من الرموز الوطنية السعودية
مكتب الشيخ حسن الصفار محمد الجلواح
بطاقة دخول:
أذكر أنني كتبت ذات مرة ليست بالبعيدة.. مقالا ونشرته في إحدى المطبوعات المحلية عن أهمية حضور ووجود «الفاعل» الذي قام بدور الفعل الذي صار محل إعجاب وتقدير، وذكرت فيه أنه لا يجوز فصل الفاعل عن الفعل بأي حال.
حسنا.. هنا سنتحدث في هذه السطور عن الفاعل نفسه بعد أن عرفنا قيمة فعله، وقيمة ما أحسنه انطلاقا من القول المأثور ««قيمة كل امرئ ما يحسن، أو ما يحسنه»»، وليس يدخل ذلك من باب التطبيل أو التزويق أو المجاملة أو المحاباة أو القصد النفعي، فالمنفعة الشخصية هنا معدومة مع الأسماء المكتوب عنها، فمن نكتب عنهم، لم نتناولهم من السوق، ولا من غابات مجهولة، ولا من خلف أبوابهم الموصدة، بل هم إخوتنا وأبناء وطننا و أصحاب عمل وعلم، أفادوا واستفادوا.. إذ لا بد من حضور وتفعيل حسن الظن، فيما نراه ونتعامل معه، ولا بد من إعطاء المرء قيمته، والثناء عليه هذه كانت مقدمة لازمة... لم سنقرأ عنهم..
الشيخ حسن بن موسى الصفار:
سماحة الشيخ حسن الصفار «حفظه الله» جعلني هذا الشيخ الديني المـُـعـَمـّـم..أقلب ظهر المجن على كل دراويش الجلابيب الفضفاضة، والأزياء الخاصة بهم.
فرغم أنني من أسرة متدينة، و والدي ـ يرحمه الله ــ أحد من تشرفوا بخدمة المنبر الحسيني، وكذلك والدتي، وكثير من أفراد أسرتي،إلا أنني لم أقتنع يوما بالأفكار الجامدة، والمكرورة التي أغرقنا بها كل دراويش الدين لأكثر من 35 عاما..
- الشيخ حسن الصفار علمني مفردة «الحوار»، وعلمني مفردة «قبول الآخر»، ومفردة «التعايش»، ومفردة «السعي إلى الآخر للاستماع له»، وكل بقية المفردات الجميلة التي تزخر بها صحافتنا الحاضرة، وكل ما يدور في هذا الحوار..
ــ الشيخ حسن الصفار هذا العالـِـم الديني الذي تستمع إليه مطمئنا، وتناقشه مطمئنا، وتختلف معه مطمئنا، ويقنعك مطمئنا، وتفترق عنه مطمئنا، هو نفسه الشيخ ذو النشاط التأليفي والفكري، والجهد الأدبي والإبداعي والخطابي، والحس الرفيع الذي ينتشر اليوم في تراب الوطن، كعبق الزهر الربيعي، والياسمين الصباحي، والريحان الأحسائي..
هو نفسه الشيخ حسن الصفار الذي لا تعرف لغته الكراهية، والنظرة الضيقة.
ــ إن هناك بعض من يلبس زي الشيخ حسن الصفار، من منتسبي الحوزات العلمية، ومن منتسبي الهيئات والجماعات الدينية في أطيافها المختلفة أو من يسير بركبهم تقليدا و اتباعا ومنهجا، ــ وبكل صراحة ــ يحمل أفكارا مغلقة جدا لا تصلح إلا ّ للقرن السادس عشر الميلادي فقط، فهو لا يقبل الآخر، ولا يريد أن يخطو خطوة تقربه من الآخر، هو فقط يحمل سلّم عدم قبول الآخر لكل ما هو طارئ وقادم، وهذا بالطبع لا ينحصر في كل من ذكرت، فالجهات «الأخرى» لديها الشيء ذاته بكل أسف.
ــ الشيخ حسن الصفار هو رمز مرحلتنا الراهنة في مجاله، ونضاله، وإزالة كل العثرات الشوكية في طريق الوحدة الوطنية، وهو أيضا من يحاول نشر«ثقافة المواطنة» إلى جانب لغة الحوار، وبالطبع هناك فرق بين المفردتين الكبيرتين معنى وتطبيقا..
ــ الشيخ حسن الصفار تدعمه مقومات الوعي الذي يحتويه، والقلق الذي يحمله، والأمل السلمي الجميل الذي يناضل من أجل تحقيقه، وقبل ذلك كله.. الروح المطمئنة المؤمنة بالله تعالى بين جوانحه.
أن كل الذين راهنوا على نهج الشيخ حسن الصفار سواء كانوا من المحيطين به أ و ممن يقوم بطلب قبوله منهم، قد خلصوا إلى حقيقة شمسية هي أن الرجل يريد من كل أبناء الوطن العزيز.. كلمة سواء، يريد أن يقبل كل واحد الآخر دون كراهية أو إقصاء، أو تهميش، أو ظلم، أو غيره... فردا وجماعة، ودون أن يسجل أحد منهم نقطة على أحد.
ــ الشيخ حسن الصفار جعلني أحب الحوار أكثر، وقربني له ولمن هو على مثله شكلا وفكرا وأسلوبا ووعيا ومودة أكثر.
هذا هو الشيخ حسن الصفار، و لاشك أن في الوطن العزيز من الخليج إلى البحر الأحمر، ومن تبوك الى نجران العديد.. من مثله، لكننا نريد أن نراهم في النور لا في الثياب.
نعم إننا مع كل شيء جميل ينبع من هذا لتراب ويعمل لهذا الوطن العزيز.. المملكة العربية السعودية...
سلاما أيها الوطن وقلب فيك يفتتن
سلاما يا قسيم الروح لا مين ولا منن
سلاما يا قسيم الروح لا مين ولا منن
من قصيدة «نون الوطن»