|
|
يبين الشيخ الصفار في الكتاب أهمية التعايش الحضاري بين الناس لتأمين الحياة الوادعة وللتفرغ للعمل والإنتاج والنهوض بالمجتمع بدلاً من هدر الطاقة في النزاع، فالاحتراب الداخلي والانشغال بالمعارك، يستنزف طاقات الناس الذهنية ومن ثم يصرفهم عن التفكير في التنمية والبناء.
ويرجع المؤلف أسباب نشوب الصراع في المجتمعات الإسلامية إلى عوامل ثلاثة هي: الجهل برؤية الإسلام وتعاليمه، والركون إلى الأخلاق السيئة التي تمليها الأنانية والتعصب، فالتعايش السلمي يقتضي ضمان حقوق ومصالح جميع الأطراف المختلفة، وتبادل الاحترام فيما بينها، لأن شعور أحد الأطراف أنه مضطهد أو منتهكة حقوقه، يؤدي إلى الإحساس بالغبن ومن ثم إلى نشوب النزاع. أما العامل الثالث فهو ما يبذله أعداء الأمة من جهود لدعم الفرقة وإيقاد الفتنة.
ويخلص المؤلف إلى أننا في حاجة كبيرة إلى تضافر جهود علماء الدين والمفكرين والكتاب ووسائل الإعلام، لدعم الوحدة الوطنية وتحذير الناس من مغبة إثارة الفتن الطائفية أو إذكاء روح التعصب المذهبي.