الشيخ حسن الصفار.. الخطاب النموذج
لا عسف ولا تعنت إن قلت أو كتبت أني استمعت لسماحة الشيخ حسن منذ ما يربو على أربعة عقود، فالمسيرة الخطابية التي انتهجها سماحته تمثلت في نمو الوعي الاعتدالي في شكلها ومضمونها. كما ترسخ للمستمع قاعدة ثقافية مبنية على فن الإصغاء ويعزو ذلك لما يمتلكه سماحته من فن الإلقاء والثروة اللغوية البديعة..
ويتمتع أيضا خطابه بالنزاهة الفكرية كما يعبر عنها الأديب المصري «صلاح عبد الصبور».
فالخطابة بعنوانها العريض هي «فن مشافهة الجمهور» على حد تعبير المتكلمين.
فخطاب سماحة الشيخ حسن كان ومازال مواكبا للتحديات ورهانات اللحظة الحضارية التي هي بحاجة إلى الخطاب المبني على قاعدة الاعتدال والوسطي في آن، والترويض على تخليص النفس من تحيزاتها وأهوائها، ومحاولة النظر إلى الحقيقة في قلبها وصميمها، فالحقيقة هي هدف يقصد بذاته بغض النظر عن ميولنا وانتماتنا..
فتحول الخطاب الوعظي لدى سماحة الشيخ حسن إلى الخطاب الرسالي هو ترسيخ لما جاء به القرآن الكريم في قول الله سبحانه ﴿أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة﴾.. فالدعوة إلى طريق الله سبحانه تتمنهج في الحكمة أي المعرفية الرسالية والدعوية بالأسلوب الجاذب والمحببة لا بالمنفر الطارد.. وهذا ما كان يسلكه سماحته في رسالته الدعوية من غير تطرف ولا تفريط.. مما يرسخ للخطاب البنيوي في لغته ومضمونه، أي وضوح المعنى وضمانية الهدف. دون الإخلال في أشكاله النضالية التحررية.
لقد استمعت للمحاضرات العشر العاشورائية لهذا العام 1443..لسماحة الشيخ حسن.. أن ما يعبر عنه في هذه المحاضرات هو تقعيد للخطاب المنبري الحديث فيما طرحه من رؤى نحو الانفتاح على الحياة وتمجيد السعي وكسب الثروات بالطرق المشروعة لما فيه تقوية الفرد والمجتمع، وازدهار للحياة ولما به يسعدون في دنياهم وأخراهم..
وفق الله سماحة الشيخ حسن وجميع خدمة المنبر الحسيني للخير والسداد.