ملامح من شخصية الشيخ الصفار
قد يصعب الحديث عن شخصية من مثل شخصية سماحة الشيخ حسن بن موسى الصفار، لما يتطلَّبه ذلك من جهد للوقوف عندها، فقد اتَّسعت أبعاد شخصيته لمختلف الجوانب، إنها فعلًا عملية صعبة لوصف فرد قامة مثل الشيخ يُمثِّل وحدة متكاملة من الصفات والمميِّزات العقلية والفكرية والثقافية والاجتماعية والمزاجية، والتي تبدو في تعامله وعلاقاته ونشاطاته المتنوِّعة في المواقف والقضايا المختلفة، والتي تُميِّزه عن غيره من الأفراد تميُّزًا واضحًا، هذه الصفات والمميِّزات تشمل بالتأكيد دوافعه وعواطفه وميوله واهتماماته وسماته الخلقية وآراءه ومعتقداته واتِّجاهاته، كما تشمل -أيضًا- عاداته الاجتماعية وعلاقاته وذكائه وقدراته وميوله ومواهبه الخاصة ومعلوماته، وما يتَّخذه من مواقف وأهداف ومُثل وقيم واتِّجاه في الحياة بكل مناشطها.
من أبرز ملامح شخصية الشيخ الظاهرة للعيان ضمن مشواره العلمي والعملي:
أولًا: في جانبه الثقافي والفكري:
فهو يحمل فكرًا وقَّادًا يساعده في ذلك سعة اطِّلاعه على كثير من المعارف، يشهد على ذلك كثرة إصداراته المطبوعة والتي بلغت حوالي (106 مؤلفات طبقًا لموقعه الإلكتروني الرسمي)، وتنوُّع مواضيعها في مجالات شتى دينية واجتماعية وأسرية، تربوية وحقوقية وغيرها، مع غزارة في المعلومة التي تعتمد على الدليل والمرجعية المستندية والإحصائية، وسهولة في الطرح، لتكون مستوعبة حتى من قبل القارئ البسيط، فضلًا عن مئات المقالات الرصينة في الصحف والمجلات المحلية والأجنبية، والندوات المتعدِّدة في الملتقيات العلمية داخل وخارج المملكة، والتي كان له دور في حضورها والمشاركة فيها، فضلًا عن اللقاءات الصحفية والتلفزيونية في كثير من المواضيع والمناسبات.
شخصية الشيخ الفكرية هي شخصية إسلامية بالدرجة الأولى، شخصية مفكِّرة، عاقلة، مدركة، تمتلك الوعي والإيمان والقابلية على العطاء بخصوبة وبإخلاص، وتمتلك القدرة على قراءة معطيات الواقع وتحليله، واستقراء متطلبات الحاضر وتطلُّعات المستقبل، هي شخصية بالقطع منفتحة الذهن.
من أظهر اهتمامات الشيخ تركيزه قولًا وفعلًا على أهمية الوحدة الإسلامية أينما اقتضت الظروف المناسبة لها، والمناداة بالتقريب بين المذاهب الإسلامية من الناحية العقدية والفقهية بمستوياتها الدُّنيا، وهو ما تمارسه مجامع التقريب في بعض الدول الإسلامية مثل إيران ومصر، من خلال المشتركات الكلية الكبرى والجزئية الدينية التي تُؤثِّر إيجابًا في التقريب.
يُشكِّل الحوار الرُّكن الأساس في أيَّة عملية تقريبية، وهو المنطلق الأول، ولا تقريب بدونه؛ لأنه يستهدف التفاهم وتبادل الرؤى والأفكار لرفع المفاهيم المغلوطة والمهمَّة التي يحملها طرف ضد الآخر، من خلال آلياته المتاحة سواء كان عن طريق التواصل المباشر بالنقاشات، أو من خلال الدراسات، أو إقامة المؤتمرات والندوات والنشاطات العلمية وغيرها.
مارس الشيخ حسن نشاطًا حواريًّا تقريبيًّا ملحوظًا على الأقل في السنوات الخمس والعشرين الأخيرة بعد عودته من الخارج إلى أرض الوطن عام 1994م، تمثَّل هذا النشاط في:
أ- التواصل مع مسؤولي وقيادات الدولة بما يخدم التلاحم بين القيادة وشرائح المواطنين، لمعالجة بعض القضايا والمشاكل القائمة، وكذلك لقاءات حوارية مع علماء دين كبار داخل المؤسسة الدينية الرسمية وخارجها، كالشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ صالح اللحيدان رحمهما اللَّه تعالى وآخرين، كانت تهدف لتجاوز حالة القطيعة المذهبية والانغلاق الطائفي.
ب- المشاركة في المنتديات الثقافية المتنوِّعة داخل المملكة، ومن أهمها منتدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، والذي كان يرعاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبداللَّه بن عبدالعزيز رحمه الله، بهدف الانفتاح على المحيط الوطني، وإقامة جسور العلاقة مع بقية المواطنين، وهو في كتاباته وخطبه دائمًا ما يُحفِّز ويُشجِّع متابعيه وقرَّاءه في الوطن على الانفتاح والتواصل مع بقية مكوِّنات المجتمع من الأطياف المختلفة.
ج- إصداره مجموعة مؤلفات فكرية تُؤصِّل لثقافة الحوار وتقريب وجهات النظر خصوصًا في القضايا الخلافية، ومن أهم هذه الإصدارات كتابه (كيف نقرأ الآخر)، و(خطاب الوحدة.. نقد وتقويم)، و(الانفتاح بين المصالح والهواجس)، و(التسامح وثقافة الاختلاف)، و(الحوار والانفتاح على الآخر)، و(السلفيون والشيعة نحو علاقة أفضل)، و(التنوُّع والتعايش)، و(التطلُّع للوحدة وواقع التجزئة في العالم الإسلامي)، و(رؤية حول السِّجال المذهبي)، و(عن اللقاء الوطني للحوار الفكري).
بالنظر للحالة الثقافية في المجتمعات الإسلامية بالخصوص منها في مجتمعنا الخليجي، هناك جفوة بين مذاهب الفكر الإسلامي المتعدِّدة، فالمثقفون من أهل السُّنَّة لا يعنيهم الاهتمام بما هو لدى الفكر الإسلامي الشيعي ولا يعرفون رجاله، والعكس صحيح، فتكوَّنت لدى كل منهما مكتبة خاصة بمصادر خاصة من داخل المذهب، وكذلك الأمر ينطبق على الباحثين من كلا الطرفين، وهذا أمر يدعو إلى الغربة والقطيعة بينهما، لذلك فالغاية هي أن يقترب بعضنا من بعض، بالاطِّلاع على دخائل بعضنا، وتفحُّص واقعنا الإسلامي ومصادر القوة عند كل منا للوقوف على أدوائه، لا أن نسير في خطين متوازيين.
الشيخ الصفار استطاع من خلال خطبه ومحاضراته وكتبه والندوات التي يشارك فيها أن يرقى إلى مستوى هذا المثال الإسلامي النموذجي، والمبدأ الذي يؤمن به بأن الإسلام واحد ومصادره واحدة، ويستفيد من كتب التراث المتعدِّدة كلها، ويستدل بها دون حرج، ثم يعود في النهاية إلى الرأي الذي يراه سليمًا ناهضًا وإن لم يقتنع به الجميع على اختلاف مشاربهم ومواقفهم من الدين وأحكامه وقضاياه المعاصرة.
إن فكر الصفار هو نقدي إصلاحي يرمي إلى النهوض بحياة المسلمين ومجتمعاتهم، خصوصًا ما هو متعلِّق بالبيئة الخليجية، بتصحيح مناهج التفكير، وتقويم المفاهيم الخاطئة فيه، فهو من الفكر الذي يؤمن بالإصلاح الشامل الذي يدرس بناء الشخصية القادرة على تحقيق الرؤية الإسلامية الصحيحة خصوصًا لفئة الشباب.
لذلك فإن فكر الشيخ ليس حياديًّا؛ لأن الحياد قد يكون -في نظره- معارضًا للفكر؛ لأن المحايدون في الفكر يعني أنهم لا يفكّرون، بل رؤاهم قائمة فقط على الانتماء الذي يفرض عليهم الموقف.
عندما يكون الفكر مدعومًا بالوضوح والاتِّساق والالتزام والاقتناع فهو بذلك يكون على الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافه بشكل سليم.
المنتج الثقافي والفكري للشيخ الصفار في كتاباته وخطبه هو إسلامي المصدر والواقع، فهو يلامس الواقع الاجتماعي من خلال العيش فيه والتعايش معه في ميادينه وساحاته، ويتفاعل معها ليتم التغيير في اتجاهاته السليمة، فالرصد الواعي للمنتج الثقافي الإسلامي المخلص لا يأبه بحجم الإنتاج بقدر ما يأبه بالمضمون وكيفيته، ففي الساحة الإسلامية توجد عدة أنماط من الكتابة الثقافية والفكرية، منها ما هو عميق، ومنها ما هو سطحي مشين، ومنها ما هو مبتلى بالتعصُّب الذميم، وآخر تعوزه القدرة على التشخيص بين ما هو أصيل إسلامي وما هو دخيل يخلط أصحابه بين الفكر الإسلامي وغيره!! فالشيخ نراه في كتاباته بفكر إسلامي ناصع يعضده الدليل المباشر، مستفيدًا من آراء غيره من العلماء في المدرسة الإسلامية الشاملة -سنة وشيعة- في إيصال أفكاره، فالثقافة هي ليست سعة اطِّلاع فقط، وإنما هي مسؤولية والتزام ومنهج سلوك واستقامة وحمل هم واهتمام وتهذيب وتعليم وتقويم، والمجتمع الذي يتقدَّمه رجال مثقفون محصَّنون بتلك المواصفات سوف لا تُخطئ بوصلة سفينته مرافئ الأمان، خصوصًا أن من وظائف هذا المنتج الثقافي والفكري دراسة التيارات الفكرية المعاصرة، واستخلاص محتواها الفكري، لإعداد دراسات وأفكار نقدية كاملة عنها؛ لأن هذه التيارات هي ليست آراء فردية لأفراد هنا وهناك، بل هي أفكار تسندها قوى ومؤسسات دولية وتنظيمات تدفعها إلى اتجاهات مختلفة، وهي كثيرًا ما تخلب ألباب الناس واتجاهاتهم لارتدائها لباس العلمية وتلاعبها بالألفاظ ودعوتها في الغالب إلى الانحلال، هذه التيارات مدعومة بشتى أنواع الأسلحة المادية والفكرية وبأساليب ملتوية.
ثانيًا: شخصيته الأدبية والأخلاقية:
في اعتقادي أن كل من يرتبط بالشيخ من قريب أو بعيد يجد فيه سمة الأبوَّة في التعاطي مع الغير، لما يملكه من تواضع وأدب جمٍّ في تعامله مع الآخرين صغيرهم وكبيرهم، جاهلهم ومُتعلِّمهم، لذلك كان التواضع من صفاته البارزة التي لمستها شخصيًّا منه أينما لاقيته أو شاهدته في لقاءاته مع الآخرين، وهي صفة الكبار أصحاب الثقة بالنفس، يصاحبها هدوءه الواضح في كل المواقف، فلا تراه يتشنَّج حتى في الظروف والمواقف الحسَّاسة حينما يستفزُّه أحدهم بانتقاد أو طلب تصريح، شاهدت وقرأت ذلك في بعض اللقاءات الإعلامية والصحفية عدة مرات!
يمتلك الشيخ صفة الحكمة في التعامل، وتبرز هذه الصفة بقدرته الفائقة على الدخول في صلب الموضوع والتعرُّف إلى عناصر المشكلة والتعامل معها مباشرة، بدلًا من الانشغال بمواضيع جانبية وتافهة أو غير ذات أهمية، وهذه الصفة تتضمَّن موقفًا سليمًا يجعل من يمتلكها ذا قدرة كبيرة على احتواء الأشخاص بإيجابية.
الأخلاق كما يراها الصفار هي «التجلِّي الأمثل لإنسانية الإنسان، فمن دون الأخلاق لا يكون الإنسان إنسانًا، فهي الكاشفة عن حقيقة الذات»، ويرى أن مجتمعاتنا في العصر الحاضر أشدُّ حاجةً إلى الأخلاق عمَّا سبق، بسبب قوة الحالة الذاتية الأنانية عند إنسان العصر، مع تضخُّم النزعة المادية في حياته، وتغوُّل التوجُّهات المناوئة للفضائل الأخلاقية، بسبب تحكُّم التحدِّيات الكبيرة التي تواجه المجتمعات الحديثة، مع استشراء حالات الفساد وضعف القيم الإنسانية.
أيضًا من الخصال الجميلة التي يتميَّز بها سماحته مهارة فن التواصل مع معارفه أو غير معارفه، والمبادرة بالسؤال أينما كانت هناك مناسبة تستدعي ذلك أو حتى لم تكن، فهو يُخجلك باهتمامه الشديد في هذا الموضوع، لذلك فإن الشيخ من أهم اهتماماته الانفتاح على الآخرين المؤتلفين معه والمختلفين، وله في ذلك كتابات كثيرة، بل مواقف تحضُّ كثيرًا على هذا الانفتاح والتواصل وخصوصًا مع المختلف، ويعتبر العزوف عنه -أي المختلف- مظهرًا صارخًا من مظاهر التخلُّف والتعصُّب، ويدعو بذلك عمليًّا إلى تضافر الجهود الواعية لصناعة أجواء صالحة تنمو فيها بذور الانفتاح والحوار لتكثيف نقاط الالتقاء وتضييق موارد الاختلاف، باعتبار أن الإسلام يدعو إلى ذلك، ويرفض الانغلاق الفكري والاجتماعي، وأن الخطوة الأولى في الانفتاح هي الانفتاح على الذات، بأن يتعرَّف الإنسان إلى ذاته وإمكاناته، ثم يتطلع إلى الإمكانات الأخرى، فإذا رأى فيها ما هو أفضل أو ما يمكن إضافته إلى ما لديه، فسيكون ذلك أقرب وأنجع إلى التقويم، وهذا هو مفهوم المنطق السليم والحكمة التي تحدّثت عنها، ويتميَّز بها سماحته للرقي بالنفس الإنسانية والشخصية الفردية والاجتماعية وللارتقاء بحالها إلى مراتب السمو والقوة، فالشخصية الإسلامية القوية تمثّل مؤسسة إعلامية مستقلِّة إن قامت بدورها الانفتاحي المحب للتواصل والتفاهم، بعكس الشخصية الضعيفة المنكفئة على نفسها والمنعزلة بذاتها عن الآخر، فهي مفهوم مجرَّد لا تُقدِّم أي شيء لنفسها ولغيرها.
ثالثًا: الصفار المواطن:
عهدتُ الشيخ الصفار -متابعًا له في أغلب كتاباته ولقاءاته وخطبه- مواطنًا صادقًا وأمينًا وحريصًا على الجهر بحب وطنه، وتحفيز متابعيه وقُرَّاءه على العمل بما يُرسِّخ مفهوم المواطنة قولًا وفعلًا، باعتبار أن المواطنة الحقَّة هي مطلب شرعي وأخلاقي وحضاري، فالوطن -حسب رؤيته- هو «كهف ومأوى لجميع أبنائه على اختلاف مذاهبهم، فهم شركاء في أرضه وخيراته، ويتحمَّلون جميعًا مسؤولية بنائه وحمايته، ويتساوون في حقوقهم وواجباتهم تجاهه»، فالوطن بهذه الرؤية هو مفهوم يُؤطِّر الواجبات والحقوق وفقًا لدستوره، والمواطنة هي ممارسة وفعل لتعميق المفاهيم الوطنية.
كان وما زال سماحته ومذ عرفته مصلحًا وطنيًّا، يجاهد في سبيل ردم المعوِّقات التي تقف حجر عثرة أمام بناء مجتمع متصالح ومتجانس إلى حدّ ما يساهم في تنمية بلاده، تلك المعوِّقات الإثنية كالطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية وغيرها، والتي لعبت دورًا كبيرًا لسنوات طويلة في تضخُّم حالة المحسوبية والفساد والاستعلاء والصراعات لحساب فئات دون فئات أخرى، فكانت للشيخ مواقف وإسهامات مميَّزة في مواجهة هذه الحالة، تمثَّل جزء منها بمؤلفات قيِّمة تعكس وجهة نظر الفاحص الحكيم العاشق والمحب لوطنه وأهله، تم إصدارها بمسميات (المذهب والوطن)، و(السِّلم الاجتماعي.. مقوماته وحمايته)، و(التعدُّدية الدينية.. قراءة في المعنى)، و(الاستقرار السياسي والاجتماعي ضرورته وضماناته)، و(المبتعثون.. طموح التنمية والتقدُّم)، و(خطاب الوحدة.. نقد وتقديم)، و(الطائفية بين السياسة والدين)، و(الإصلاح الديني والسياسي)، و(المشكل الطائفي والمسؤولية الوطنية)، و(التسامح وثقافة الاختلاف)، و(الوطن والمواطنة.. الحقوق والواجبات)، و(التنوُّع والتعايش)، وغيرها من الكتب والمقالات.
التسامح والاعتدال صفتان أخلاقيتان يتمتَّع بهما سماحته، تُعبِّران عن قناعاته وإيمانه بهما كمواطن صالح، ناضل من أجلهما لأجل التعايش الذي يرى بأنه «الخيار المنطقي والصحيح ولا بديل له إلَّا التفريط بمصلحة الوطن وتمزيق وحدة الأمة»، فهو «لا يتحقَّق إلَّا بالمساوة بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وتكافؤ الفرص، دون تمييز أو تصنيف، وبالاحترام المتبادل، والتوقُّف عن التعبئة والتحريض من كل جهة تجاه الأخرى».
في كتابه القيِّم «السِّلم الاجتماعي... مقوِّماته وحمايته» يرى أن تحقُّق هذا السِّلم عامل أساسي لتوفير الأمن والاستقرار في المجتمع، وإذا ما فقدت حالة السِّلم هذه فإن نتيجتها الطبيعية تدهور الأمن وزعزعة الاستقرار. ويرى أن من أهم مقوِّماته السلطة والنظام، العدل والمساواة، وضمان الحقوق والمصالح المشروعة لفئات المجتمع، كل ذلك لتحقيق التنمية والتقدُّم للمجتمع الكبير المعبَّر عنه بالوطن.
العلَّامة الصفار نموذجًا حيًّا من نماذج التضحية، والبصيرة، والفكر، والحوار، والنقد، والأخلاق، جدير بالمهتمين من الطبقة المتديِّنة والمثقَّفة من المسلمين دراسة فكره، وقراءة تجربته، وتمعُّن نتاجه، ففي فكره عناصر الدِّقَّة والشمولية، وفي تجربته مظاهر الوعي والأمانة والوطنية، وفي نتاجه الموسوعية والحكمة والمنطق السليم، فقوَّة شخصيته وثراء فكره وثقافته ووعيه السياسي وولائه لوطنه، كل ذلك وغيره جعله محل تقدير رسمي واجتماعي ونخبوي. أسأل اللَّه أن يُوفِّقه وينفع به ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾.