الشيخ الصفار يدعو إلى الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق الإنسان
تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في خطبته الأولى لصلاة الجمعة 27/ 11/ 1428 هـ ـ 07/ 12/ 2007 م عن حقوق الإنسان ومنزلتها في الإسلام من بين تشريعاته وقوانينه العامّة، وهي الحقوق التي وضعها الإسلام مقدَّمَة على حقوق الله سبحانه من حيث أهمية رعايتها والالتزام بها.
وقد جاء حديثه هذا بمناسبة حلول اليوم العالمي لحقوق الإنسان، مشدّدًا على أهمية حضور العالم الإسلامي ـ شعوبًا وحكومات ومنظمات ـ في مثل هذه المناسبة، وداعيًا إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمعات الإسلامية، وبخاصّة أمام تلك الدعوات التي قد تصدر من بعض الفئات والأوساط المتدينة التي ترى في مثل هذه الثقافة بأنها منتج غربي وغريب عن ثقافتنا الإسلامية، أو على أولئك الذين ينظرون إلى أن الاحتفاء بمثل هذه المناسبات تجاوب مع ما تقوم به الحكومات والأنظمة الغربية من رفع لمثل هذه الشعارات، دون أدنى مصداقية في تطبيقها على المجتمعات الأخرى.
وهو الأمر الذي لم ينفهِ سماحته، مذكرًا بأن هذه المسألة تمس الشعوب بدرجة أولى، كما أنها تلتقي والتعاليم الإسلامية التي نادت بها قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا.
بعد ذلك تطرق الشيخ الصفار إلى إنشاء الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وهيئة حقوق الإنسان في السعودية، وما رافق ذلك من إصدارٍ لأول تقرير يتناول أوضاع حقوق الإنسان في المملكة، عادًّا ذلك خطوة أولى في طريق التوعية الاجتماعية بهذه الثقافة، لتليها خطوات أوسع في هذا المجال على مستوى الوطن، داعيًا إلى ضرورة التعاون مع مثل هذه المؤسسات وإيصال الشكاوى والتظلّمات إليها، ومبينًا أهمية الدور الإعلامي في مثل هذه القضايا والحالات، وبخاصة في مثل عصرنا هذا الذي يلعب فيه الإعلام دورًا كبيرًا في الترويج لأي ثقافة أو اتجاه فكري أو سياسي أو تجاري أو غير ذلك.
وافتتح سماحته الخطبة الثانية بالآية الكريمة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾[1] ، تحدث من خلالها عمّا تشير إليه هذه الآية من لفت الأنظار إلى هذه الحشرة الغريبة، وما يقدّمه علماء الأحياء من غرائب حول قدرات هذه الحشرة الصغيرة وخصائصها، لينتقل بعدها إلى شرح الآية، حيث توجهنا هذه الآية الكريمة إلى مسألة مهمّة، وهي أن الركون إلى أعداء الله لا ينفع المتعاونين معهم، كما هو حال بيت العنكبوت من الوهن والضعف.
مبينًا مخاطر الركون إلى خطط وبرامج أعداء القيم الإلهية، وبخاصّة ما نشهده في عالمنا العربي، وذلك لما تعانيه دول هذه المنطقة من ضغوط سياسية وإعلامية أمريكية للاتجاه في خط التسوية مع العدوّ الصهيوني، ومعاداة الدول المجاورة ممن تحسب على خط الممانعة والعداوة مع أمريكا، ومعتبرًا أن ذلك لا يخدم إلا المصالح الأمريكية والصهيونية على حساب مصالح هذه الدول العربية.
كما وجّه في خطبته هذه على ضرورة استقلالية الإعلام العربي عن الخط الإعلامي الأمريكي، وبخاصّة ما يهدف منه إلى التوجيه الجماهيري والتعبوي ضدّ ما يسميه الغرب «الخطر الإيراني»، وتمييع القضية الفلسطينية.
مشيدًا بدعوة دول مجلس التعاون الخليجي الجمهورية الإيرانية لحضور اجتماع القمة الأخير، وذلك لما لهذه المشاركة من دور في تخفيف حدّة التوترات الإقليمية، وتعزيز حالة التعاون فيما بين دول الجوار.