقهية تستوجب على القيادة متابعة وتفهم تلك المتغيّرات.
الشيخ الصفار ينطلق في هذا الطرح من خلال قراءة للواقع الاجتماعي والثقافي الذي تمر به المنطقة، فهو لا يُعرَّض بأي رجلِ دينٍ أو طالب علمٍ؛ بل يحاول أن يصنع لغة مشتركة بين الاتجاهين – الثقافي والديني إن صح التعبير – لأجل العمل معاً في توجيه الطاقات لمعالجة القضايا المعاصرة الراهنة والطارئة، وليس التخندق والتحزّب لإشغال المجتمع بقضايا بعيدة عما يجري حوله، كذلك ينطلق من خلال إيمانه بمشروعه الذي نتلمسه في كتاباته وخطاباته الصوتية الكثيرة منذ عشرين عاماً، وهو: صناعة مجتمعٍ مثاليٍ مبنيٍ على التعايش والحوار بين كافة أطياف المجتمع، خصوصاً وأن الشيخ يرى ذلك ممكناً من خلال ما يتمتع به المذهب الشيعي الاثني عشري من تراث كبيرٍ في هذا الميدان مستلٌ من تاريخ أئمته عليهم السلام.
ولذا، فهو في هذا الكتاب يتلمّس الحاجات الاجتماعية، والثقافية من خلال معايشةٍ واقعية وليس ضرباً من الخيال، بل هو يعد من المجسّدين لهذا الكلام من خلال تواصله مع كافة أطياف المجتمع بما يحمل من توجهات فكرية، وكذلك يتواصل مع كثيرٍ من القيادات الاجتماعية والدينية عبر زيارات متواصلة في الداخل والخارج، متغلباً على كثيرٍ من الصعاب التي تواجه من يضع يديه في هذا الميدان.
وبتأملٍ سريعٍ في عناوين الكتاب، نجد أنها رسالة خفيفة ومؤداها كبيرٌ في حال تجسيد ما ورد فيها على أرض الواقع، لذا جاءت المحتويات في ثلاثة فصول، وعدة محاور في كل فصل: الدور القيادي ومشروعية النقد (علماء الدين بين التقديس والنقد – الفقيه ومتغيرات البيئة الاجتماعية – المرجعية الدينية والانتماء الوطني)، الخطاب الديني التحديات والأولويات (الخطاب الديني والعولمة – الانتماء للعصر – أنسنة الخطاب الديني – صنع المشاكل أم تقديم الحلول – أولويات الطرح في الخطاب الديني – الخطاب الديني والتحديات الداخلية – الإصلاح الثقافي ومداراة الجمهور – الخطابة الدينية وعناصر الإتقان)، الأداء الاجتماعي رؤية وتقويم (عالم الدين بين التواضع وتضخّم الذات – ثمرة العلم التواضع – زكاة العلم – المجتع وعلماء الدين – آفاق أخرى للعمل الديني).
فهذه المحطات التي سلّط الضوء عليها، قد تثير صراعاً فيما لو طُرحت بلغة أخرى، بيد أن الشيخ بقدرته الفائقة في معالجة هكذا ملفات ساخنة، استطاع أن يعالج قضيةً من القضايا المهمّة وبلغة هادئة، تنم عن رجلٍ مدّ يد السلام والخير لهذا المجتمع، وذلك عبر قبوله النقد والأخذ والرد والتواصل مع كافة الشرائح، وتفهمه للقضايا الفقهية والفكرية المعاصرة بلغة تتناسب مع الجو الاجتماعي وتغيراته.
لم تكن هذه الكلمات قراءة كافية لهذا الكتاب، إلا أنها لمحة سريعة عن الكتاب والقضية محل الطرح لما تشكّله من أهميّة كبيرة، وربما هي بحاجة إلى إضافة كلٌ وحسب وضعه الاجتماعي ومتغيراته، وعليه آمل من قياداتنا الدينية أن يكثّفوا الطرح حول ما تضمنه الكتاب، والوقوف مع فضيلته لنقل المجتمع إلى حالةٍ أفضل وفق مدرسة أهل البيت عليهم السلام التي لا زلنا ننهل من نميرها.
- لقراءة الكتاب: