الشيخ الصفار يدعو للاحترام المتبادل للشعائر الدينية وأن تكون في إطار النظام العام

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن السلم المجتمعي لا يتحقق في مجتمع متنوع دينيًا أو مذهبيًا، إلا بالاحترام المتبادل للشعائر الدينية، وأن ممارستها يجب أن تكون جزءًا من النظام العام للمجتمع، وفي إطاره.

وتابع: لقد أدى التطرف والتشدد المتبادل إلى أن تصبح مواسم الشعائر الدينية مصدر قلق واستنفار أمني واجتماعي. رافضًا استفزاز الآخرين أو الإساءة إلى مقدساتهم ورموزهم.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 21 صفر 1447هـ الموافق 15 أغسطس 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الشعائر الدينية والسلم المجتمعي.

وأوضح سماحته أن الشعائر في كل دين، هي العلامات والرموز التي تشعر الناس بالدين في حياتهم، وتدل على انتمائهم لذلك الدين. فهي تعبّر عن حضور الدين في وجودهم.

وتابع: إذا كان الانتماء الديني حقًا طبيعيًا من حقوق الإنسان، لا يصح سلبه ولا منعه منه، فإن ذلك يترتب عليه حقه في ممارسة شعائره الدينية، وحقه في الدفاع عنها، كما يدافع عن سائر مصالح وجوده الذاتية.

وأضاف: من دون هذا الحق قد يفقد أتباع الأديان معالمهم، ورموزهم الدينية، بفعل اعتداء الآخرين عليها.

وقال: إن المنع والتضييق على الشعائر الدينية لأي فئة، يعني سلبها أعز الحقوق عليها وأعمقها في وجودها، وهو حرية الانتماء الديني. وهذا ما قد يؤدي إلى الفتن والاضطراب.

التطرف الديني

وأبان أن ممارسة الشعائر الدينية يجب أن تكون جزءًا من النظام العام للمجتمع، بمعنى إقرارها ضمن النظام العام، وممارستها في إطار النظام العام، فلا يكون في ممارسة الشعائر إخلال بالنظام، أو إساءة للآخرين.

وتابع: وقد ابتليت مجتمعاتنا الإسلامية بتيارات التشدد والتطرف، التي تريد مصادرة حرية الشعائر الدينية من مخالفيها في الدين أو المذهب، وتعبئ ضدهم.

واستنكر قيام أحد أئمة المساجد في الكويت من تهجم على المذهب الإباضي، متهماً إياه بأنه يحتوي على «ضلالات وأباطيل» ووصف عقيدة الِإباضيّة بأنها «عقيدة إلحادية». مشيرًا إلى قرار وزارة الشؤون الإسلامية في الكويت إنهاء خدماته من مهام الإمامة والخطابة.

ولفت إلى وجود تطرف داخل بعض الجماعات الدينية والمذهبية في ممارسة شعائره، فيستفز الآخرين أو يسيء إلى مقدساتهم ورموزهم، كما في بعض الخطابات أو بعض الأشعار يقرؤها الرواديد.

ومضى يقول: على المستوى الاجتماعي، يجب أن يحرص القائمون بالشعائر الدينية على رعاية النظام، وحفظ مصالح الناس.

وتابع: إن مهمة الدين وغرضه إقامة العدل والسلام، ونشر الطمأنينة والانسجام بين الناس، والشعائر الدينية يجب أن تخدم هذا الغرض، لا أن تؤدي إلى نقيضه.

زيارة الأربعين

وفي موضوع متصل تحدث الشيخ الصفار عن مناسبة أربعين الإمام الحسين في العراق، حيث توافد الملايين من أكثر من 140 دولة، لزيارة الإمام الحسين في كربلاء.

وبيّن أن زيارة الحسين شعيرة من أبرز الشعائر في أوساط أتباع أهل البيت ، حيث وردت عن أئمة أهل البيت مئات الروايات في الحثّ على زيارة الإمام الحسين، وتبيين فضلها وآدابها، وفوائدها، وآثارها في الدنيا والآخرة.

وتابع: إن زيارة الحسين شعيرة لتعزيز مشاعر الارتباط بنهج الإمام الحسين ، والولاء للمبادئ التي التزم بها، وضحى من أجلها. وهذا ما تؤكد عليه نصوص الزيارات الواردة عن الأئمة .

وتأسف لوجود اخبار تتحدث عن اكتشاف الجهات الأمنية في العراق لخلايا إرهابية تستهدف الزائرين في هذه المناسبة، داعيًا الله تعالى أن يحمي الزائرين من كل مكروه.