الشيخ الصفّار يدعو الجمعيات الخيرية لتعزيز ثقافة العمل التطوّعي في المجتمع
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الجمعيات الخيرية لتعزيز ثقافة العمل التطوّعي في المجتمع، وذلك من خلال إنتاج هذه الثقافة التي تعرّف المجتمع بالعمل التطوعي وشروطه وآدابه ومتطلباته ومجالاته،
وتابع: يمكن الاستعانة في ذلك بمنتجي الثقافة في المجتمع مثل الخطباء، والكتّاب، والمثقفين.
جاء ذلك ضمن اللقاء الذي جمع سماحة الشيخ الصفار برؤساء الجمعيات الخيرية في المنطقة، بمجلس المقابي بمدينة القطيف مساء الإثنين 14 رمضان 1445هـ الموافق 14 مارس 2024م
وأوضح سماحته أن نشر ثقافة العمل التطوعي، يمثّل تحديًا من بين مجموعة تحدّيات تعترض العاملين في الجمعيات الخيرية، والتي من بينها اشتداد حالة التنافس بين الجمعيات الخيرية القائمة، مما يجعل مسؤولية إدارات الجمعيات أكبر لبذل المزيد من الجهد، في سبيل تقديم خدمات أكثر تطوراً ومواكبةً للمستجدات الحديثة، سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي.
وأشار إلى تحدٍّ آخر يتمثل في توفير مصادر تمويل دائمة للجمعية، والذي يُعد مطلبًا أساسًا في الوقت الراهن، كما أن النظام الرسمي أصبح يسمح بذلك بعكس ما كان عليه في السابق.
ودعا العاملين في الجمعيات الخيرية لاستحضار نية القربة لله تعالى من العمل الذي يقومون به، وبذلك يكون عملهم أكثر بركةً، وأقرب للتوفيق.
وتابع: إن ذلك يمنح الإنسان قدرة على التحمل ومواجهة التحدّيات المختلفة.
وأضاف: بحكم تعامل الجمعيات الخيرية مع الشريحة الأضعف في المجتمع من الفقراء والمحتاجين، فقد تصدر من بعضهم انفعالات غير مدروسة، وهذا يتطلب من العاملين ضبط النفس، واستيعاب مثل هذه الحالات، ولهم بذلك الأجر والثواب.
وأشار إلى أهمية استيعاب الأخطاء التي تحصل، مبينًا أننا اليوم أمام انفتاحٍ كبير، حيث تطوّرت فيه سبل التعبير عن الرأي، فقد ينشر أحدهم رأياً فيه نقدٌ لأداء الجمعية، أو أحد العاملين فيها.
وطالب الشيخ الصفار إدارات الجمعيات الخيرية بالانفتاح على بعضهم البعض، وتبادل وجهات النظر فيما بينهم، بل وعمل تعاون مشترك، وشراكات مع مختلف الجهات الاجتماعية، كلُّ ذلك من أجل تطوير العمل الخيري ليرتقي لمستوى التحدي والطموح.
وفي الختام قدّم شكره العميق للجميع على تلبيتهم الدعوة، وشكر جهودهم الكبيرة في سبيل خدمة المجتمع، مؤكداً أنهم بذلك يخدمون أنفسهم أيضاً فمن يعمل خيراً فإن ذلك يعود لنفسه قبل غيره، كما يقول سبحانه وتعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا فَلِنَفۡسِهِ وَمَنۡ أَسَاۤءَ فَعَلَیۡهَا ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ تُرۡجَعُونَ﴾.
هذا وقد حضر اللقاء بعض رؤساء وأعضاء الجمعيات الخيرية والمهتمين بالعمل التطوعي في محافظة القطيف.