الشيخ الصفار: الإنسان المعطاء يسعد في حياته والبخيل يعيش الأزمات النفسية والاجتماعية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الإنسان المعطاء يكون أسعد في حياته، بينما يعيش البخيل العقد النفسية والأزمات الاجتماعية.

وتابع: إذا اختار الإنسان طريق العطاء والسخاء، يكون مرضيًا عند الله وعند الناس ومنسجمًا مع النهج الإلهي في تسيير نظام الحياة.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 10 ربيع الأول ١٤٤٦هـ الموافق 13 سبتمبر ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: سنة العطاء في الحياة.

وأوضح سماحته أن نظام الخلق والوجود قائم على أساس السخاء والعطاء الإلهي، فكل موجودات الكون التي خلقها الله تعالى تغدق على الحياة كرمًا وعطاءً بأمر الله تعالى.

وتابع: سائر الموجودات في الكون تقدم العطاء وتمارس السخاء دون إرادة واختيار منها، بل بمقتضى تكوينها بمشيئة الله تعالى.

وأضاف: إن الإنسان مطلوب منه أن يكون منسجمًا مع نظام الطبيعة والكون، فيمارس العطاء والسخاء، لكن بوعيه واختياره، نظرًا لما ميّزه الله تعالى به على سائر المخلوقات من عقل وإرادة واختيار.

وأشار إلى أن ما يحوزه الإنسان في هذه الحياة من إمكانات وقدرات وثروات هي من نعم الله تعالى التي أفاضها عليه، ليستفيد منها، ويستمتع بها في حياته، ويعطي مما زاد منها على حاجته للآخرين.

وأضاف: أما إذا تغلبت عليه نزعة الأنانية المفرطة، وسيطرت عليه حالة الشحّ والبخل، فسيكون معرّضًا لسخط الله تعالى، مخالفًا لما أراده الله نهجًا في مسيرة الكون والحياة.

وبيّن أن صنع المعروف والإحسان إلى الآخرين ينبغي أن يكون مسلك الإنسان الواعي في تعامله مع جميع الناس بمختلف أصنافهم.

وتابع: ومن عناوين صنع المعروف أن يبذل الإنسان من جهده وماله وجاهه في مساعدة الآخرين، وقضاء حوائجهم، والإحسان إليهم.

ولفت إلى أن الكرم والبخل يكون أيضًا على مستوى المجتمعات، مؤكدًا أن المجتمع الذي تسوده روح العطاء، يكون مستحقًا للتقدم والرقي، بينما يعيش مجتمع البخل حالة التخلف والضعف.

ومضى يقول: جاءت الرسالات الإلهية لتوجه الإنسان لاختيار طريق العطاء، وتجاوز نزعة البخل والشحّ، لينال النجاح والفلاح.

وتابع: إن الدين يربي الإنسان ليكون معطاءً للآخرين، مبادرًا لفعل الخير، لينال رضا الله تعالى، وحسن المصير في الآخرة.

وبمناسبة ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري نقل الشيخ الصفار توجيهات الإمام لأبي هاشم الجعفري الذي كان متصديًا لقضاء حوائج الناس، فشجعه الإمام قائلًا: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَبَاباً يُقَالُ لَهُ: (الْمَعْرُوفُ)، لَا يَدْخُلُهُ إِلَّا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ... فَدُمْ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ، فَإِنَّ أَهْلَ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، جَعَلَكَ اللَّهُ مِنْهُمْ يَا أَبَا هَاشِمٍ، وَرَحِمَكَ».

وأبان أن الإمام العسكري اراد تعزيز هذا السلوك عند أبي هاشم الجعفري، فهو يتكلف في قضاء حوائج الناس، وقد أفرحه كلام الإمام له، حيث أكد عليه الاستمرار في هذا النهج، وحدثه عن معطيات بذل المعروف والإحسان للناس في الآخرة.