مشيدًا بسيرة الملا سعيد الخاطر

الشيخ الصفار يدعو الشباب لاستثمار حياتهم في مختلف الأبعاد

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

استقبل سماحة الشيخ حسن الصفار في مجلس الحاج سعيد المقابي بالقطيف أبناء المرحوم الملا سعيد بن ناصر الخاطر، الذين قدموا لإهدائه نسخة من كتاب (رسالة وعطاء.. الوالد الحاج الملا سعيد بن ناصر الخاطر) الذي يوثق لمسيرة حياة والدهم رحمه الله. وذلك مساء الجمعة 20 جمادى الأولى ١٤٤٦هـ الموافق 22 نوفمبر ٢٠٢٤م.

وقد تحدث سماحة الشيخ الصفار في استقبالهم، شاكرًا الجهد الذي قام به أبناء الراحل من أجل اصدار هذا الكتاب، ومشيدًا بسيرته رحمه الله وحياته الأدبية والعملية.

وأبان سماحته أن للراحل الملا الخاطر (1353- 1442هـ) حياة ثرية تستحق أن تسجل ويكتب عنها.

وتابع: ففي الجانب العلمي والثقافي كان رحمه الله مهتمًا بكسب العلم والمعرفة منذ نعومة أظفاره، فقد درس القرآن الكريم واللغة العربية والفقه، وعندما التحق بالعمل في شركة أرامكو فإنه درس وتخرج من قسم المختبرات الطبية، وعيّن بمستشفى أرامكو الظهران، ليكون من أوائل السعوديين العاملين فيه.

وأضاف: ثم تابع دراسته مبتعثًا إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، وعاد حاملاً شهادة الليسانس ليواصل عمله في الشركة أميناً عامّاً للمكتبات.

وبيّن أن عمله في المكتبة أتاح له فرصة أكبر ليعيش في أجواء الثقافة والمعرفة التي كان يعشقها، وكان يدعوا الشباب والموظّفين للاهتمام بالمطالعة والقراءة والحضور في المكتبة.

وأوضح أن للراحل رحمه الله دورًا اجتماعيًا بارزًا، فإنك لا تكاد تجد مشروعاً اجتماعياً أو دينياً في بلده القديح، إلّا وكان له دورٌ في تأسيسه أو إنشائه، إما بالمبادرة أو بدعم من يبادر في هذا المشروع.

وذكر من مصاديق ذلك مشاركته في إنشاء جمعية مضر الخيرية، ونادي مضر الرياضي، وتأسيس مسجد الإمام علي ، وإنشاء مأتم وعزاء للشباب.

وتابع: وتم اختياره ليكون عضوًا في أول مجلس بلدي في القطيف عام 1386هـ.

وأضاف: حتى أن المحكمة الجعفرية في القطيف كانت تعتمده، وتُحيل عليه بعض القضايا الاجتماعية، والنزاعات، وإصلاح ذات البين في بلدته القديح.الملا سعيد الخاطر

وبيّن أنه رحمه الله كان خطيبًا يرتقي المنبر، ويُمارس الخطابة الحسينية، وكان يرعى الكثير من الأنشطة الدينية التي تقام في القديح، كالاحتفالات الدينية وبرامج التعليم للناشئة.

وضمن الجانب الاجتماعي قال سماحته: كانت للراحل رحمه الله علاقة وطيدة مع مراجع الدين في النجف، وقم، وله إجازات رواية من بعضهم، وكان يتواصل معهم، وينقل بعض قضايا ومشاكل المجتمع لهم، ليقدموا لها المعالجات الشرعية.

وتابع: كما كان على صلةٍ مع مختلف علماء المنطقة، في القطيف والأحساء والمدينة المنورة.

ودعا شباب المجتمع أن يضعوا هذه الصورة أمامهم، لتكون نموذجًا يُحتذى في القيام بأدوارٍ متعددة في حياتهم، بين التعليم والتثقيف الذاتي، وقيادة الأسرة، وأداء العمل، وخدمة المجتمع.

وتابع: مهمٌ جدًا للشباب أن يقرؤوا سيرة هذا الرجل، لأن حياته كانت ثرية في مختلف الجوانب والمجالات.

وأشار إلى أن من التحديات التي نواجهها اليوم؛ كيف يستطيع الشباب أن يقوموا بأدوار متعددة في حياتهم؟

وتابع: قد لا يجد كثير من الشباب أنفسهم قادرين على القيام بأدوار متعددة، فتنحصر الحياة لديهم في دورٍ محدود، كالدراسة أو الوظيفة والعائلة.

ولفت إلى أن الله تعالى منح الإنسان طاقات، ومواهب متعددة، ومن الحيف أن يظلم الإنسان نفسه، وأن يتلخص في استثمار بعض المواهب، وتضمر بقية المواهب في شخصيته.

وعن التبرير بأن الوقت لا يكفي قال سماحته: إنّ الأمر يرتبط بالإرادة والتخطيط، وبرسم أولويات للوقت وبذل الجهد، متسائلًا: كيف اتّسع وقتهم ولا يتّسع وقتك؟

وتابع: الإنسان قادر على القيام بأكثر من دور، لكن يحتاج إلى همة عالية وتخطيط.

ومضى يقول: يُعتبر الملا سعيد الخاطر رجلًا مخضرمًا فقد عاش في فترة قبل هذا التقدم المعرفي والتكنولوجي، واستمرت حياته حتى أدرك زمن التقدم والتطور، واستطاع أن يُقدّم لنا نموذجاً للحياة الثرية، وللإنسان الناجح في حياته وضمن أبعادها المختلفة والمتشعّبة.

وتابع: ومن تجليات الثراء والنجاح في حياته تربيته لستة عشر من الأبناء والبنات، تربية صالحة، يعرفهم المجتمع بالخير والاستقامة والصلاح، ومتميزون في مسيرتهم التعليمية والعملية، فيهم بين دكتور ومهندس ومعلم وإداري.

وأضاف: حين يقرأ الإنسان هذا الكتاب، ويرى ثناء وإشادة العلماء والخطباء والأدباء والأكاديميين، من أبناء الوطن ومن مختلف الاتّجاهات بهذه الشخصية، يُدرك بحق ماذا كان يفعل هذا الرجل، وكيف كان يُنظّم وقته، وكيف استثمر حياته.

هذا وقد حضر اللقاء عدد من العلماء والمثقفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي، وعبّر المهندس أحمد الخاطر عن شكره الكبير، وامتنان عائلته لاحتفاء سماحة الشيخ الصفار بسيرة والدهم واهتمامه بالكتاب الذي يوثّق تجربة حياته، كما تحدث مؤلف الكتاب الدكتور محمد الخاطر عن مشروع الكتاب منذ بدايته حتى صدوره، وعلق على كلمة سماحة الشيخ كل من الخطيب الملا محمد علي الناصر، وعضو مجلس الشورى (سابقًا) المهندس نبيه البراهيم، والأستاذ صالح آل عمير.

وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى سنة 2024م، عن بسطة حسن للنشر، القطيف - السعودية. في 383 صفحة.

الملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطرالملا سعيد الخاطر