قصيدة الفائزية
قصيدة القاها الشاعر أحمد مبارك الربيح بمناسبة تشريف سماحة الشيخ حسن الصفار (حفظه الله) في افتتاحه للاستراحة التراثية التي أقامها الأستاذ أحمد الفايز ـ أبو حيدر، في مدينة (الطرف) في الأحساء يوم الجمعة 3 شعبان 1439هـ الموافق 20 أبريل 2018م.
أبدعتَ فاستَبَقتْ إليكَ خِفافا
روحُ النخيلِ وهَيأتْ أعطافا[1]
هو حلمُها الفلّاحُ يَبذرُ كدحَهُ
ويَصبُّ من عَرقِ النهارِ شِغافا
يحنو إلى حدِّ المعزّةِ سُنبلاً
فيفيضُ إكسيرُ النَّوى أضعافا
الأرضُ بنتُ القلبِ يَصبغُ شَعرَها
حبٌ فتَمتدُّ السَما إرهافا
ويلقحُ السُّحبَ الثقالَ بهمّةٍ
لا تَعرفُ التصحارَ والتجفافا
يَروي بحقِّ التمرِ أصدقَ نيةٍ
فإذا بهِ والنونُ تُكملُ كافا
أبدعتَ فانتبهَ الحنينُ بسدرةٍ
وسعى إلى السَّعفِ المُطِلِّ وطافا
ليَرى انسكابَ الفجرِ يَرقبُ شُرفةً
والشمسُ لم تبرحْ تُقيمُ لِحافا
وإذا البلابلُ وهي شوقُ روايةٍ
تُضفي على ألقِ المكانِ ضِفافا
هذا التراثُ المُستفيقُ يَروقني
صاحتْ فيا شمسَ الضُحى إنصافا
رُشّي على عبقِ الزمانِ أشعةً
يَزددْ إطارُ بَراحةٍ إتحافا
فهُنا تعودُ إلى الحياةِ حَصيرةٌ
تَسمو لتَفترشَ الرُبى أطيافا
ويعودُ ذكرُ الأمسِ في أبنائِهِ
ثَغرٌ يُجدّدُ في اللحونِ قِطافا
أيامَ كانَ على المنابرِ يَرتقي
صوتٌ شجيٌ يخدمُ الأشرافا
يا أيها (الصفارُ) تذكرُ موعداً
في قريتي أترعتَهُ ألطافا
هذي الشواهدُ تستعيدُ نديةً
من ذكرياتِكَ تَذرعُ الأطرافا
ذاك الفتى المفتونُ كنتَ تُعدّهُ
لرسالةٍ ما شَاطرتكَ جُزافا
ها أنتَ تَكبرُ فكرةً خلّاقةً
وخلائقاً تَسعُ المَدى إيلافا
وخطابةً تزنُ المقادرَ رشّةً
فيطيبُ عيشُ السامعين كِفافا
وكتابةً كالنهرِ سَالَ زُلالُها
زيتاً يُضئُ جَنائِناً ألفافا
بُوركتَ من (حَسنٍ) وبُورك منهجٌ
أرسيتَهُ من (عِترةٍ) عَرّافا
أبدعتَ فانقلبَ الثّرى أصدافا
وعجنتَ طينَ المتعبينَ سُلافا
فاهنأ فُديتَ مِن المحبّةِ سبعةً
(توثاً) سماناً يبتلعنَ عِجافا
وانزلْ على كفِّ الأصيلِ تَعلّةً
للضوءِ تُسعِدُ فائزاً مِضيافا
أحمد مبارك الربيح ـ شعبان 1439ﻫ
الأحساء ـ الطرف