مقدمة السيد الشيرازي لكتاب: الصوم مدرسة الإيمان
تقديم : سماحة المرجع الديني السيد محمد الشيرازي(1347 - 1422هـ)
لكتاب: الصوم مدرسة الإيمان
تأليف: الشيخ حسن الصفار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
إن من الطبيعي أن يرى رجل العلم الديني، يزاول المنبر والمحراب والتدريس والتأليف والجهاد في سبيل الله، بكل طاقاته، فلم أتعجب حين قُدّم اليّ كتاب فضيلة الأخ الخطيب الجليل الحاج الشيخ حسن الصفار، الذي ألّفه حول الصوم بل رأيت الكتاب من أهله وفي محله.
والكتاب جميل في نفسه ـ حينما لاحظت شطرًا منه ـ وجميل ثانيًا لكونه من هذا المؤلف الذي نذر نفسه لخدمة الإسلام لسانًا وقلمًا. فكل شيء من الجميل جميل.
وأرجو أن يكون الكتاب فاتحة ما لا يقل عن مائة كتاب، في مختلف الجوانب الإسلامية، فإن المسلمين ـ اليوم ـ في فقر مدقع من جهة الإعلام والنشر والتأليف، بينما الفئات المضادة للإسلام أخذت بهذه الأزمة، فخنقت الاسلام حتى في وطنه وبين أهله، ولذا نرى أن أكثر شباب المسلمين لا يعرفون من الاسلام إلا الاسم.
فالواجب تضافر الجهود المخلصة لإنقاذهم وإنقاذ سائر المسلمين، من هذا الانحراف الشائن والذي أرى أنه لا بد من مقدمة للمسلمين الواعين في إنقاذ أمتهم:
تأسيس المؤسسات الدينية بمختلف أشكالها.
وتثقيف المسلمين بثقافة دينية دنيوية في وقت واحد.
وتكوين الذهنيات الإسلامية التي تصلح في المستقبل لخدمة الإسلام، خدمة دينية جذرية.
وتنسيق الجهود الإسلامية بربط بعضها ببعض، حتى تكون جبهة إسلامية واحدة في مقابل الجبهة الكافرة الموحدة (فإن الكفر ملة واحدة).
وتصنيع البلاد الإسلامية قال الإمام علي ـ عليه الصلاة والسلام: «احتج إلى من شئت تكن أسيره» فما دام المسلمون يحتاجون إلى الكفار يكونون اسرًا لهم.
فإذا توفرت هذه الأمور كان المرجو من لطف الله وفضله أن يعيد إلى المسلمين عزهم وسيادتهم وسعادتهم، ويجعلهم في مقبض الزمام بعد أن تأخروا إلى معقد الذيل، وما ذلك على الله بعزيز.
وإني إذ أبارك لفضيلة المؤلف هذه الخطوة التي هي باكورة انجازاته في عالم التأليف، أرجو له التقدم المضطرد في مختلف ميادين العلم والعمل ـ والله الموفق والمستعان.
محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي
الكويت ـ 25/ 8/ 1393هـ