في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا
الشيخ الصفار: لا تكفي محبة أهل البيت إن لم تمتزج بالوعي والاتباع
قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن محبة أهل البيت لا تكفي الإنسان المؤمن إن لم تمتزج بالوعي بمدرستهم والاتباع لمنهجهم.
وتابع: لا يكفي الحب القلبي، وإظهار مشاعر الفرح والحزن في مناسباتهم، بل نحن مطالبون أن نتعرف على علومهم ومعارفهم، ونستن بسننهم ونسير على طريقهم.
جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته في حسينية باب العلم في جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا، مساء يوم الجمعة 5 صفر 1446هـ الموافق9 أغسطس 2024م، بعنوان: محبة أهل البيت وعيٌ واتّباع، وقام سماحة السيد آفتاب حيدر بالترجمة الفورية للكلمة إلى اللغة الإنجليزية.
وأوضح سماحته أنّ أهل البيت ليسوا لوحةً زيتيةً جميلةً نُعجب بها، وإنما هم شمسٌ ينبغي أن نستضيء بها في حياتنا وسلوكنا.
وتابع: لا يكفي أن تحب أهل البيت بقلبك، وتفرح لفرحهم، وتحزن في مآتمهم وأحزانهم، ولكنك لا تعرف شيئًا من أحاديثهم ومعارفهم ورواياتهم.
وتسائل: ماذا تعرف من نهج البلاغة، ومن الصحيفة السجادية، ومن خطبة الزهراء ؟ ماذا تعرف من أحاديث أهل البيت ؟ وماذا علّمت أبناءك وعائلتك من أحاديث أهل البيت ورواياتهم؟
وبيّن أن المهم والثمرة لمحبتهم، وللعاطفة المتوقدة في النفس تجاههم هو المعرفة والإتباع.
وعن أهم عوامل رسوخ محبة أهل البيت في قلوب الناس، قال سماحته: هناك الآيات القرآنية التي نزلت فيهم، وقد وردت أحاديث عن الصحابة بشأن نزولها فيهم.
وتابع: وهناك أحاديث رسول الله في حقهم، وفي محبتهم جميعًا، أو في أفراد منهم كالأحاديث التي وردت في فضل الإمام علي ، أو السيدة الزهراء ، أو في فضل الحسنين (عليهما السلام)، التي غصّت بها كتب الحديث من السنة والشيعة.
وأضاف: وهناك الكفاءة العلمية التي رآها ووجدها أبناء الأمة في أهل البيت عليهم السلام، ولم يجدوا ما يدانيها عند الآخرين، مهما كانت مكانتهم.
وذكر أن من عوامل رسوخ محبة أهل البيت في قلوب الناس أخلاقهم الباهرة في تعاملهم مع الناس، فكانوا كما كان جدهم رسول الله الذي وصفه الله تعالى بقوله ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، فلا يُمكن لأحدٍ أن يجد أي موقف أخلاقي سلبي في سيرة أي إمام من أئمة أهل البيت .
وتابع: كما أن لمظلومية أهل البيت الأثر الكبير في استقرار محبتهم في قلوب الناس، فإن الظلامات التي وقعت على أهل البيت تُمثّل سببًا أساسيًا في تعاطف الناس معهم، سواءً من المعاصرين لهم، أو حتى من الذين سمعوا بتلك الظلامات في العصور اللاحقة.
ومضى يقول: من هنا نفهم معنى إجابة الإمام الحسين على من اعترض على خروجه إلى العراق، فقال شاء الله أن يراني قتيلًا. فسئل: ولماذا تخرج مع أسرتك وعائلتك؟ فقال شاء الله إن يراهنّ سبايا.
وتابع: فالمشيئة الإلهية، أرادت لهذه الظلامة أن تحصل، لكي تكون رافعة لإبراز مكانة أهل البيت ، وحقهم في هذه الأمة.
وأضاف: لكل هذه الأسباب ولغيرها، كان من الطبيعي أن تكون محبة أهل البيت راسخة في النفوس والقلوب، وكلما كان الإنسان سويًا في وجدانه وفطرته، وكلما اقترب من مسيرة أهل البيت وتعرف على حياتهم تكون محبتهم أعمق في قلبه.
وقد حضر الحفل جمع من الأكاديميين وعلماء الدين والمؤمنين من أهالي جوهانسبورغ وضواحيها.