حكيم القطيف
في البداية أودُّ أن أُعرب عن شكري وتقديري لسماحة الشيخ زكي حسن الحبيب على دعوته لي بالمشاركة في أول إصدار في مشروعه الحضاري لتكريم العلماء والكتّاب والمثقَّفين والباحثين وذوي الكفاءات من منطقتنا الغالية[1]. تكريم العلماء وذوي الكفاءات مشروع هام وله منافع كثيرة للمجتمع. وإن لتعريف المجتمع بفكر وعطاء الشخصيات المميَّزة قوة إيحائية كبيرة، وهو منبع ثري للاقتداء واستقاء الدروس والعبر، وخاصة العوامل الذاتية التي صاغت وصقلت تلك الكفاءات. والتكريم هو تعبير عن تقدير واحترام المجتمع لعلمائه وكفاءاته المبدعة، وهو بدوره يُحفِّز الناس على التنافس الشريف في طلب العلم، ومن ثَمَّ المساهمة في إنتاج الفكر ونشر العلم والمعرفة التي تبني الأوطان البناء الصالح والمتين.
وإنه ليُشرِّفني أن أكتب هذه السطور التي لا تفي حق الشخصية الأولى المحتفى بها في هذا الإصدار. التكريم الأول في هذا المشروع هو للأخ والصديق العزيز سماحة الشيخ حسن موسى الصفار حفظه اللَّه تعالى ورعاه. سأركِّز الكتابة على عدَّة جوانب من شخصية سماحة الشيخ: الجانب الشخصي، الجانب المعرفي، والجانب الاجتماعي. سأكتب عن كل جانب بشكل منفصل، مع التنويه على أن هذه الجوانب متداخلة بشكل عضوي وعميق بعضها مع بعض في شخصية سماحة الشيخ.
الجانب الشخصي:
لا أستطيع أن أقاوم الإغراء بالتحدُّث عن أول شيء سمعته عن سماحة الشيخ وأنا صغير، وكان متناقلًا في فضاء المجتمع العام عن بزوغ قارئ صغير في السِّنِّ كبير في العقل. والسردية المنقولة في مجتمع ذلك الوقت والذي كان معظمه أمي يُصدِّق معظم ما يقال هو أن ولدًا صغيرًا من القطيف سُقي العلم في المنام، أي إنه حظي بكرامة عظيمة، وهي شرب العلم في المنام، وجعله من تلك اللحظة عالمًا.
أذكر هذه السردية لأقول بأن الكثير آنذاك كان يُصدق بأن العلم قد يحصل هكذا بدون مكابدة وجهد ومثابرة وعزم كبير.
ومن يطَّلع على ما كتبه سماحة الشيخ عن سيرته الذاتية ومسيرة حياته وجوانب من تجربته «راجع كتاب“ظلال من الذاكرة”الذي يحتوي على قرابة ال 140 صفحة»، وما كتبه عنه الآخرون «راجع موسوعة الموسم، الشيخ حسن الصفار سيرة ثقافية اجتماعية، في المجلدين «172-173» زاد عدد صفحاتهما عن ال 1600 صفحة»، يكشف لنا العوامل الذاتية التي صاغت وصقلت شخصيته، وساهمت في نجاحه كعالم ومفكِّر ومربِّي وخطيب وكاتب ومثقف من الدرجة المميَّزة والرفيعة، والتي بحق تسمح لنا بوصف سماحة الشيخ ب“حكيم القطيف”.
من الصفات المميِّزة في شخصية سماحة الشيخ هي الفاعلية والنشاط، الثقة العالية بالنفس، استثمار الوقت وإدارته بحكمة، الانفتاح، والمرونة الذكية. لا بأس أن نتحدَّث قليلًا وبشكل انتقائي عن كل صفة من هذه الصفات:
الفاعلية والنشاط:
حياة سماحة الشيخ مليئة بالعمل والنشاط والحركة الدؤوبة سواء كان في مجال التعليم أو التعلُّم، أو الإنتاج المعرفي ونشره عن طريق الخطابة أو الكتابة أو عن طريق المشاركة في المؤتمرات والندوات والمناسبات. حياته لا تعرف الملل أو الكلل، ويومه ووقته يكون مليئًا ومباركًا بالعمل والحركة الهادفة.
منذ نعومة أظفاره، لم يكن هناك مجال في حياته للعب أو في تضييع الوقت في شيء لا قيمة أو فائدة علمية فيه. أثناء زيارة سماحته الأولى لي في منتصف الثمانينات وكنت وقتها أدرس الدكتوراه في مدينة ماديسون بولاية ويسكونسون، لاحظت حرصه الشديد على الكتابة اليومية واغتنام أو اقتطاع وقت من وقت الزيارة للكتابة في كراسه الأصفر ذي الأوراق الطويلة «مقاس 8 في 14». ولو صادف وقت تقديم وجبة أثناء وقت كتابته، يكتفي بالقول: «ابدؤوا بالأكل وسأشاركم في الأكل بعد قليل.» عندما استحضر تلك الذكريات، أدرك حب سماحة الشيخ العميق للكتابة، وشعوره بالنشوة أثناء الكتابة، لدرجة أنه ينتقل إلى عالم آخر، عالم سبك وصياغة الأفكار.
الثقة العالية بالنفس:
تميَّز سماحة الشيخ بثقته العالية في نفسه منذ طفولته، وارتقى المنبر مصرًّا على شقِّ طريقه في القراءة والخطابة على منابر كانت حكرًا على الكبار من الشيوخ والقُرَّاء. تحلَّى - ولا زال - بالجرأة والشجاعة على مواجهة الجمهور والتأثير فيه عن طريق المواضيع التي كان يُحضِّر لها تحضيرًا كبيرًا ليُعطي المستمعين مادة ثريَّة ومفيدة. وتدريجيًّا ذاع صيت سماحة الشيخ وكثرت عليه طلبات القراءة في مجالس كثيرة من مدن وقرى من داخل وخارج المنطقة. وزاد رصيد الثقة بالنفس كمًّا ونوعًا بعد هجرة سماحة الشيخ للخارج، واستمر في الازدياد إلى حين عودته للبلاد في أوائل التسعينات وإلى الآن.
الثقة في النفس تُولِّد المزيد من الثقة، ومع ارتفاع درجة الثقة في النفس ترتفع نسبة الوقوع ضحية لمغريات الكبر وشباك العجب بالنفس والتكبُّر. وهذا ما لم يحصل لسماحة الشيخ، فالتواضع كان دائمًا رفيقًا لثقته بنفسه، والحكمة هي بوصلته الموجهة لسلوكه والضابطة لأفعاله.
استثمار الوقت وإدارته بحكمة:
الوقت لا يُعوَّض ولا يُستبدل، ومن مميِّزات الناجحين في الحياة هو إدراكهم وتقديرهم لقيمة الوقت واستغلاله واستثماره جيِّدًا.
ومن المهارات التي يُتقنها سماحة الشيخ هي إدارة وتنظيم الوقت، وحسن استخدامه لرفع الإنتاجية المعرفية، وبناء وتنمية الذات روحيًّا وعقليًّا واجتماعيًّا، وإعطاء كل شيء وقته الخاص، ووضع خطة لقضاء كل ثانية من وقته للقراءة والمطالعة والكتابة، وقضاء الوقت في المساءلات واللقاءات المعرفية والاجتماعية، فضلًا عن إعطاء الوقت الكافي والوافي للعائلة وزيارة الأقارب. وأسلوب سماحة الشيخ حسن في استثمار الوقت نموذج جدير بالاقتداء. فأسلوبه لافت ومعدٍ. لو رأيت ولاحظت سماحته في بيئة عمله فسترى نفسك تلقائيًّا تدرك كم من الأشياء تستطيع أن تُنجزها أو تتعلَّمها، إذ ستشعر بقيمة الوقت أكثر، وتتولَّد لديك الثقة بقدرتك على ترويض وتوطين نفسك على استغلال ما منحك اللَّه من نعمة الوقت في سبل الخير. لمست مباشرة تأثير فلسفة وآلية استثمار الوقت في ثلاث زيارات مختلفة تفصل كل واحد منها عن الأخرى على الأقل سنة، كيف يعمل فريق مكتب سماحة الشيخ، فترى الجميع يعمل بجدية وتركيز كخلية نحل تتَّسم بالحيوية والنشاط والفاعلية، وباستثمار للوقت لإنتاج وإنجاز أكبر قدر ممكن من العمل. عبارة «دع عمل اليوم للغد» ليس لها وجود في حياة ومكتب سماحة الشيخ اليومية.
الانفتاح:
الانفتاح على العالم، على الثقافات الأخرى، على علوم الآخرين، على أفكار الآخرين مهما كانت مختلفة وحتى مغايرة لفكره هي من السِّمات القوية التي يتحلَّى به سماحة الشيخ حسن الصفار. من خلال متابعتي لمحاضرات وخطب ومواقف وكتب سماحة الشيخ، أرى وألمس نظرته للإنسان كإنسان مكرَّم من اللَّه، وأن من واجبات الإنسان أن ينفتح ويتعرَّف على أخيه في الإنسانية، ويُعلِّم ويتعلَّم منه. الانفتاح يتَّكئ على ركيزتين: الرغبة والقدرة، وكلاهما يتطلَّب بذل الجهد وأخذ الخطوات الأولى للتعرُّف على الآخرين، ويتطلَّب تنمية مهارات تواصل معيَّنة. وهذا ما يُتقن سماحة الشيخ عمله لما يمتلكه من قناعة بجدوى وفائدة الانفتاح وما لديه من تراكم مهارات وتجارب في تأسيس وتجسير العلاقات مع الآخرين.
لا بد من الإضافة بأن الانفتاح سمة عامة في تفكير وشعور وسلوك سماحة الشيخ وتنطبق على الانفتاح على الآخر، على عالم الفكر وعلى ما هو جديد ومعقول ومفيد.
المرونة الذكية:
والصفة الأخيرة في الجانب الشخصي لسماحة الشيخ يتناول موضوع المرونة الذكية والتي هي من أبرز صفاته. وأقصد بالمرونة الذكية هي امتلاك المرء نظرة إيجابية للذات وخاصة قدرته على تقدير وتقييم تحدِّيات الحياة بدقَّة ووضوح والتحلِّي بالثقة في إيجاد طرق حذقة لتذليل الصعاب وتحويلها إلى فرص. كل من يتصدَّى لخدمة المجتمع ورفع مستوى وعيه وتطويره يحتاج إلى ترسانة من المرونة الذكية، وهذا يتطلَّب سعة أفق وسعة صدر وسعة فهم وكلها موجودة في شخص سماحة الشيخ، فهو يتعاطى مع الأمور بهدوء وتروي وتأمُّل عميق وبعقلانية عالية وليس بالانفعالية التي عادة ما تجلب النتائج السلبية.
كما ذكرت في البداية بأن السِّمات الشخصية متداخلة ومؤثِّرة في الجانب المعرفي والجانب الاجتماعي وتناولي بشكل منفصل عن كل سمة من السِّمات الشخصية هو لهدف إبرازها وتسليط الضوء عليها أكثر. والآن انتقل بالحديث عن الجانب المعرفي.
الجانب المعرفي:
في زيارتي الأخيرة «نهاية شهر ديسمبر من عام 2021» لمكتب سماحة الشيخ، أحد الإخوة أخذنا في جولة على المكتبة الكبيرة واطَّلعنا على إصدارات سماحة الشيخ الأخيرة والتي أهدانا منها بعض النسخ. وتضمَّنت الجولة زيارة لصالة إصدارات سماحة الشيخ منذ أن بدأ في تأليف الكتب. كمية الإصدارات كبيرة ومدهشة جدًّا، وبعض الكتب ترجم إلى لغات أخرى بما فيها اللغة الإنجليزية ككتاب التنوُّع والتعايش الذي كان محور مؤتمر عقد في جنوب أفريقيا في خريف السنة الماضية. وأثناء الحديث مع سماحة الشيخ، أخبرنا بأنه ألّف 13 كتابًا أثناء أزمة كورونا والتي أتاحت له الفرصة على التركيز على القراءة والكتابة. وهذا الإنجاز «تأليف 13 كتاب في خلال سنة ونيف» هو دليل على السمات الشخصية التي ذكرتها أعلاه.
وهذا الجانب ليس مقتصراً على تأليف الكتب فقط. إنما يشمل - أيضًا - العطاءات الفكرية في المحاضرات وخطب الجمعة والمشاركات الكثيرة في الندوات، والحوارات، والمؤتمرات. والمتابع لنتاج سماحة الشيخ يلاحظ قواسم مشتركة تتلخَّص في النقاط الآتية:
1- وضوح الفكرة وطرحها بلغة بليغة ولكن بطريقة يسهل فهمها على عامة المستمعين بتنوُّع تخصُّصاتهم ومستواهم العلمي وحصيلتهم الثقافية.
2- التركيز على مواضيع حيَّة ومعاصرة تلامس وتعالج احتياجات المجتمع.
3- تناول المواضيع وطرحها بشكل جاذب وآسر للانتباه ومُحفِّز لمتابعة البحث عن المزيد من المعلومات عنها.
4- الاعتماد على المصادر الحديثة والمعلومات الجديدة وتقديمها بشكل مناسب مع ذائقة وتفكير الجيل الجديد الذي تعوَّد على المساءلة ونقد وتقييم الأفكار.
5- احترام فكر وذكاء المستمع أو القارئ وإعطائه المعلومات المبنيَّة على بناء منطقي ومراجع معتمدة ومتعدِّدة، وطرح الأسئلة والمواضيع التي تثير فضوله المعرفي.
من الملفت في قراءة عناوين كتب أو سماع محاضرات سماحة الشيخ هو شمولية وغزارة علمه في ميادين شتى من ميادين المعرفة، والتي عادة ما ينطلق فيها من رؤية وأرضية دينية ثرية ومتينة، ويربطها بما هو جديد في العلوم المختلفة كعلم النفس وعلم الاجتماع. والاستعانة بلغة الإحصاء - أيضًا - صفة مميَّزة لسماحة الشيخ حينما يتحدَّث عن ظاهرة معيَّنة أو موضوع معيَّن، فتراه يعرض الأعداد والأرقام المرتبطة بالموضوع لكي يدرك المتلقي أهمية الموضوع بشكل أكبر.
وفي الجانب الاجتماعي يلمس المراقب والمتابع لفكر سماحة الشيخ الإبداع والعطاء المتجدِّد بلغة عصرية تواكب المستجدات في الساحة الفكرية. وتراه مهيمنًا على أي موضوع يكتب فيه أو يتحدَّث عنه؛ لأنه يستند ويعتمد في الكتابة والخطابة على التحضير الطويل الذي يُمكِّنه من تناول الموضوع بغزارة وشمولية.
وفي الجانب المعرفي لا بد من المرور على دور سماحة الشيخ في تربية الكوادر المعرفية الشغوفة بالعلم والمعرفة، وبنشر الثقافة بشتى الطرق المكتوبة منها والمرئية والمسموعة. كل كادر لديه برنامجه الثقافي، ويحمل نفس هموم واهتمامات وسعي سماحة الشيخ في رفع وعي وثقافة المجتمع.
وهناك الدور التشجيعي لدى سماحة الشيخ للمثقَّفين والمتصدِّين للشأن الثقافي، فتراه يُثني على كاتب هنا ويشيد بآخر هناك، ويُحفِّزهم على الاستمرار في إنتاج المزيد من المؤلَّفات والإصدارات. الدور التشجيعي هذا نابع عن تقدير سماحته لجهود الكتَّاب والمؤلِّفين، ويقينه بأن مواظبة الكتَّاب على الكتابة والتأليف تُنمِّي وتزيد مهارات التفكير والكتابة عندهم.
الجانب الشخصي والمعرفي في شخصية سماحة الشيخ ينعكسان على الجانب الاجتماعي والذي سننتقل إليه الآن.
الجانب الاجتماعي:
مُهمَّة العالم والمفكِّر والمثقَّف عادة ما تصبُّ في خدمة المجتمع. وكلما كانت علاقة العالم بالمجتمع قريبة زادت قدرته على خدمة مجتمعه؛ لأن التواصل المباشر مع المجتمع يُعطي العالم فرصة التعرُّف على احتياجات الناس ومعرفة المواضيع المهمَّة التي تحتاج إلى دراسة ومناقشة في الفضاء الاجتماعي. ومجتمعاتنا اليوم تواجه تحوُّلات كثيرة، ومع التحوُّلات هناك تحدِّيات كبيرة لا بد من التصدِّي لها وتناولها من قِبَل من يدهم دائمًا على نبض المجتمع ويعرفون آماله وآلامه. وسماحة الشيخ حسن الصفار يسعى دائمًا لخدمة مجتمعه وللنهوض به إلى أرقى المستويات، ولهذا نراه ينسج العلاقات مع كل شرائح المجتمع من مثقَّفين ومعلِّمين ورجال أعمال. وفي لقاءاته يحثُّ على خدمة المجتمع بأيِّ شكل من الأشكال، سواء عن طريق العمل التطوعي ودعم الجمعيات الخيرية واللجان المختلفة كالتي تهتم بشؤون الناس وحماية البيئة.
حسب مواكبتي لما يقوم به مكتب سماحة الشيخ، أستطيع القول بأن مشروعه في الجانب الاجتماعي يسعى لتحقيق عدة أهداف ومنها:
1- تحفيز الناس على العطاء وخدمة المجتمع.
2- تشجيع رجال الأعمال على دعم المشاريع الخيرية والاستثمار في الموارد البشرية، عن طريق تشجيع العلم والتعلُّم، ودعم من يحتاج إلى مواصلة دراسته وخاصة في المجالات والخدمات الطبيَّة.
3- التواصل بين شرائح المجتمع وخاصة المتصدِّين لخدمته، والحثُّ على التعاون، وعلى مناقشة التحدِّيات وتبادل الخبرات.
4- تكريم الشخصيات الخادمة للمجتمع.
5- نشر جو الألفة والوئام والانسجام في المجتمع.
6- أن تسود ثقافة التطوع والتكافل في المجتمع.
7- التزاور والتواصل لتقريب وجهات النظر بين فئات المجتمع، ونشر ثقافة احترام اختلاف الرأي عن طريق الحوار الهادف والبناء.
يُركِّز سماحة الشيخ على هذه الأهداف في لقاءاته المختلفة مع رؤساء وأعضاء إدارات الجمعيات الخيرية أو الأندية الرياضية أو اللجان التطوعية المختلفة. وهذا التركيز والحثُّ والتشجيع يعكس الحبَّ لصادق والعميق الذي يَكُنُّه سماحة الشيخ لمجتمعه.
وفتح قنوات التواصل والزيارات المتبادلة والكثيرة مع الشركاء في الوطن لهو دلالة واضحة - أيضًا - على حرص سماحته على أهمية هذه العلاقات في تقوية الأواصر بين أبناء الوطن الواحد. والنتائج الإيجابية للزيارات والتواصل المباشر مع أبناء الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه كثيرة، ومنها التعرف عن قرب على إخوة الوطن، والتخلُّص من الصور النمطية التي نشأت وترعرعت وتجذَّرت بسبب عدم التواصل وعدم وجود من يتصدَّى لتغيير هذا الواقع غير الصحي. وسماحة الشيخ هو من أحد أهم المتصدِّين لتغيير هذه الحالة، ولعب دورًا رياديًّا بارزًا ولا زال في هذا المجال.
الحديث يطول في الكلام عن شخصية سماحة الشيخ حسن موسى الصفار المتعدِّدة الجوانب وسيرته وتجربته الثرية وعطائه المعرفي المتدفِّق. وأتوقَّف هنا لأقول لسماحة الشيخ: تهانينا وتبريكاتنا لك على هذا التكريم الذي تستحقه. نسأل اللَّه أن ينفعنا بعلمك ويرفعنا بعطائك المستمر.