في التنمية الأسرية للشيخ الصفار طبعة ثانية
عن دار أطياف للنشر والتوزيع صدرت الطبعة الثانية لكتاب سماحة الشيخ حسن الصفار (في التنمية الأسرية)، 2021م (طبعة مزيدة ومنقحة).
يرى سماحة الشيخ الصفار أن الأسرة في هذا العصر تواجه تحديات كثيرة تهدد كيانها بالاضطراب والاهتزاز، وتسلبها بعض مقومات دورها، وعناصر القوة في وجودها.
ثم يستعرض في مقدمة الكتاب أبرز تلك التحديات.
ويبدأ بتحدي تضخم النزعة الذاتية الأنانية، فالإنسان الأناني "لا يفكر إلا في ذاته، ولا يهتم إلا بمصالحه الخاصة، ولا يعطي من نفسه للآخرين حتى القريبين منه".
ثم يكتب عن طغيان الروح المادية؛ "حيث أصبح الإنسان يلهث خلف المال والثروة، وتحصيل المكاسب المادية".
ويشير إلى "تشعّب الاهتمامات في حياة الإنسان المعاصر، بسبب انفتاح آفاق العلم، وتطور وسائل التكنولوجيا".
ويقول سماحته أن التحدي الرابع هو "صعوبات الحياة ومتطلبات المعيشة التي يزداد ضغطها على الإنسان وخاصة في البلدان التي تعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية".
ويمضي القول بأن من التحديات التي تواجه الأسرة تحدي العولمة والاختراق الثقافي، "فبعد أن كان كل مجتمع يعيش في إطار ثقافته وأعرافه وتقاليده، جاءت تطورات العصر لتصنع انفتاحًا غير مسبوق بين المجتمعات البشرية، فتداخلت الثقافات، واهتزت الأعراف والتقاليد في المجتمعات المحافظة، مما عمّق صراع الأجيال وتباين التوجهات، وأحدث تناقضات وصراعات ثقافية اجتماعية داخل المجتمعات، انعكست آثارها ونتائجها السلبية على تماسك العائلة، وقدرتها على استيعاب واحتواء أعضائها".
ثم يشير إلى أن تعزيز كيان الأسرة، وحمايته من التصدعات، ودعم استقرار العائلة، وتوفير الأجواء الصالحة في ظلها، يمثل برنامج وقاية للأمن الاجتماعي، ودرءًا للكثير من الأخطار والمفاسد.
وأبان في مقدمة الكتاب أن ذلك لا يتحقق إلا بإطلاق حملات من التوعية والتثقيف لتأكيد مكانة العائلة، والتأهيل لتأسيس بنائها وإدارتها بالشكل الصحيح، ولطرح الحلول والمعالجات لما قد يواجه الأسرة من مشاكل وصعوبات.
وأشار إلى حاجة المجتمعات إلى "مؤسسات تُعنى بالتنمية الأسرية، لتنهض بمهمة الدراسة والتخطيط، ووضع المناهج والبرامج، واقتراح الحلول والمعالجات، واستقبال حالات المشاكل الحادثة للمساعدة في احتوائها ومعالجتها".
يتكون الكتاب من خمسة فقول:
الفصل الأول: الأسرة وظائف وتحديات
الفصل الثاني: تأسيس الكيان
الفصل الثالث: في العلاقات الأسرية
الفصل الرابع: التربية الأخلاقية
الفصل الخامس: منزلق العنف
مما جاء في مقدمة الكتاب: "الأسرة هي محضن تربية الإنسان وتنشئته، وهي النبع الذي يغذي مشاعره وعواطفه، وعبر الأسرة يتعلم لغة النطق ولغة الحياة، حيث يكتسب عادات السلوك وأساليب التعامل".
يشار إلى أن الطبعة الأولى صدرت عن دار أطياف للنشر والتوزيع سنة 1433هـ - 2012م، وقد نفذت نسخه، فقام المؤلف بمراجعته وتنقيحه، وأضاف إليه مقالات جديدة تتناول جوانب مختلفة في ذات السياق.
لقراءة الكتاب: